الأرشيفوقفة عز

الأستاذ شكرالله محمود عباس – نضال حمد

عند الكتابة عن مخيم عين الحلوة وناسه وعن مدارسه وأساتذته وأستاذاته لا يعني هذا أننا نكتب فقط عن الشهداء والموتى منهم بل أيضاً عن الأحياء الذين نتمنى لهم ولهن دوام الصحة وطول العمر.
في هذا النص سأتحدث اليوم قليلاً عن الأستاذ شكرالله محمود عباس المولود في مخيم عين الحلوة بعد النكبة بسنتين أي في سنة 1950. في المخيم نشأ ودرس وتعلم وشب وكبر مع أقرانه من رفاق الحارة والمخيم والمدرسة. عانى وعاش صعوبات ما بعد النكبة كما كل جيل ذلك الزمان، الذي كسر القيّد والخيمة وحصد فيما بعد نتائج التعلم والاصرار والتفوق والانخراط في الثورة.
هناك في مدرسة الفالوجة الابتدائية وعند مديرها المرحوم عبد المجيد كريم أبو كريم درس أستاذنا شكرالله وتحصل على شهادة “السرتيفكاه” التي ألغيت من الرنامج التعليمي فيما بعد. فجيلي أنا أي مواليد الستيتنيات لا يعرفونها.
بعد الحصول على شهادة السرتيكفاة انتقل الى مدرسة حطين التي كانت في تلك الأيام تقع في حي عرب غوير وحطين عند “الجميزة” الشهيرة. كان مدير المدرسة في ذلك الوقت الأستاذ القدير المرحوم علي فرهود من الصفصاف. في مدرسة حطين تلقى تعليمه التكميلي أي المتوسط ونال بعدها شهادة البريفيه. ليدخل في مغامرة تعليمية جديدة ويدرس الثانوية في ثانوية جنة الشرق التي كانت تديرها المديرة نفيسة جلال الدين مع الناظر الأستاذ الصفوري الراحل شحادة بشر رحمه الله. هذا وشاءت الصدف أن استاذنا شكرالله عمل مدرساً فيما بعد بمدرسة جنة الشرق، هذا قبل الالتحاق بدار المعلمين في معهد “سبلين” الشهير. تخرج من سبلين في العام 1975 مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي ذهب ضحيتها آلاف الفلسطينيين، خاصة في مخيمات بيروت الشرقية مثل تل الزعتر وجسر الباشا وضبية وصبرا وشاتيلا وتجمعات الكرنتينا والمسلخ وبرج حمود والنبعة والخ، كذلك حصدت تلك الحرب الوحشية حياة عشرات آلاف اللبنانييين.
يقول أستاذنا شكرالله أنه التحق بسلك التعليم في الانروا وتنقل في عدد من المدارس من بيروت إلى الدامور إلى مخيم عين الحلوة، ليستقر به الأمر بعد ذلك في مدرسة شهداء فلسطين في صيدا، لدى القائد الشهيد المدير معين شبايطة، حيث بقي فيها لغاية العام١٩٩٧، ثم عندما أنشأت مدرسة “جدين” وهو اسم بلدة فلسطينية في قضاء عكا بفلسطين المحتلة. عين في ذلك الوقت مديراً لها حتى تقاعده عام ٢٠١٠.
خلال مسيرته الحياتية والوطنية والتعليمية انتخب لسنوات عديدة في اتحاد المعلمين الفلسطينيين فرع لبنان، التابع لمؤسسات واتحادات منظمة التحرير الفلسطينية وبقي في هيئة الاتحاد ممثلاً عن حركة فتح حتى تقاعده.
عن ذلك قال لي: “بالنسبة لانتخابي في الاتحاد فقد كنت مسؤول منطقة صيدا عن المكتب الحركي للمعلمين في صيدا. وقد كان شريكنا في الاتحاد الأستاذ جمال شريدي ( ج ش ت ف) حفظه الله وغيره ممن كانوا في لائحة العودة والكرامة وهي تحالف فصائل منظمة التحرير.”.
أما عن مرحلة الشباب والدراسة والتعليم فيما بعد فقال أستاذنا شكرالله:
“كان لي الكثير من الزملاء الكرام ومنهم قاسم حمد ورشيد ميعاري والمرحوم فياض فرهود وأحمد الخطيب وعبدالله حوراني، حيث كانت لنا ذكريات رائعة أيام الدراسة في سهل الغازية وخط السكة والبساتين”.
لازال الأستاذ شكرالله عباس يعيش في صيدا بلبنان متقاعداً بعد رحلة طويلة من التعليم والعمل والسفر بين لبنان ودول الخليج العربية واستراليا حيث زار أولاده. نتمنى له دوام الصحة والسعادة والحيوية وشحن الذاكرة المخيمية في مجموعتنا ذاكرة أهل المخيم.

نضال حمد
30-11-2022