وقفة عز

الطريق إلى برشلونة

نضال حمد

بدأت فكرة مؤتمر الجاليات الفلسطينية في الشتات قبل عدة سنوات وشاركت في التحضير لها شخصيات كثيرة ومؤسسات وفعاليات وجاليات فلسطينية عديدة. منذ البداية في لقاء جنيف 2005 الأول اتفقنا على أن الشتات كله فوق قدرتنا في أوروبا. وأن هناك منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية يتواجدون في الشتات الفلسطيني في البلدان العربية. وأنه لا يمكن مساواة مخيم كعين الحلوة أو اليرموك أو الوحدات بجالية فلسطينية هنا أو هناك. لذا اتفقنا على أن يكون مؤتمراً وبياناً للجاليات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا بالتنسيق مع استراليا والأمريكيتين. ثم جاء لقاء جنيف الثاني وتابع المشوار وأنتخب لجنة تحضيرية تابعت العمل وواجهت مصاعب وعوائق كثيرة وكادت الإشكالات الإدارية والتنظيمية أن تعصف بها، لولا تداركنا للأمر. ثم تابعت اللجنة أعمالها وواصلت نشاطها بجدية إلى أن تفجرت خلافات إدارية وتنظيمية مع الأخ سعد النونو أول منسق لهذا المؤتمر. وفي هذا السياق أوجه لأخي سعد الذي كنت أول من تواجه معه وأختلف معه في أسلوب العمل والإدارة هذه الرسالة ” يا أخ سعد لا تضع نفسك في سلة أبو مازن وبعض المماليك من أعداء هذا المؤتمر، فأنت صاحب موقف وطني محترم، وخلافك معنا خلاف إداري وتنظيمي وليس سياسي أو أيديولوجي”. الباب مفتوح لك كي تعود إلى هذا التجمع الكبير كما خرجت منه بمحض إرادتك ولا يوجد من يسد الباب في وجهك. لذا الكرة في ملعبك. فعد قبل فوات الأوان، وأسحب البساط من تحت أقدام الذين يريدون محاربة الفكرة وتخريب المشروع. هؤلاء نعرفهم فقد أصدروا بيانات تحمل توقيع جاليات وفعاليات لم نسمع بها طيلة سنوات عملنا في أوروبا.”.

على صعيد نشر البيانات المضادة لمؤتمر برشلونة والتي تكاثرت كما الذباب على القمامة يبدو أنه غاب عن بال الذين يقفون خلفها ويروجون سمومها، غاب عن بالهم أو سقط سهواً توقيع الجاليات الفلسطينية في جزر القمر وجزر القديس يوسف وجزر البهاما… مع عدم نسيان أيضاً توقيع أقاليم وساحات وكوادر فتح هناك.

يجب التذكير أيضاً بأن كوادر فتح هؤلاء الذين أصدروا بيانهم الشهير الذي هاجمني بالاسم. ولا نعني كل كوادر فتح الذين نحبهم ونحترمهم ونجلهم. هؤلاء الموقعين على البيان يبدو أنهم يتواجدون في كل مكان من تونس حيث اجتمعوا الى الساحات والأقاليم على أراضي استأجروها على سطح القمر وفي الكواكب العشرة. واليكم مثال على نوعية هؤلاء، فمسئول ساحة بلد أوروبي بعيد ونائي لا يفقه لغة البلد ولا يعرف أسماء وزراء وقادة أحزاب البلد ولا توجهاتهم السياسية ومواقفهم من القضية الفلسطينية. ولا يدري مع من يكون في تنظيمه، يوم مع التعبئة، ويوم مع الدائرة، وآخر مع مكتب الرئيس، وأيام أخرى مع مكاتب الهندي والطيراوي وغيرهم. بالإضافة لقيادته للتنظيم العتيد هو أيضا ممثل مشروع كيفيتاس في البلد. ومعه أيضا مسئول ما يسمى لجنة العودة يشاركه في كيفيتاس الذي يتآمر على حق العودة. مثله بقية الموقعين الذين يمثلون التنظيم في بلاد الأنس الممتدة على طول نهر الدانوب من فيينا حتى بلغاريا. نقول هنا بحزم أنه لا مكان حقيقي وفعال لهؤلاء في صفوف جماهير شعبنا والجاليات الفلسطينية في أوروبا. وهم فضلوا ركوب موجة الخلافات الشديدة التي تعصف بحركة فتح، بحثاً عن أمكنة لهم وتسميات يمكنهم من خلالها تخريب وهدم الجاليات. وقبلت القيادة المختلفة والمتنازعة بولاءاتهم كما هي لأنها بحاجة لأي شخص او مسمى يصطف معها في صراعاتها الداخلية. ومن هؤلاء الأدعياء من يتحصن ويتستر خلف ممثليات ومكاتب وسفارات فلسطين في أوروبا. هؤلاء المنبوذين والمعزولين والذين سمعتهم معروفة بسوادها للسواد الأعظم من أبناء وبنات شعبنا. لن نسمح لهم بالتعدي على الجاليات، وسوف نواجههم ونعريهم هم ومن يحميهم في السفارات والممثليات والمكاتب. وهي بنفس الوقت مناسبة جيدة كي نفتح سجل السفارات والممثليات والمكاتب الفلسطينية في أوروبا. لأنها لم تشعرنا في يوم من الأيام أنها سفارات تمثل شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه. وهي التي مارست على مر التجربة وتمارس دور المخرب والهادم للجاليات الفلسطينية. لأنها تريد للجاليات ان تكون في جيبها، تماما كما هي نفسها في جيوب الآخرين. في السابق كانت تلك السفارات لفتح. بعد خراب البيت الفلسطيني وكارثة أوسلو التدميرية أصبحت تمثل نهج أوسلو. وبعد رحيل الرئيس ياسر عرفات وصعود السيد محمود عباس وفوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية صارت السفارات تمثل محمود عباس ونهجه السياسي المرفوض. وكما هو معلوم ومعروف فأن السيد عباس بنهجه المعروف يعتبر سببا أساسيا من أسباب دمار القضية الفلسطينية.

يجب على شعبنا محاسبته هو وكل من سار معه ووافقه على العبث بالحقوق الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني. ولكي يتمكن شعبنا من القيام بجردة حساب لكل المرحلة السابقة من النضال الوطني الفلسطيني عليه محاسبة الجميع ومراجعة نفسه من أجل الخروج بما يضمن عدم الرجوع لمثل تلك الأخطاء والخطايا وحتى الجرائم.

نحترم كافة الفصائل الفلسطينية ونقدر تاريخها في الكفاح لأجل فلسطين لكن ليسمحوا لنا أن نقول لهم أيضا أن لكم جرائم ارتكبتموها بحق الشعب والقضية والوطن والمنظمة.

لماذا تجاملون عباس ومن معه مع أنهم ينسقون أعمالهم بالعلن مع الاحتلال والأمريكان؟

لماذا تغضون الطرف عن جرائم زمرة أوسلو بحق شعبنا وقضيتنا؟

لماذا تتركونهم يهيمنون ويسيطرون ويأسرون ويحتجزون ممثلكم الشرعي والوحيد؟

إذا كنتم تريدون من هذا المؤتمر أن يُقِر بشرعية المنظمة في التمثيل الوحيد، على هذا المؤتمر أولاً أن يشير إلى أن عباس ومن معه لا يمثلون كل الشعب الفلسطيني ولا يمكنهم ذلك إلا عبر الفوز بالانتخابات الحرة والنزيهة التي نطالب بإجرائها من أجل انتخاب أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني. كل ما يصدر من قرارات عن اللجنة التنفيذية لاغٍي ويفتقد للشرعية. لأن اللجنة نفسها فقدت الشرعية سواء الشعبية أو الثورية وكذلك القانونية التي لم تكن تتمتع بها أصلاً.

برأيي أن الحل يكون بالدعوة لعقد مؤتمر شعبي مهمته تتحدد في إعادة الاعتبار للميثاق القومي الفلسطيني المكتوب في سنة 1964 والمعدل في سنة 1968. مع التأكيد على عدم شرعية ما قام به مجلس غزة بحضور كلنتون من تعديلات أو إلغاء لبنود في الميثاق الوطني.

وليدرس المؤتمر سبل إعادة بناء ما تهدم من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وسبل إعادة تفعيل وتأهيل المنظمة. وإخضاع السلطة الفلسطينية لرقابة المنظمة باعتبارها مؤسسة من مؤسساتها. والدعوة لإجراء انتخابات شعبية تشمل جميع اللاجئين الفلسطينيين أينما كانوا وحيثما أمكن ذلك من أجل انتخاب أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.

وليؤكد هذا المؤتمر على الحقوق الفلسطينية المشروعة، حق تقرير المصير، الدولة ذات السيادة، المقاومة بكافة أشكالها في سبيل التحرير، العودة والتعويض بعد العودة.

وليؤكد على من يمكنه فقط الحديث بإسم الشعب الفلسطيني. أي الجهة التي يتم انتخابها بشكل ديمقراطي من قبل الشعب نفسه.

 

أما فيما يخص الجاليات الفلسطينية وطرق عملها وسبل وحدتها، هذا الموضوع يجب متابعته عن كثب وبشكل دائم، ويجب أن يكون هدفا حقيقيا لكل الجاليات الفلسطينية، التي بدورها تعاني من تشرذم وتشتت وعمليات تخريب سبق وأشرنا لها.

يجب وضع مشروع وحدوي للجاليات يأخذ بعين الاعتبار حجم كل جالية وقدراتها وإمكانياتها وتعدادها وأهميتها الجيوسياسية. ويمكن بداية تشكيل لجنة متابعة أو جسم تنظيمي إداري يتابع هذا الموضوع ويتدارسه ويتحاور حوله ويصل في النهاية إلى نتائج منطقية وعملية.

ونحن لسنا بعجلة من أمرنا ولدينا الوقت الكافي كي نتابع هذا الموضوع بتأنِ ودونما تسرع. وكي نفسح المجال أيضا لكل الفعاليات الفلسطينية كي تكون جزءا من عملنا هذا.

 

الطريق إلى برشلونة 

نضال حمد

  Wednesday 30-05 -2007