الأرشيفوقفة عز

الراحل فؤاد جبر فرهود – أبو محمد 1926 – 2003

نضال حمد: عن الراحل فؤاد جبر فرهود – أبو محمد 1926 – 2003

في طفولتي وصغري كنت أرى العم أبو محمد – فؤاد جبر فرهود كل يوم تقريبا وكان لا يخلو يوم من سماع صوته، فنحن أقارب وجيران ولا يفصل بيتنا عن بيته أي شيء، الحيط بالحيط كما يقولون.

عرفته أباً صالحاً ورجلاً طيباً وانساناً مواظباً وعملياً، قضى حياته جد وكد. ساهم وحافظ بنجاح على مسيرة أبنائه وبناته التعليمية، فتخرج من بيته ونسله الكريم مهندسون ومعلمات ساهمن في رفد التعليم الفلسطيني بمخيمات لبنان، هؤلاء سواء صبايا أو شباب، بنات وابناء العم أبو محمد، نعتز ونفتخر بهم-ن وبأخلاقهم-ن وأدبهم-ن وثقافتهم-ن وحسن تربيتهم-ن.

منذ الصغر عرفتهم وعت واياهم في الحارة السراء والضراء، الحرب ونصف السلم، الحياة في المخيم على درب العودة الى فلسطين. جيران صفصافيين أحببنا الحياة ما استطعنا اليها سبيلا.

استشهد العم أبو محمد فرهود إغتيالا عن طريق الصدفة (القضاء والقدر) حيث أنه كان عائداً من مقبرة درب السيم بعد مشاركته في جنازة. هناك على الطريق اثناء عودته، حاول ابن الخالة فخري شريدي ومعه شقيقه يحيى (استشهد يخيى في نفس عملية الاغتيال التي كانت تستهدف عبدالله هشام شريدي).. وهو ابن الشيخ هشام شريدي (ابن خالتي) شقيق يحيى وفخري. توفي فيما بعد عبدالله هشام شريدي متأثراً بإصابته تلك.

المهم أرادوا مساعدة الحاج أبو محمد فرهود ونقله معهم بالسيارة كي لا يواصل الطريق الى حارة الصفصاف مشياً على الاقدأم. شاء القدر ورب الناس كل الناس أن ذهب معهم بالسيارة، لكنها كانت سفرته الأخيرة، فقد كانت لهم بالمرصاد مجموعة من محترفي الاغتيال والاقتتال الداخلي في المخيمات، ولكي تغتال عبدالله اغتالت وأفرغت رصاصها على السيارة بمن كانوا فيها، مما أدى الى مقتل العم أبو محمد والاخ يحيى شريدي واصابة عبدالله هشام شريدي التي ادت إلى وفاته فيما بعد.

رحمهم الله جميعا ورحم العم الطيب والمثابر فؤاد جبر فرهود – أبومحمد – وما كلماتنا هذه سوى قليل من الحب والتقدير لهذا الرجل.. فهي نوع من الوفاء لابن البلدة وللجار وللعم، الذي عرفناه منذ طفولتنا في المخيم، رجلاً طيباً ذو خلق وأدب، أحب الناس وأحبوه.

  10-02-2015