الأرشيفوقفة عز

الحب الفلسطيني “الغزاوي” في زمن الابادة

نضال حمد:

عقدا قرانهما وسكنا في مطبخ مختبر العلوم بمدرسة للنازحين في غزة ..

العروسان الفلسطينيان هما محمد عبد العال وياسمين، رفضا الموت في زمن الموت في كل لحظة وفي كل مكان في غزة، فقررا أن يتزوجا في مدرسة تأوي نازحين فلسطينيين شردتهم الحرب والابادة وعنصرية وصمت العالم المتخاذل والجبان والمنحاز ضدهم والى  جانب ارهاب „اسرائيل”.

 لا بيت يسكنان فيه ولا شقة يمكنهما استئجارها فكل شيء في غزة تم مسحه عن وجه الأرض… كل القنابل الأمريكية التي وصلت الى الصهاينة بمئات الآلاف سقطت على غزة ودمرت بيوتها ومبانيها ومعالمها وقتلت وابادت ٤% من سكانها خلال ٣ شهور. كل هذا يحدث ونحن في هذا العالم، نعيش في القرن الحادي والعشرين لكن تحت الاستعمار الأمريكي الهمجي العدواني العنصري الصهيوني. فمتى سوف نتحرر من الظلم والهمجية والعنصرية وتحكم مجموعة من الأغبياء والأثرياء والصهاينة واليانكيين قطاع الطرق ورعاة البقر بهذا العالم، الذي لديه وفيه من الحضارة والتاريخ ما يفوق الولايات المتحدة الأمريكية و”اسرائيل” بعشرات آلاف السنين.

لولا انحياز حكومات الأمريكان والغربيين الأطلسيين وعدوانيتهم ولا انساتيهم لما تشرد وتهجر العروسان وكل أهل غزة. ولما اضطرا للزواج في مثل تلك الظروف، ثم السكن والإقامة في داخل مطبخ بمختبر العلوم بالمدرسة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

إذا سألني أحدكم لماذا أنا حزين؟

سوف اشرح له سبباً واحدا فقط من أسباب حزني هذا اليوم …

قرأت هذا النهار في وسائل الاعلام الفلسطينية التي تنشر أخبار غزة كما هي ولأن وسائل الاعلام الغربية منافقة وكاذبة وتتبنى الموقف الصهيوني وفي بعض الأحيان تكون أسوأ منه بكثير. قرأت في مقابلة مع مدير مستشفى الأقصى في غزة، في مؤتمر صحافي مع وفد منظمة الصحة العالمية: نحن على أبواب كارثة والمنظمة تحدثت عن طفلة لم تأكل منذ 6 أيام.

قبل أيام، أفادت وكالات الأنباء بوفاة طفل فلسطيني بسبب الجوع والبرد. توفي الطفل بينما كان العالم يحتفل بالعام الجديد والناس يأكلون ويشربون ويستمتعون بالحياة بعيدا عن الجحيم والدمار في غزة.

هل تتخيلون أطفالكم تحت القنابل والدخان السام، بلا مأوى، بلا حماية والوقاية والعلاج، بلا بطون مليئة بالطعام ومياه الشرب، لمدة ستة أيام متتالية؟أي عالم تافه ومنحط هذا العالم الذي نحيا فيه الآن؟

نضال حمد

٧-٠١-٢٠٢٤