الأرشيفوقفة عز

أمثلة سريعة من نكبتنا وحياتنا وكفاحنا للأجيال الشابة وللأجانب – نضال حمد

في المدارس التي بنتها الامم المتحدة ووكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين بعد النكبة:

بعد تهجير السكان الفلسطينيين من أرض فلسطين سنة النكبة وبعد أن استولت الميليشيات الصهيونية على فلسطين عام 1948، لجأ الفلسطينيون إلى لبنان ودول عربية أخرى مجاورة لفلسطين مثل الأردن وسوريا. كما لجأ عشرات الآلاف منهم الى الضفة الغربية وقطاع غزة. هؤلاء عاشوا النكبة والنكسة واحتلال فلسطين على دفعتين سنة 1948 وسنة 1967. ويعيشون الآن أظلم المراحل الفلسطينية.


في لبنان أقام أجداد هؤلاء الأطفال في الصورة المرفقة مع الخبر، مخيمات للاجئين بدأت من النوم والاقامة تحت الشجر وفي الخلاء والعراء، ثم تطورت رويدا رويدا الى أن أصبحت كما نعرفها الآن وفي هذه الأيام.


من المخيمات التي أقيمت بلبنان كان أكبرها مخيم عين الحلوة حيث ولدت أنا نفسي تحت سقف من زينك وبين جدران واهية وخفيفة مثل البسكويت. كان بقاءها واستمرارها ودوامها موضع شك بسبب الاعتداءات الصهيونية المستمرة على المخيم.
هناك في مدارس مخيم عين الحلوة درست مثل كل اللاجئين الفلسطينيين وأبناء جيلي في المدارس التي بنتها الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا.


في الرابع من حزيران – يونيو 1982 اجتاح جيش العدو “الإسرائيلي” لبنان وحاصر عاصمته بيروت واطلق على العدوان تسمية “سلامة الجليل” والهدف منه تصفية منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وطرد القوات السورية من لبنان، وتعيين الخائن الفاشي بشير الجميل رئيسا “للبنان صهيوني” بمقاسات بيغن وجنراله الارهابي الدموي شارون. فيما بعد اغتيل بشير الجميل ولم يستمتع بتولي الرئاسة. وللتاريخ فإن البرلمان اللبناني تقريباً كله بإرادته أو بغير إرادته صوت له باستثناء النائب نجاح واكيم والنائب زاهر الخطيب وكانا في ذلك الوقت من أركان قوى الثورة والتحرر والتقدم في لبنان.


دمر الغزاة “الإسرائيليون” خلال الغزو المدارس والمستشفيات والمنازل وهاجموا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي قاومت وقاتلت وصمدت وقدمت أنموذجاً في الصمود والتضحية، في حين أن جنرالات العفن والوهم والجُبن فروا من ساحة القتال، ونالوا حماية أسيادهم الذين أوصلونا كشعب وكقضية فيما بعد الى الاستسلام في اوسلو، ثم العودة الى الوطن تحت الاحتلال والعمل في خدمته وحمايته تحت مسمى التنسيق الأمني..


في حزيران – يونيو 1982 قاتل مخيم عين الحلوة الذي بقي محاصرًا طوال ثلاثة أسابيع وتم قصفه بشكل عشوائي وهمجي بآلاف الصواريخ والقنابل والقذائف براً وبحراً وجواً، الى أن سقط بأيدي الغزاة في مثل هذه الأيام من تلك السنة الكبيسة، التي شهدت فيما بعد خروج الفدائيين الفلسطينيين من بيروت المحاصرة ثم حدوث مجزرة صبرا وشاتيلا في شهر سبتمبر – أيلول 1982.


دمر “الإسرائيليون” جميع المدارس في المخيم… وبعد احتلال قوات الغزو للمخيم استأنف التلاميذ والتلميذات والطلبة والطالبات، الدراسة في الخيام، كما فعل آباؤهم وأجدادهم في عام 1948.


للعلم حتى عام 1982 بقي اللاجئون الفلسطينيون يمثلون أعلى نسبة من الطلاب المتعلمين والناجحين في العالم العربي. فقد عزم الفلسطينيون بعد نكبتهم أي سقوط فلسطين واحتلال اليهود الصهاينة للبلاد، أن يصبحوا أكثر شعوب الأمة العربية تعليماً من أجل محاربة ومواجهة الاحتلال الصهيوني بشكل أكثر فاعلية، فالبندقية وحدها وبدون علم وتوجيه سياسي لا تحقق المطلوب… والمطلوب شيء واحد هو تحرير فلسطين من النهر الى البحر وعودة اللاجئين إليها.


نضال حمد
21-06-2022