الأرشيفبساط الريح

تصريح بلفور بمناسبة التحضير للذكرى المئوية له – إعداد عبدالله حموده

أعلن تصريح بلفور في 2/11/1917 برسالة مرسلة من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى اللورد روتشلد وفي ما يلي النص الحرفي للتصريح:
“عزيزي اللورد روتشلد،

يسعدني كثيراً أن أنهي إليكم نيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي تعاطفاً مع أماني اليهود الصهيونيين التي قدموها ووافق عليها مجلس الوزراء:

(إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تبذل ما في وسعها لتيسير تحقيق هذا الهدف. وليكن مفهوماً بجلاء أنه لن يتم شيء من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين أو بالحقوق والأوضاع القانونية التي يتمتع بها اليهود في أي دولة أخرى).

(إني أكون مديناً لكم بالعرفان لو قمتم بإبلاغ هذا التصريح إلى الاتحاد الصهيوني.

المخلص


آرثر بلفور”

وفي العودة إلى التاريخ يجدر بنا أن نتذكر آذار 1799 حيث نادى نابليون بضرورة إنشاء دولة لليهود في فلسطين وهكذا يتضح أن الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا يعملان طبقاً لمصالحهما الاستعمارية لمنع أي وحدة عربية خاصة مع مصر وبلاد الشام منذ زمن بعيد. ولقد عرضوا على اليهود إقامة وطن لهم في فلسطين قبل وجود الحركة الصهيونية المنظمة التي عقدت أول مؤتمر لها في بازل في سويسرا في 29 آب 1897.

كانت المصالح الامبراطورية والامبريالية في القرن الثامن عشر تؤمن بضرورة فصل آسيا العربية عن أفريقيا العربية بقيام مستعمرة للصهيونية في فلسطين وصولاً إلى عدم إمكانية وجود دولة عربية واحدة ووطن عربي واحد. كان ذلك قبل مئة عام من وجود الحركة الصهيونية. وجاء في مذكرات هرتزل في 20/4/1897 (بأن فلسطين كلها تتحدث عن مخططنا القومي، فنحن في واقع الأمر الأسياد الوارثون للأراضي، واليهود الآن يشكلون أغلبية سكان القدس، كل شيء يمكن فعله في تلك البلاد).
اقترح هرتزل على السلطان عبدالحميد في 3 أيار 1902 إقامة جامعة يهودية في القدس للحيلولة دون دراسة الطلاب العثمانيين بالخارج وعدم تأثرهم بالأفكار الغربية.
وأصدر هرتزل رواية “الأرض القديمة الجديدة” التي نشرها عام 1902 وحاول أن يقدم من خلالها عرضاً لرؤيته لما ستكون عليه فلسطين الصهيونية بعد عشرين عاماً من الاستيطان اليهودي.
كتب الصحفي سليم قبعين في عام 1902 (طبريا بلدة إسرائيلية نرى جميع أسواقها مقفلة يوم السبت) مقالة التهويد التدريجي للمدن الفلسطينية.
انعقد في عام 1907 المؤتمر الصهيوني السابع الذ   ي قرر أن تكون فلسطين الوطن القومي وأكد ضرورة الاستيطان واتباع النهج العملي من أجل الإسراع في فرض أمر واقع صهيوني على الأرض الفلسطينية، لذا قرر المؤتمر توسيع نطاق الاستيطان الزراعي في فلسطين عام 1907. وتم تشكيل مجموعة الدفاع الذاتي في تنظيم سري شعارهم (بالدم والنار سقطت يهودا وبالدم والنار يهودا تقوم). ومن أبرز القادة (إسرائيل شوحط واسحق بن سفي وديفيد بن غوريون). وحتى نعرف مدى حركة القادة الصهاينة، نقرأ ما كتبه بن غوريون إلى والده:
(إن خلق قرية جديدة في فلسطين أفضل من كل الاشتراكات المالية، وأجدى نفعاً من كل الاجتماعات والمؤتمرات، إن السكن في فلسطين هو الصهيونية الحقيقية. الوطن لا يشترى بالسياسة بل بعرق الجبين).
استمرت الحركة الصهيونية في الاستيطان حيث تكونت 60 مستوطنة في فلسطين في عام 1914 وكل هذا كان قبل وعد بلفور بسنوات. وفي ظل هذا الهجوم الصهيوني رفع الفلاحون الفلسطينيون منذ نهاية القرن التاسع عشر عرائض تحذر من الوجود الصهيوني في فلسطين وتنادي بمنع الهجرة وعدم السماح في بيع الأراضي. ولقد كان من أبرز المفكرين العرب نجيب عازوري الذي أصدر كتاباً في عام 1905 بعنوان (يقظة الأمة العربية) الذي قال فيه هناك الآن حركتان متصارعتان حركة الأمة العربية والحركة الصهيونية والصراع بينهما تناحري وعلى انتصار أي منهما يتوقف مصير العالم. وقبلها كان قد دعا إلى إنشاء عصبة العمل القومي حيث كان يرى الخطر الصهيوني خطراً على الأمة العربية كلها. كذلك كتب روحي الخالدي كتاباً عن المسألة الصهيونية وحذر من خطورتها. أما الصحفي الذي كان له اليد الطولى في مقارعة الحركة الصهيونية نجيب نصار صاحب جريدة الكرمل الذي كتب عن الصراع العربي مع الصهيونية (بالأرض نبقى وننتصر، والأرض هي الفيصل لبقاء أو سقوط أو هزيمة أو نجاح الصهيونية … قال بيعوا لليهود كل شيء إلا الأرض، ولا تشتروا من اليهود شيئاً إلا الأرض). وهذا يدل على عمق الوعي العربي عند الأفراد وجهودهم الفردية الوطنية والقومية في مقابل الجهود المؤسسية للحركة الصهيونية.
وقبلها كتب يوسف ضياء الخالدي في الأول من آذار 1899 إلى رئيس الحاخاميين في فرنسا وسلمها إلى الزعيم الصهيوني هرتزل قائلاً: (بأي حق يطالب اليهود في فلسطين إن الأموال اليهودية لن تستطيع شراء فلسطين لذا فإن احتلالها لن يكون إلا بقوة المدافع والسفن الحربية وخلص إلى القول إن الحركة تشكل خطراً كبيراً على اليهود في الدولة العثمانية وبخاصة في فلسطين).
كذلك رفع أهالي يافا في 30 آذار 1911 احتجاجاً إلى مجلس المبعوثان طالبوا الحكومة بوضع حد للخطر الصهيوني الداهم بسد باب الهجرة. وقبلها جرت حملة احتجاجات واسعة قادها الفلاحون الفلسطينيون ورفعوا العرائض احتجاجاً على شراء اليهود للأراضي الزراعية العربية.
إن هذا كله لم يمنع الحركة الصهيونية من الاستمرار بالرغم من الكلام المنقول عن السلطان عبدالحميد أنه لن يسمح بإقامة وطن قومي لليهود ولا الهجرة الدائمة إلى فلسطين ولكن الحقائق التي كانت تجري على الأرض كانت تخدم الحركة الصهيونية وذلك لضعف الدولة العثمانية وخضوعها للدول الأوروبية وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا بعد هزيمة الدول الأوروبية لمحمد علي وابراهيم باشا.
وبعد ذلك جاء الدور البريطاني أكثر وضوحاً في هذا الاتجاه بإفشال حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام لأنها لا تريد وحدة مصر مع بلاد الشام في دولة واحدة وأجبرت القوات المصرية إلى العودة إلى مصر حفاظاً على الدولة التركية التي عرفت بالرجل المريض. واستمرت بريطانيا في نفس الاتجاه عندما أرسل رئيس الوزراء البريطاني بالمرستون إلى سفيره في تركيا عام 1840 مذكرة تشرح أهمية المصالح التركية في تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين، الأمر الذي يشكل الوقوف الجدي أمام أطماع محمد علي أو من يخلفه. ونمت هذه الفكرة أكثر بعد افتتاح قناة السويس، فعادوا إلى التمسك بمصالحهم الاستعمارية والدعوة لتوطين اليهود في فلسطين من خلال شراء دزرائيلي لحصة الخديوي اسماعيل في قناة السويس سنة 1875.
قامت أميركا في عام 1844 بفتح أول قنصلية لها في القدس، حيث كانت السياسة الأمريكية منذ ذلك الوقت تركز على جعل فلسطين وطناً لليهود. ويجب أن نتذكر أن الدولة الأمريكية نفسها هي مستوطنة استعمارية أقيمت على حساب أهل البلاد الأصليين الذين تمت تصفيتهم وإبادتهم وهذا ينسجم مع إنشاء مستعمرة يهودية في فلسطين.
وبعد المؤتمر الصهيوني الأول سعى هرتزل رئيس المؤتمر إلى لقاء الامبراطور الألماني في مدينة القدس لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين وطلب منه التوسط لدى السلطان العثماني لتحقيق ذلك وكانت المستعمرات الألمانية تنمو منذ 1870 في حيفا ويافا والقدس بالتنسيق مع الحليفة التركية.
ظهرت منظمة أحباء صهيون في أوكرانيا داعية إلى الهجرة إلى فلسطين بعد حصول المذابح القيصرية لليهود في روسيا عام 1881.
كانت الدولة العثمانية تضعف بالتدريج في القرن التاسع عشر وقدمت امتيازات للقناصل الأجنبية خاصة الفرنسية والبريطانية في فلسطين بحكم دورهم في إفشال مشروع محمد علي وإعادته إلى مصر مما ساعد على مزيد من الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وكان هرتزل قد أصدر كتابه دولة اليهود في عام 1896 الذي يلتقي مع المصالح الاستعمارية وعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897 والذي أقر العمل على إقامة دولة لليهود في فلسطين.
طالب هرتزل في عام 1902 باعتباره رئيساً للمؤتمر الصهيوني بمزيد من الهجرة اليهودية كما طالب بضرورة السيطرة على الطاقة الكهربائية في فلسطين، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى امتياز يهودي في يافا وروتمبرج. وكانت الحركة الصهيونية توظف اليهود فقط كعمال في قراءة العدادات الكهربائية للمنازل في فلسطين. وبدأ التفكير في عام 1904 بإقامة الجامعة العبرية التي افتتحت عام 1925.
وعندما كانت الحرب العالمية الأولى في بدايتها قدم هربرت صموئيل الذي كان وزيراً بريطانياً مقترحاً لحكومته بإقامة دولة لليهود في فلسطين وذلك في عام 1915 وطالب بزرع 3 ملايين يهودي في فلسطين.
وعلينا أن نتذكر أن المخططات الاستعمارية واضحة في تقسيم الوطن العربي في خطة سايكس بيكو التي تمت عام 1916 بين فرنسا وبريطانيا وروسيا والتي فضحها لينن عندما قامت الثورة الروسية عام 1917 والتي تبين ضرورة تقسيم الممتلكات العثمانية وخاصة الوطن العربي بين المصالح البريطانية والفرنسية، حيث أصرت بريطانيا أن تكون فلسطين من حصتها الاستعمارية، بالإضافة إلى العراق، وسوريا ولبنان من حصة فرنسا. وفي نفس هذه الفترة كانت مراسلات حسين ماكماهون عام 1915 لإقامة مملكة عربية بزعامة الشريف حسين مقابل التحالف مع بريطانيا ضد تركيا في الحرب العالمية الأولى ولكن للأسف خانت بريطانيا وعودها وعملت سايكس بيكو أولاً ثم تصريح بلفور 2/11/1917 لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
مع دخول الجنرال اللنبي في 11/12/1917 إلى القدس صرح: الآن انتهت الحروب الصليبية.
في عام 1919 قدمت الحركة الصهيونية مطالبها لمؤتمر فرساي بإقامة وصاية بريطانية على فلسطين لتنفيذ تصريح بلفور. وفي عام 1920 تم الانتداب البريطاني على فلسطين بقرار من عصبة الأمم. وأدخل تصريح بلفور في صك الانتداب أي أصبح التزاماً أممياً لتنفيذ تصريح بلفور. وصرح وزير المستعمرات البريطاني تشرتشل، والذي كان صهيونياً حتى العظم، بأن بريطانيا ملزمة بإنشاء وطن قومي لليهود والاستمرار في تنفيذ تصريح بلفور.
وعلينا أن لا ننسى فكرة هرتزل وهي ضرورة العمل لإنشاء أمة يهودية على أرض تمتلكها. والمؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 كان لتحقيق هذا الهدف، وقال إن المسألة اليهودية تخص جميع دول العالم وعليها المساهمة في حلها وخرجت الفكرة الاستيطانية إلى حيز التنفيذ. ونتذكر الآن ما قاله ماكس نوردو الأقرب لهرتزل في 1903 بأن أهم 4 دول في العالم تناصر الحركة الصهيونية ألمانيا وبريطانيا والحكومة القيصرية الروسية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد استمرت الحركة الصهيونية في العمل بثبات بعد موت هرتزل في 1904 حيث كتب حاييم وايزمان الذي أصبح أول رئيس دولة لإسرائيل في مطلع عام 1915 يقول: في حال وقوع فلسطين في دائرة النفوذ البريطاني وتشجيع بريطانيا استيطان اليهود في فلسطين سنستطيع خلال عشرين أو ثلاثين سنة نقل مليون يهودي أو أكثر إلى فلسطين يشكلون حارساً فعالاً يحمي قناة السويس.
كان الرئيس الأمريكي ويلسون على اطلاع على مسودات سايكس بيكو وتصريح بلفور من خلال القاضي الصهيوني براندز الذي كان رئيساً للحركة الصهيونية الأمريكية ومستشاراً للرئيس ويلسون وهكذا كانت أمريكا موغلة في دعم الحركة الصهيونية منذ البدايات. ولقد صرح آرثر بلفور 21/6/1922 إن اليهود تعرضوا في أوروبا للطغيان والتعذيب وكان التصريح (بلفور) تكفيراً عن الجرائم التي ارتكبتها أوروبا بحق اليهود.
إن العامل الحاسم والمعزز، استعمارياً، في دعم الحركة الصهيونية هو المصالح الامبريالية البريطانية الأمريكية أولاً وأخيراً، حيث كتبت الصحافة البريطانية بعد تصريح بلفور ( من وجهة النظر البريطانية فالدفاع عن قناة السويس يحتم على أفضل وجه إقامة شعب في فلسطين ملتصق بنا، وإن إعادة اليهود إلى فلسطين تحت الرعاية البريطانية يضمن ذلك).
ولقد قال ماكس نوردو عام 1919 بحضور لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني واللورد بلفور وزير الخارجية (نعرف ما تتوقعونه منا، تريدون أن نكون حراس قناة السويس لنكون حراس طريقكم إلى الهند عبر الشرق الأدنى. نحن على استعداد لأن نقوم بهذه الخدمة العسكرية ولكن من الضروري تمكيننا من أن نصبح قوة حتى نقدر على القيام بهذه المهمة).
ولقد سارعت دول أوروبا فرنسا وإيطاليا وأمريكا بتأييد تصريح بلفور بينما كان العرب والقيادات العربية بين الدهشة والغضب. وإزاء الغضب العربي أرسلت بريطانيا مبعوثاً إلى الشريف حسين وقالت إنها لن تسمح للاستيطان في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب. وفي الوقت نفسه كانت الأعمال البريطانية مناقضة لهذه الوعود.
وعلينا أن نلاحظ دائماً الفرق بين الأقوال والأفعال.
قاوم الشعب العربي الفلسطيني الهجرة اليهودية منذ البدايات، وفي عام 1881 أرسلت المذكرات إلى السلطان العثماني تنبه إلى خطورة الهجرة اليهودية، وأنهم يريدون السيطرة على الأرض وليسو حجاجاً. وبعد ذلك قامت هبات عديدة ضد الهجرة اليهودية كان أهمها ثورة 1936 التي عرفت بالثورة الكبرى، ولكن الدول العربية طلبت وقفها والثقة “بالصديقة” بريطانيا.

أهمية العمل في هذه الذكرى المئوية لبلفور

إن الأمة العربية ترى الوجود الصهيوني خطراً حقيقياً على وجودها، وأن هذا الجسم السرطاني الذي تم زرعه في بلادنا لابد أن يزول، وأن الكفاح العربي لن يتوقف مهما طال الزمن. وقد كتب نجيب عازوري في كتابه يقظة الأمة العربية في عام 1904 هنالك الآن حركتان الحركة الصهيونية وحركة الأمة العربية والصراع بينهما تناحري وعلى انتصار أي منهما يتوقف مصير العالم. وبالرغم من أن موازين القوى مازالت في خدمة الأعداء الامبرياليين والصهاينة. وفي هذه المرحلة فإن السياسات الأمريكية هي أكثر السياسات توحشاً في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب وآخرها وعد الأب بوش لشارون في 2004 الذي أكد الدعم الكامل لدولة العدو الصهيوني وباركت التوسع الصهيوني في الاستيطان داعمة لهذا الكيان بالمال والسلاح والتكنولوجيا بلا حدود. والوقوف في المؤسسات الدولية بلا تحفظ مع دعم هذا العدو الغاصب.

إننا لا ندعو للتباكي، ولكن للعمل الجاد في هذه الذكرى المئوية القادمة لهذا الوعد الوغد للعودة إلى وطننا بتحريره أولاً، والعودة ثانياً، والمناداة بالحقوق كاملة بعناوين واضحة: وحدة الأرض ووحدة الشعب ووحدة القضية.
إن الاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني سواء كامب ديفد أو أوسلو أو وادي عربة هي اتفاقات باطلة قانونياً لأنها تشرعن الوجود الصهيوني الغاصب. إن أي قيادة في أي بلد تتنازل عن حقوق الأمة في الوطن أو أي جزء من الوطن تفقد شرعيتها والشرعية لمن يحمل ثقافة المقاومة حتى تحقيق الانتصار مهما طال الزمن. وعلينا أن نعرف أن الحقوق تحتاج إلى القوة، ووحدة الأمة هي الطريق إلى القوة، وأن الإيمان بأن فلسطين وطن عربي هو قضية مركزية للأمة العربية وأن الصراع مع الوجود الصهيوني هو صراع وجود، فإما نحن وإما هم، ولا بديل عن مشروع التحرير للوطن المغتصب.
إن مطالبتنا بالاعتراف بحقوقنا في وطننا، وفي الطليعة منه فلسطين المغتصبة موقف ثابت لنا لن نتزحزح عنه وهذا يتطلب العمل بكل الوسائل في كافة الاتجاهات لنيل حقوقنا، ومنها الحركة الجماهيرية العربية والفلسطينية في طليعتها، ومعنا أحرار العالم لطرح القضية الفلسطينية برمتها من جديد.
وباختصار إننا نقول لكل العالم: إن هذا وطننا ونريد العودة إليه، وعلى اليهود أن يعودوا إلى البلاد التي قدموا منها. هكذا تعود الحقوق وهذه هي شرعية حقوق الإنسان في العالم.
إن بريطانيا هي الدولة الاستعمارية المسؤولة عن إقامة الكيان الصهيوني والذي بدأ بتصريح بلفور، وهدفنا هو العمل الجماهيري على مستوى العالم كل عام، وفي وطننا العربي خاصة، ومطالبة بريطانيا رسمياً بالاعتراف بالجريمة التي ارتكبتها بحق أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وأن على بريطانيا الاعتذار وتحمل مسؤوليتها الكاملة في هذه الجريمة التاريخية، ولنا من السوابق التاريخية ما يساعدنا على ذلك.
إن هناك أساساً دولياً يساعدنا في الوصول إلى هذا الهدف، لسنا نحن الوحيدين في العالم الذين نطالب باعتذار وندم عن الجريمة التي ارتكبتها دول عن جريمتها فلقد أقدمت حكومة بلجيكا على إصدار اعتذار عن الجرائم التي ارتكبها ملكها الأسبق ليوبولد بحق أهالي الكونجو وقتل المناضل لومومبا.
ويجب أن نذكر أيضاً أن الحكومة الاسترالية قبل أشهر قبلت الاعتذار للسكان الأصليين وتم تنفيذ قرار قضائي لإعادة الممتلكات إلى الأحفاد. كما قامت إسبانيا بالموافقة على إصدار قانون لليهود والعرب الذين هجروا منها عام 1492 يضمن حقهم في العودة إلى إسبانيا ومنحهم الجنسية الإسبانية وجواز سفر إسباني.
إن هذا يؤكد ضرورة الاستمرار في النضال بكافة الأشكال انتصاراً للحق الفلسطيني العربي والتصفية النهائية لدولة الاحتلال.
في عام 1915 قدم هربرت صمويل دراسة إلى الوزارة البريطانية يطالب فيها إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بعد الانتصار على الدولة العثمانية وطالب بتهجير 3 ملايين يهودي إلى فلسطين. وهذا الرجل هو الذي أصبح أول مندوب سامٍ بريطاني في فلسطين عام 1920 الذي أدخل صك بلفور في وثيقة الانتداب التي قدمت إلى عصبة الأمم وتم الموافقة عليها ليصبح العمل لإيجاد وطن قومي لليهود جزء من العمل الأممي. حيث ورد في البند الثاني أنه ستكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلد في ظل أوضاع سياسية وإدارية واقتصادية من شأنها تأمين إنشاء الوطن القومي اليهودي.
البند الرابع: سيتم الاعتراف بوكالة يهودية ملائمة كمؤسسة عامة بهدف تقديم النصح والتعاون مع إدارة فلسطين فيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المسائل التي تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي، وفي مصالح السكان اليهود في فلسطين. وسيتم الاعتراف بالمنظمة الصهيونية كوكالة من هذا القبيل.
البند السادس: ستقوم إدارة فلسطين مع ضمان عدم الإخلال بحقوق فئات السكان الأخرى بتسهيل الهجرة اليهودية طبقاً لشروط ملائمة، وسوف تشجع بالتعاون مع الوكالة اليهودية المشار إليها في البند الرابع على الاستيطان اليهودي المكثف للأراضي، بما فيها أراضي الدولة والأراضي القاحلة غير اللازمة للأغراض العامة.
وفي البند السابع: ستكون إدارة فلسطين مسؤولة عن سن قانون للمواطنة، وستدرج في هذ القانون النصوص الكفيلة بتسهيل اكتساب اليهود الذين يقيمون في فلسطين بصورة دائمة الجنسية.
البند الحادي عشر: ستقدم الإدارة نظاماً للأراضي يتلاءم مع حاجات البلد مع الأخذ في الاعتبار ضمن أمور أخرى الرغبة في تنمية الاستيطان المكثف والزراعة المركزة للأراضي ويجوز للإدارة أن تتخذ الترتيبات مع الوكالة اليهودية المذكورة في البند الرابع بإنشاء أو تشغيل أي أشغال عامة أو مرافق أو مؤسسات المنفعة العامة وفق شروط عادلة ومنصفة وأن أي أرباح إضافية سيتم استعمالها بواسطة الوكالة لمصلحة البلد بطريقة تقرها الإدارة.
البند الثاني والعشرون: ستكون اللغات الانجليزية والعربية والعبرية هي اللغات الرسمية في فلسطين، كما أن أي تعبير أو كلام منقوش بالعربية على الطوابع أو النقود في فلسطين سيتكرر باللغة العبرية، وأي تعبير أو كلام منقوش بالعبرية سيتكرر بالعربية.
البند الثالث والعشرون: ستقر إدارة فلسطين الأعياد الدينية الخاصة بكل الطوائف في فلسطين كأيام راحة قانونية لأي من تلك الطوائف.
البند الرابع والعشرون: ستقدم الدولة المنتدبة إلى مجلس عصبة الأمم تقريراً سنوياً تلبية لرغبة المجلس عن التدابير المتخذة خلال السنة لتنفيذ أحكام الانتداب.
من الواضح أن الإدارة البريطانية المنتدبة على فلسطين هيأت كافة النصوص القانونية في صك الانتداب والذي أصبح أممياً بقبوله في عصبة الأمم لتهويد فلسطين، ونذكر مثلاً أن هربرت صمويل المندوب السامي في فلسطين أصدر 10 قوانين خاصة في تسهيل استملاك الأراضي من قبل اليهود والوكالة اليهودية، واعترف بالوكالة اليهودية كدولة داخل الدولة، وأصدر الأوامر بتسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ومقابل ذلك قام أبناء فلسطين بالهبات الكبرى بدءاً من عام 1929 المعروف بهبة البراق، ثم ثورة القسام 1935 ثم الثورة العربية الكبرى بين 1936 و 1939. ومع بداية الحرب العالمية الثانية حاول الانجليز أن يتخذوا موقفاً لكسب العرب فأصدروا الكتاب الأبيض من أجل تحديد الهجرة إلى فلسطين ودفعوا الأنظمة العربية لمناشدة قادة الثورة الفلسطينية في عام 1936 لإنهاء الثورة ووقف الإضراب. وكانت الثورة من الكبر والتأثير، بحيث جلب الإنجليز أكثر من 50 الف جندي بريطاني لوقف الثورة الفلسطينية ولكنهم لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً، ولكن الذي ساعدهم هو النظام العربي. وعندما جاءت لجنة اللورد بيل لدراسة القضية الفلسطينية واقترحوا مشروع التقسيم عام 1937 الذي رفض من العرب أبناء فلسطين وتم بذلك تأجيله 10 سنوات إلى عام 1947. وهذا يثبت جدوى المقاومة في مقاومة الاحتلال من ناحية وجدوى النضال بكافة الأشكال وصولاً إلى إلحاق الهزيمة بالمشاريع الاستعمارية.
وجاءت حرب 1948 التي هزمت فيها الجيوش العربية وقامت دولة الكيان الصهيوني التي اعترفت فيها أمريكا كأول دولة وجواتيمالا ثانياً والاتحاد السوفياتي ثالثاً.
إن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، لأن الخطر الصهيوني الاستعماري هو خطر على كل العرب، ولكن على الفلسطينيين أن يكونوا رأس حربة ضد الاستعمار الصهيوني ومن يحالفه.
ثم الأحداث الكبرى التي جرت بعد 1948 من اتفاقيات الهدنة إلى حرب السويس إلى المجازر الكبرى التي ارتكبها الصهاينة، إلى انفصال سوريا عن مصر ومن ثم هزيمة 1967 التي ولدت حركة المقاومة والتي شابهت الأنظمة في الاستراتيجية للتعامل مع دولة الكيان الصهيوني فبدأت مصر السادات باتفاقية كامب ديفيد والقيادة الفلسطينية باتفاق أوسلو والحكومة الأردنية باتفاق وادي عربة والتي جميعها تعطي الشرعية للوجود الصهيوني في فلسطين، الأمر الذي رفضه أبناء فلسطين والعرب حيث قدموا آلاف الشهداء طيلة الغزو الصهيوني في فلسطين رفضاً للوجود الصهيوني العنصري فيها.
ونحن الآن أمام الإذعان العربي للصهيونية باتفاقيات الاستسلام، فلا بد للشعب العربي أولاً ومعه الشعب الفلسطيني ثانياً الاستمرار في النضال رغم كل الظروف وموازين القوى غير المواتية والتي تعمل لصالح الكيان الصهيوني.
إن المقاومة اللبنانية أثبتت بشكل ملموس إمكانية الانتصار على هذا العدو الصهيوني، وأن هذا الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً بكافة الأشكال قابل للهزيمة. وأن الشعار الذي يجب أن نبرزه هو عدم استقرار العدو مع رفض التطبيع معه ورفض الاتفاقيات معه ورفض رواياته الصهيونية.
ومن هنا فاستعدادنا للذكرى المئوية لتصريح بلفور، علينا طرح القضية الفلسطينية العربية برمتها من جديد تحت عنوان وحدة الشعب ووحدة الأرض ووحدة القضية، وأن على الصهاينة أن يرحلوا مهما طال الزمن، وأن على العرب أن يعودوا إلى فلسطين محررة من الوجود الصهيوني.
وللتدليل على خطورة المعاهدات مع العدو فلننظرماذا جرى لمصر السادات وحتى الآن من زيادة التبعية للدول الخليجية والسعودية بشكل خاص هذا على المستوى العربي والتبعية لرأي الامبريالية الأمريكية وزيادة فقر المواطن المصري والغزو الثقافي الاستعماري وفقدان دور مصر العربي الذي كان دائماً هو الدور القائد بحكم حجمه وموقعه وعدد سكانه وتاريخيته وثقافته بكافة مجالات الإبداع.
كما أن الجيش المصري أصبح مرهوناً للذين يمولوه والذين يسلحوه حيث الإشراف الأمريكي على الجيش وأواكس الأمريكية في سيناء تراقب التحركات، كما أن السلاح الذي يصل إلى سيناء محدود وبموافقة إسرائيلية مسبقة، ومازال السيسي ينادي بتوسيع السلام مع العدو، أي إضافة دول عربية أخرى إلى معاهدات الإذعان مع الكيان الصهيوني الغاصب, واتفاقية وادي عربة المكونة من 30 مادة اقتصادية وأمنية وبيئية وطاقة، فإنها تدعو إلى توطين اللاجئين كما جرى في نص المادة الثامنة وهي بعنوان (اللاجئون والنازحون) والاعتراف بوجود أماكن دينية يهودية في الضفة الشرقية كما جاء في المادة التاسعة وإعطاء المعاهدة صفة أعلى من كل القوانين والدستور كما جاء في المادة 26 وإلغاء صفة العداء للعدو وإلغاء المقاطعة العربية للعدو والتعاون معه في موضوع الغاز والمياه والكهرباء، الأمر الذي يربط البلد استراتيجياً مع العدو في القضايا الكبرى ويطبع المواطن غصباً عنه من خلال هذه الاتفاقيات التي تدخل كل بيت وكل مصنع …..
وندفع ثمن هذه المواد الاستراتيجية المياه والغاز والكهرباء للعدو الصهيوني، الأمر الذي يزيد من قوته ويساعده على مزيد من الإنتاج والاكتشافات لآبار الغاز مادام هناك مشترون مثل الأردن.
أما اتفاقية أوسلو فلنعرف مدى خطورتها، وعلينا أن نقرأ رسالة عرفات إلى رابين والرد عليه
أولاً من عرفات إلى رابين:

(السيد رئيس الوزراء ..
إن توقيع إعلان المبادئ يمثل بداية حقبة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط ومن منطلق اقتناع راسخ بذلك أود أن أؤكد الالتزامات الآتية لمنظمة التحرير الفلسطينية:
تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة إسرائيل في الوجود في سلام وأمن.
تقبل منظمة التحرير الفلسطينية قراري مجلس الأمن الرقمين 242 و 338
تلزم منظمة التحرير الفلسطينية نفسها عملية السلام في الشرق الأوسط وحلاً سلمياً للنزاع بين الجانبين وتعلن أن كل القضايا العالقة المتعلقة بالوضع النهائي ستحل عن طريق المفاوضات.
تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية أن توقيع إعلان المبادئ يشكل حدثاً تاريخياً يفتتح عهداً جديداً من التعايش السلمي يخلو من العنف وكل الأعمال الأخرى التي تهدد السلام والاستقرار ووفقاً لذلك فإن منظمة التحرير الفلسطينية تنبذ استخدام الإرهاب وغيره من أعمال العنف وستتحمل المسؤولية عن كل عناصر منظمة التحرير الفلسطينية وأفرادها كي تضمن امتثالهم وتمنع العنف وتؤدب المخالفين.
وفي ضوء الوعد بحقبة جديدة وتوقيع إعلان المبادئ وعلى أساس القبول الفلسطيني بقراري مجلس الأمن 242 و 338 فإن منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد أن بنود الميثاق الفلسطيني التي تنكر حق اسرائيل في الوجود وبنود الميثاق التي لا تنسجم والالتزامات الواردة في هذه الرسالة هي الآن غير سارية وباطلة. وتالياً فإن منظمة التحرير الفلسطينية تتعهد أن ترفع الأمر إلى المجلس الوطني الفلسطيني للإقرار الرسمي وإدخال التعديلات اللازمة فيما يتعلق بالميثاق الفلسطيني.
المخلص ياسر عرفات – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية
9 أيلول 1993

ثانياً: من رابين إلى عرفات.   9 أيلول 1993

السيد الرئيس

رداً على رسالتكم في 9 أيلول 1993. أود أن أؤكد لكم أنه في ضوء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية الواردة في رسالتكم، قررت حكومة اسرائيل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة الشعب الفلسطيني وبدء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط

اسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل

ونرى نتائج ذلك في زيادة الاستيطان والتهويد لكل فلسطين والاعتراف بثقافة الهزيمة من عدد كبير من المثقفين التي تريد إقامة دولة واحدة مع المستوطنين والعيش تحت حكم العنصرية الصهيونية وشطب حق العودة الأمر الذي وصل في مشاركة عدد كبير من الوزراء والمسؤولين العرب والفلسطينيين في جنازة السفاح بيريز صاحب التاريخ الأسود في حق شعبنا ومنها مجزرة قانا الرهيبة في لبنان.

لكن شعبنا في فلسطين يقاوم العدو الصهيوني ثقافياً برفضه الرواية الصهيونية بالرغم من موافقة القيادة، ويحارب بكافة الأشكال ومنها السكين والسلاح ويلحق الأذى الكبير يومياً في وجود العدو واستقراره بالرغم من رفض القيادة لهذه الانتفاضة البطلة التي نحييها بحماس وعلينا التعلم منهم.
وعلينا التأكيد أن هناك دوراً دائماً لأبناء عرب فلسطين في النضال ضد هذا الكيان باعتبارهم جزء من الأمة العربية، وأن الوصول إلى وحدة الأمة العربية هو الطريق إلى النصر وهذا يتطلب نضالاً طويلاً وشاقاً لمواجهة أنصار سايكس بيكو وأنصار الظلام والفكر الظلامي الذي ينتشر باسم الربيع العربي.
إن العدو الرئيسي هي الإدارة الأمريكية ومن حالفها من الدول الغربية والعربية التي تسير في ركاب المصالح الامبريالية كما جرى في ضرب العراق وليبيا وتونس وسوريا واليمن.
على ضوء كل هذه الحقائق تحرك عدد من أبناء عرب فلسطين مع عرب آخرين وجزء من أحرار العالم لإدانة بريطانيا التي خلقت هذا الكيان بدءاً من تصريح بلفور ونقدم الوثائق التالية:

اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور

فيما تتواصل نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وجريمة استعمار فلسطين الوطن الاصلي والتاريخي للشعب الفلسطيني، نقترب من ذكرى مرور قرن على اصدار بريطانيا وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917. والذي أعطت بريطانيا فيه وطننا فلسطين للحركة الصهيونية.

وقد جاء ذلك الوعد غير الشرعي وغير القانوني في سياق مشروع بريطاني استعماري يهدف الى إقامة قاعدة غربية تستهدف الأمة ووحدتها أرضاً وشعباً عبر خلق “وطن قومي” لليهود في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني وأرضه.
ولا تزال بريطانيا وحلفاؤها الغربيون، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية قائدة منظومة الإستعمار الحديث، يوفرون مظلة حماية لإسرائيل ممارسة الاستعمار الاحلالي، والابارتهايد، والتهجير القسري؛ ومنتهكة ومتنكرة بشكل سافر لحقوق شعبنا العربي الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها التحرير والعودة  لدياره التي هجر منها وتقرير المصير.
إن معاناة الشعب العربي الفلسطيني ومأساته منذ مئة عام، ما كانت لولا مممارسة بريطانيا سياستها الاستعمارية، والتي شملت خلال فترة الإنتداب 1917- 1948: تهجير أكثر من اربعمائة الف فلسطيني وتجريدهم من الجنسية، والإستيلاء على ممتلكاتهم ونقلها الى المستعمرين، وتسليح وتدريب المستعمرين الصهاينه، وقمع المقاومة الفلسطينية بابشع الوسائل، وتدمير المجتمع الفلسطيني بكل مقوماته وصولا الى تقسيم فلسطين وإقامة اسرائيل.
ولأن نكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948 مستمرة، ترتكبها إسرائيل بأدوات سياسية وقانونية سنتها ومارستها بريطانيا من قبل، كقوانين مصادرة الأراضي، وهدم البيوت، والاعتقال الإداري، والإبعاد، والعقاب الجماعي، واستمرار تشريد 7,9 مليون فلسطيني وحرمانهم من حقوقهم الوطنية والإنسانية الأساسية وفي مقدمتها حقهم في العودة والعيش على ارض وطنهم؛ ولأن النكبة ما كانت لتستمر لولا الدعم البريطاني والغربي السياسي والعسكري والدبلوماسي والإقتصادي والإعلامي اللامحدود لإسرائيل حتى اليوم.
فإننا نحن أبناء الشعب الاردني العربي وانطلاقا من تأكيدنا على وحدة الأمة والمصير المشترك وأننا جزء من عملية المواجهة المفتوحة مع المشروع الصهيوني نعلن إشهار اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور بالتعاون والشراكة مع  شعبنا العربي الفلسطيني في فلسطين بحدودها الانتدابية والشتات قوى وفعاليات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني، ونتوجه إلى أحرار العالم والمؤمنين بحقوق الإنسان والعدالة والقيم الإنسانية للتوقيع والانخراط في حملة :
مئة عام على التنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني والتطهير العرقي وذلك للضغط على مجلس العموم البريطاني والحكومة البريطانية ومطالبتهما بمايلي:
1 _الإعلان رسميا عن عدم شرعية وعد بلفور، الذي لا يزال يجري توظيفه لتهجير الشعب العربي الفلسطيني وتجريده من حقوقه الأصيلة
2 _الاعتذار الرسمي للشعب العربي الفلسطيني على تبعات ونتائج وعد بلفور كافة
3 _الاعتراف والإقرار بالمسؤولية التاريخية، والقانونية، والإنسانية / الأخلاقية عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالشعب العربي الفلسطيني وأفراده، جراء إصدار وإنفاذ وعد بلفور
4 _الاقرار بوجوب جبر تلك الاضرار وفقا لقواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة والإنصاف، وبما يضمن عودة اللاجئين الى ديارهم وتقرير المصير.
خطة العمل:
1_ العمل على تشكيل لجان في المحافظات والمخيمات على مستوى الوطن.
2_ توزيع الوثيقة على كافة المحافظات  والمخيمات لتشكل ارضية للحوار والنقاش في الندوات.
3_ أن نركز على العمل التعبوي في الذكرى المئوية لوعد بلفور.
4_عمل ندوات في كل مؤسسات المجتمع الأهلي والروابط الثقافية والفنية كلما أمكن ذلك.
5_التحضير لاستمارة لتوقيع الفلسطينيين والعرب عليها للمطالبة باعتذار الحكومة البريطانية عن جريمتها.

مراجع البحث:
  • كتاب وعد بلفور للدكتور جورج حبور.
  • التأسيس البريطاني للوطن القومي اليهودي

فترة هربرت صموئيل 1920 – 1925

  • المشروع الصهيوني وبدايات الوعي العربي لمخاطره

1897 – 1917
للدكتورة سهيلا سليمان الشلبي

عبدالله حموده
رئيس منتدى الفكر الديمقراطي
10/10/2016

اترك تعليقاً