الأرشيفالجاليات والشتات

الاحتلال الصهيوني يتعاقد مع آلاف العمال الهندوس

الكيان الصهيوني حليف الحكومة الهندوسية اليمينية المتشددة يستغل الفقراء في الهند وكذلك علاقاته الممتازة مع الحكومة هناك لجلب العمالة الهندية الى الكيان الغارق في الحرب والمخاطر الوجودية. فلأنه لم يعد بامكانه الاعتماد على ضحاياه من العمال الفلسطينيين الفقراء، الذين كانوا يجبرون على العمل لدى المحتل الذي يقتلهم ويضطهدهم ويحتلهم. ولأنه قام باعتقال الآلاف منهم وزج بهم في السجون انتقاماً من غزة .. أو قام بقتل وجرح  آلاف منهم في حرب الابادة التي يشنها على غزة وبشكل أقل في الضفة الغربية.

في تقرير نشره موقع فضائية يورونيوز الأوروبي ظهر في الفيديو المرفق توافد آلاف الهنود على مركز للتوظيف في لكناو، عاصمة ولاية أوتار براديش في الهند، يوم الخميس ٢٥-١-٢٠٢٤، أملاً في الحصول على عمل في “إسرائيل”.

تدفق فقراء الهند على المركز طمعاً في نيل فيزا عمل ووظيفة بمبلغ مغرٍ بالنسبة لهم ولعائلاتهم، لكنه أيضاً قد يكلف كل واحد منهم حياته وييّتم أطفاله بسرعة. لأن العمل هناك سوف يكون في المستوطنات الصهيونية في فلسطين المحتلة والتي تعتبرهدفاً مشروعاً ودائماً للهجمات الفدائية الفلسطينية، ولأن كل من يقيم ويعمل فيها يعتبر عدواً ومحتلاً وهدفاً. ألم يروا العمال التايلنديين الذي قتلوا وأسروا في السابع من أكتوبر 2023، حيث كانوا يعملون هناك في خدمة الاحتلال ومشاريعه؟.

العمال والموظفون الهنود يعلمون بكل هذه الأمور والمخاطر وبالرغم من ذلك وطمعاً بالمال (الحرام) تدفق ٥٠٠٠ منهم لطلب السفر والعمل، هذا بالرغم من الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلة وبالذات في غزة. فتلك الحرب ليست سهلة وهي حرب تهدد مصير الشرق الأوسط كله لأنها قد تتحول الى حرب إقليمية مدمرة في أية لحظة.

في تقريرلفضائية يورونيوز يقول أغلب الهنود المتقدمين إلى العمل: “إنهم سيغامرون للحصول على فرصة في بلد غارق في الحرب وأحد هؤلاء الأشخاص، هو أنوب سينغ، خريج جامعي وعامل بناء، سيحصل على نحو 1600 دولار شهرياً في (اسرائيل)، مبلغ أكبر بكثير من  الـ(360 – 420 دولاراً) التي يمكن أن يحصل عليها شهرياً للقيام بنفس العمل في الهند”.

هذا الشخص قال كذلك ليورونيوز : “لهذا السبب تقدمت بطلب للذهاب إلى (إسرائيل)”. الشخص الهندي المذكور  يعلم أن هناك تهديداً ينتظره ورغم ذلك سوف يسافر للعمل في خدمة المحتلين اليهود الصهاينة قتلة الأطفال الفلسطينيين.. يريد كما يدعي أن يعمل في الخطر من أجل أطفاله، غير مهتم بحقيقة أنه سوف يعمل مكان الجنود الاحتياط الذين يقتلون أطفال فلسطين، لأن الجيش الصهيوني وكل قوات الاحتياط فيه هي التي ترتكب المجازر والابادة في غزة.

ما هذا التوحش؟

ما هذا الانفصام؟

ما هذه اللاانسانية؟؟؟

نعم نحن نفهم إن المشاكل موجودة  في الهند أيضاً والفقر والبطالة والخ لكن يبدو أن الضمير الانساني لم يعد موجوداً في بلاد غاندي العظيم… ومثل هذا الواقع الهندي لم يكن موجوداً أيام الزعماء نهرو وانديرا وراجيف غاندي فهؤلاء كانوا حلفاء وأصدقاء أوفياء جداً لقضية فلسطين.

للأسف إن الهند حالياً وفي زمن الحزب الهندوسي المتشدد والحاكم صارت قاعدة متقدمة للكيان الصهيوني وربما لكل القوى المعادية للسلام وللعدل والحرية والتقدم والتضامن بين الشعوب الحرة والمناضلة في العالم. فمن الصعب تقبل كلام المواطن الهندي وهو خريج حامعي حين يقول بكل وقاحة وقلة حياء أنه سيتحمل المخاطر ليتمكن من توفير المزيد لأسرته وأنه سوف يذهب إلى هناك (اسرائيل) من أجل أطفاله.”.. غير آبه بمصير أطفال فلسطين الذي أبيد منهم نحو 15 ألفاً خلال 110 ايام من حرب الإبادة في غزة.

هناك عدة ولايات هندية أعلنت عن وظائف لحوالي 10 آلاف عامل بناء في الكيان الصهيوني الذي يحاكم بتهم الابادة الجماعية وجرائم حرب ضد الانسانية في محكمة لاهاي الدولية الخاصة بجرائم الحرب والابادة.  وعن فرص العمل التي تدعمها الحكومة الهندية وحكام الولايات في الهند أفاد وزير العمل أنيل راجبهار، في ولاية أوتار براديش لموقع يورونيز: ” أن ولايته وضعت اللمسات الأخيرة على قائمة تضم 16 ألف شخص لإرسالهم إلى (إسرائيل) الشهر المقبل للاختيار النهائي. وقال راجبهار إن مركز الفحص التابع للحكومة الفيدرالية في لكناو جاء استجابة لطلب (إسرائيل) للعمال”.

نضال حمد

٢٦-١-٢٠٢٤

موقع الصفصاف