الأرشيفوقفة عز

الذكرى 57 لاستشهاد جلال كعوش – نضال حمد

بطل أبطال مخيمات الشتات الفلسطيني

ننشر لقطتان تظهران  مدى اهتمام شعبنا في ذلك الوقت بالشهيد الرمز جلال كعوش.. ننشرها في الذكرى 57 لاستشهاده. فقد استشهد جلال كعوش تحت التعذيب في أقبية المكتب الثاني اللبناني الفاشي في مثل هذا اليوم ٩ كانون الثاني 1966على خلفية قيامه بأعمال نضالية ميدانية، نقل العتاد والسلاح وتنفيد عمليات فدائية وتنظيم الشباب الفلسطيني في الثورة على درب العودة والتحرير.

كان القائد الشهيد جلال كعوش حريصاً في حياته على أن يستقر ويسكن في مخيم عين الحلوة الذي كان على ما يبدو بالنسبة للشهيد قلعة الانطلاق بالعمل النضالي نحو فلسطين.  اعتبر شهيدنا المخيم نقطة الارتكاز والانطلاق والعمل، حيث كان له معارف كثيرين من كل المخيم وبلداته وعائلاته… من المهم القول والتذكير أن شهيدنا القائد جلال كعوش كان يملك علاقة خاصة، عبرت عنها مشاعره الخاصة اتجاه الصفصاف وأهل البلدة. فقد عاش طفولته في ميرون بجوار الصفصاف وكانت تربط البلدتين علاقات طيبة ومتينة لازالت مستمرة حتى يومنا هذا. بحسب ما قاله لي أخي علي كعوش كان للشهيد جلال “معارف كثيره في المخيم والأغلبية من أهالي الصفصاف التي كانت تربطه علاقه بهم منذ ولادته بفلسطين.”.

كان ولازال جلال كعوش رمزاً للعطاء والفداء والتضحية والانتماء لفلسطين الكاملة التي تختلف تماماً عن “فلسطين” من استولوا في لحظة عابرة على كل شيء واغتصبوا القضية والشرعية والقرار. كانت فلسطين بالنسبة لجلال هي الأرض الممتدة من الناقورة شمالاً حتى أم الرشراش جنوباً ولازالت كذلك لكل فلسطيني لا يسير خلف الوهم والدجل والنفاق والفاسدين المفسدين في زمن خوارج العرب وفلسطين..

المنزل الذي عاش فيه الشهيد في مخيم عين الحلوة تحول فيما بعد الى مكتب “لجبهة ت عربية”. كان يقع جنوب المخيم عند مكتب القيادة العامة وفي حارة لوبية على المفرق الذي ينزل من الشارع الفوقاني قرب منزل صديقي أديب الشهابي إلى حاراتي حطين وعرب غوير وحيث كانت سابقاً مدرسة حطين القديمة..

كان ولازال جلال كعوش رمزاً للعطاء والفداء والتضحية والانتماء لفلسطين الكاملة التي تختلف تماماً عن “فلسطين” من استولوا في لحظة عابرة على كل شيء واغتصبوا القضية والشرعية والقرار. كانت فلسطين بالنسبة لجلال هي الأرض الممتدة من الناقورة شمالاً حتى أم الرشراش جنوباً ولازالت كذلك لكل فلسطيني لا يسير خلف الوهم والدجل والنفاق والفاسدين المفسدين في زمن خوارج العرب وفلسطين..

لاحظوا في الصورتين حجم الانتماء الوطني والاندفاع الجماهيري وكيف أن الناس في الموكب تواجدت بأعداد خيالية، رجال ونساء وفتيات وشباب وطلبة وطالبات وعجزة وأطفال.. يبدو أن كل سكان المخيمين عين الحلوة والمية ومية جاءوا للتذكير ببطل أبطال فلسطينيي لبنان.

في ذلك الوقت كان لسه شعبنا في أوج حالته المبهرة في أوج عاصفة الثورة، كان لسه في خير ولسه في إحساس وشعور قوي جداً بالانتماء…كان شعبنا لسه بخير وموحد وواحد وقبل أن تلوثه النزعات السياسية والحزبية وفيما بعد في السنوات الأخيرة النزعات والانتماءات الطائفية والمذهبية والاستسلامية لدى بعضه للأسف.. تلك الانتماءات والولاءات والنزعات التي تتحكم برقبته وبمصيره في هذا الزمان الأكثر من سوداوي وظلامي وانهزامي.

لو كان الشهداء يعلمون بما انتظر شعبهم وقضيتهم وبما انتهت عليه قياداتهم ومنظماتهم والى اين وصلت تنازلاتهم واستسلاماتهم، والى أين وصل الانحطاط والتساقط، لكانوا استأصلوها في ذلك الزمان ومن زمان.. لكننا الآن لدينا واقع حال مختلف وملتهب وفيه كل أشكال الاحباط واليأس واللاأمل… واقع الحال في هذه الأيام معقد وصعب لأن شعبنا يفتقد للشهيد جلال ولنوعية الرجال من طينته وعجينته.. عزاؤنا أن شعبنا دائماً ما يجد الحلول وإن تأخر كثيراً في هذه المرة.

رحم الله شهيدنا جلال كعوش في ذكراه والمجد والخلود لشهداء شعبنا وعلينا الوفاء.

نضال حمد

٩-١-٢٠٢٣