الأخبارالأرشيف

الجامعة العربية ترد على الخارجية الأمريكية – محمد سيف الدولة

لو كنا أمة حرة مستقلة،  لصدر البيان التالى، كحد أدنى، من الجامعة العربية : 

***

تابعت جامعة الدول العربية تصريحات السيد جون كيرى وزير الخارجية الامريكية التى قال فيها ان هناك دولا عربية لم يذكرها بالإسم، اكدت له استعدادها للتحالف مع “اسرائيل” فى مواجهة داعش وحماس. وما تلى ذلك من تعليقه بأنها فرصة يتوجب استغلالها والاستفادة منها.

ونظرا لان السيد كيرى لم يسمِ هذه الدول التى ذكرها، فان الجامعة قد راجعت كافة المندوبين الرسميين للدول العربية لديها، للتحقق مما ورد فى تصريحاته وزير الخارجية الامريكى. وقد قاموا جميعا وبدون استثناء، بعد العودة الى اعلى المستويات الرسمية فى دولهم وحكوماتهم، بنفى ما صدر على لسان  السيد كيرى جملة وتفصيلا. وعليه فان الجامعة العربية تود ان تؤكد على ما يلى :

دأبت كل من “اسرائيل” والولايات المتحدة الامريكية بالتصريح تارة والتلميح تارة أخرى، بان قضية فلسطين لم تعد هى القضية المركزية فى المنطقة. بل وصل الأمر بوزير الخارجية “الاسرائيلى” بأن صرح بأنها لا تعدو ان تكون 1 % من مشاكل المنطقة. كما دأب قادة “اسرائيل” على التصريح بان المواقف الرسمية العربية المعلنة من الصراع العربى “الاسرائيلى” ليست هى مواقفها الحقيقية، وان هناك مواقفا عربية أخرى مختلفة تجرى فى الكواليس ووراء الابواب المغلقة. وانه كان هناك مباركة من عدد من الدول العربية الكبرى للعدوان “الاسرائيلى” الاخير على غزة. وان هناك حزمة من المصالح الاستراتيجية والأمنية المشتركة بين العرب و”اسرائيل” على رأسها التصدى للمقاومة الفلسطينية كعدو مشترك لكل منهما. الى آخر مثل هذه البيانات والتصريحات التى تكررت مرارا فى الآونة الأخيرة من الادارتين “الاسرائيلية” و الامريكية.

والجامعة العربية وكافة الدول الأعضاء تود فى هذا الشأن ان تعلن بوضوح وحزم ما يلى :

1)   انها تدعم حق الشعب الفلسطينى فى تحرير أراضيه المحتلة بكافة السبل والوسائل الممكنة بما في ذلك حق المقاومة المسلحة الذى أكدت عليها كافة المواثيق الدولية بما فيها ميثاق الامم المتحدة، بالاضافة الى ميثاق جامعة الدول العربية.

2)   وان الخلافات العربية العربية التى قد تنشأ بين اى دولة عضو فى الجامعة العربية وبين دولة اخرى او اى حركة او فصيل فلسطينى هى شأن عربى داخلى ليس للولايات المتحدة ولا “اسرائيل” ان تتدخل فيه بالتعقيب او التوظيف.

3)   وان مثل هذه التصريحات التى تصدر من “اسرائيل” او أمريكا، تحمل اساءة بالغة الى الدولة العربية والقادة العرب الذين لا يمكن ان يقبلوا ان يضعوا اياديهم فى ايدى دولة تحتل اى جزء من الارض العربية.

4)   كما أن الدول العربية لا يمكن بأى شكل من الاشكال ان تقبل أو تبارك أو تصمت على جرائم الحرب والإبادة التى ترتكبها “اسرائيل” فى كل اعتداءاتها على الاراضى والشعوب العربية فى فلسطين او لبنان او سوريا او السودان أو غيرهم.

5)   وان جامعة الدول العربية وبإجماع الدول الأعضاء لم تكف لحظة على السعى من أجل اصدار قرارات ادانة دولية من مجلس الامن للاحتلال “الاسرائيلى”، والتى كانت دائما ما تصطدم بالفيتو الامريكى الحامى ل”اسرائيل” ولجرائمها المتكررة.

6)   كما ان الجامعة ترفض المحاولات الخبيثة والفاشلة للتشبيه والربط بين الحركات والتنظيمات الارهابية والطائفية وبين حركات المقاومة الفلسطينية التى لم تطلق رصاصة واحدة الا فى مواجهة قوات الاحتلال، دفاعا شرعيا عن الارض والشعب والمقدسات، مثلها فى ذلك مثل كل الشعوب والأمم الحرة.

7)   كما ان الجامعة ترفض الرسائل والمعانى والأغراض الكامنة خلف مثل هذه التصريحات والتى تسعى فى حقيقتها الى تهميش القضية الفلسطينية وعزل المقاومة الفلسطينية لحساب المصالح “الاسرائيلية” والأمريكية التى تتناقض كليا مع مصالح الشعوب العربية.

8)   كما ان الجامعة ترفض ما ورد فى تصريح وزير الخارجية الأمريكى من اساءة بالغة الى الدول العربية، بإدعائه ان الولايات المتحدة هى المرجعية التى يعودون اليها ويستشيرونها ويستدعونها لحل المشاكل والأزمات العربية. والجامعة تريد أن تؤكد فى هذا الشأن ان الشعوب العربية قادرة على ان تدير شؤونها بنفسها وبدون اى تدخل أمريكى أو دولى.

9)   كما ترفض بشدة ما ورد فى التصريح المذكور من اساءة للقادة العرب، بالادعاء بأنهم يضللون شعوبهم بمواقف معلنة لا تطابق مواقفهم الحقيقية التى يتخذونها سرا فى الكواليس مع الولايات المتحدة و”اسرائيل”.

10) وأخيرا وليس آخرا، تود الجامعة العربية  فى هذ الشأن ان تذكر السيد وزير الخارجية الامريكية بأن الازمات والصراعات التى تعانى منها دولة العراق العربية اليوم والتى تم حشد التحالف الدولى للتصدى لها، هى فى حقيقتها مجرد نتائج حتمية لجريمة الغزو الامريكى للعراق عام 2003 التى وقفت الجامعة العربية جنبا الى جنب مع كل دول العالم لرفضها وإدانتها.

Seif_eldawla@hotmail.com

 

اترك تعليقاً