وقفة عز

الأسرى العرب في سجون الاحتلال الصهيوني

نضال حمد

 يوم 22 نيسان/ إبريل من كل عام هو يوم الاسرى العرب في السجون الصهيونية…

 جاءت هذه التسمية تكريماً للأسير العربي المحرر سمير القنطار، قبل تحريره وأثناء تواجده داخل السجون والزنازين (الاسرائيلية)، التي قضى فيها نحو 30 عاماً من الشموخ والعزة والإباء.

ففي مثل هذا اليوم من عام 1979 قاد القنطار مجموعة فدائية من جبهة التحرير الفلسطينية لينفذوا عملية في مستعمرة نهاريا شمال فلسطين المحتلة. أسر سمير وأحد رفاقه ( أحمد الأبرص)، فيما أستشهد الرفيقان الباقيان أثناء مواجهات مع الجنود والمستوطنين.

حكم على القنطار والأبرص بالسجن المؤبد عدة مرات. ودأبت سلطات الاحتلال على رفض مبادلة سمير في أي تبادل أسرى مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، الى أن استطاعت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ارغام الاحتلال الصهيوني على ذلك في عملية الرضوان صيف سنة 2008.

باستثناء يحيى سكاف بطل عملية الشاطئ مع دلال المغربي ومفقود آخر لا تعترف “إسرائيل” بوجودهما في سجونها، فإن كل الأسرى اللبنانيين ينعمون بالحرية.

لكن الفرحة لم تكتمل لأن هناك 35 أسيراً عربياً من سورية والأردن ومصر والسعودية مازالوا رهائن في سجون الاحتلال.

ومنهم بالتحديد أسرى الجولان العربي السوري المحتل وعلى رأسهم عميدهم البطل صدقي المقت الذي مضى على وجوده في السجن 24 عاماً. لم تكسر تلك السنون المظلمة إرادته كما ولم تهن عزيمته، فهو مؤمن بأن فجر الحرية لا بد آت وبأن المقاومة العربية لا بد ستحرره.

كما أن هناك في سجون الصهاينة نحو 10000 أسير فلسطيني من الشيوخ والشباب والنساء والأطفال، ونخص بالذكر منهم أسرى داخل الداخل من فلسطينيي 48 … ومنهم من مضى على اعتقاله عشرات السنين.. أما الآن فعميد أسرى فلسطين هو المناضل نائل البرغوثي الذي استلم الراية من الاسير المحرر سعيد العتبة.

وهناك أيضاً فخري البرغوثي نائب عميد الأسرى، أعتقل قبل 33 عاما. وهناك مئات الأسرى والأسيرات المحكومون والمحكومات بمئات السنين وعشرات المؤبدات.

فيوم الأسير العربي الذي يأتي تباعاً بعد يوم الأسير الفلسطيني، هو يوم لكل أسرى الحرية والنضال لأجل تحرير الأرض والإنسان، في زمن أنظمة عربية مرتدة ومرتهنة وتابعة للأعداء. وفي زمن فصائل وأحزاب وقادة فلسطينيون استسهلوا النضال عبر وسائل الإعلام..

 

أي تفكير بتحريرهؤلاء لا يأخذ بالحسبان أسر جنود الاحتلال يعتبر تفكيراً عاقا وعقيما وغير عقلاني. لأن التجربة الطويلة مع الاحتلال تقول إن اتفاقيات السلام التي وقعتها بعض الأطراف العربية والفلسطينية لم تعد الأسرى الى أهاليهم ومنازلهم. ولم تحررهم من الظلم والظلام بل زادت من عزلتهم وغطرسة وعدوانية السجانين الصهاينة بحقهم.

في يوم الأسير العربي لا بد للمعنيين في فلسطين أولاً أن يلتفتوا لمعاناة الأسرى في السجون وكذلك لمعاناة المحررين منهم، فالاعتناء بهؤلاء ومساعدتهم على تجاوز وحل مشاكلهم واجب وطني وقومي.

كم كنت سعيداً حين التقيت قبل عدة شهور في بيروت بالصديق والرفيق المحرر “الحاج” سمير القنطار، الذي يعيش في عاصمة المقاومة حراً طليقاً بكبرياء وعنفوان وعزة نفس. فعندما سألته عن مشاريعه كانت إجابته شافية ووافية.. متابعة نفس الطريق… وأن مشروعه هو مشروع استمرار المقاومة ومحاربة الاحتلال حتى النصر والتحرير أو الشهادة. فسمير بالرغم من قضائه عشرات السنين في السجن الصهيوني وإصابته البالغة أثناء تنفيذه عملية نهاريا سنة 1979 إلا أنه لا زال يحمل على كتفه عنوان الصراع العربي مع المشروع الصهيوني.

يحدث هذا معه في حين أن الكثير من قادة وكوادر السلطة الفلسطينية وأحزابها وفصائلها الآيلة الى الانقراض ينادون بالمقاومة الشعبية ليس لتحرير فلسطين، ولا لاستعادة الضفة والقدس الشرقية ( حسب سلامهم)، بل لأجل إقامة دويلة مسخ على مقاساتهم في الأراضي التي يقيمون عليها سلطتهم هذه الأيام، والتي ينسقون فيها مع خبراء وعملاء دايتون طرق وسبل قمعهم للمعارضين وللمقاومين.

 

 

* مدير موقع الصفصاف

22-04-2010