وقفة عز

العيد الوطني النرويجي 17-05 من كل عام – نضال حمد

اليوم هو العيد الوطني النرويجي 17-05 من كل عام

“Ja، vi elsker dette landet”

نحن أيضا نحب هذا البلد … مطلع النشيد الوطني النرويجي ..

يحتفل أهل النرويج كلهم كبيرا وصغيرا، من الجنسين الذكور والإناث، ومن مختلف الأحزاب والقوى السياسية بهذا اليوم، الذي يعتبر أهم أيام البلاد وأهم الأعياد النرويجية على الاطلاق.

أعيش في النرويج منذ سنة 1992 ..

احبها وأحب أصدقائي النرويجيين لأنهم صادقين .. ولأنهم ناس عاديين، غير متلونين ومتواضعين .. وإن آمنوا بقضية ما يقدمون لأجلها كل ما يملكون، يفعلون ذلك عن قناعة وليس للاستعراض.

عشت في عدة مناطق من أوسلو آخرها منطقة هولمليا حيث تعيش هناك غالبية ساحقة من المهاجرين واللاجئين الأجانب.

النرويجيون بطبيعة الحال غالبيتهم ناس متسامحون، منفتحون، يتقبلون الآخر ولا يمانعون التعدد الثقافي والتنوع العرقي والاثني والديني الذي تعرفه بلادهم.

هذا لا يعني انه لا يوجد عنصريون ويمينيون متطرفين في النرويج، يوجد وهؤلاء للأسف ازدادت اعدادهم وقوتهم في العشر سنوات الأخيرة. يكفي ان نتذكر مذبحة جزيرة اوت اويه التي نفذها الإرهابي المجرم، العنصري اليميني المتطرف اندرس برينغ بريفيك يوم 23-7-2011.
الحقيقة انني قلق مثل كثيرين غيري في النرويج من نمو العنصرية والمتطرفين اليمينيين، والعداء للأجانب وللمسلمين بالذات. قلق على مستقبل اطفالي واطفالهم.. وعلى الجنة النرويجية التي قد تنقلب الى جحيم بفعل شياطين العنصرية والتمييز والتطرف والإرهاب.

وصلت الى النرويج يوم 22 شباط 1992 وبعد وصولي بشهرين ونصف شاهدت أول عيد للعمال في النرويج، وبعد ذلك بأسبوعين شاهدت اول عيد وطني نرويجي، عيد السابع عشر من مايو أيار. بهرتني الاحتفالات النرويجية ومشاركة الجميع من العجزة الى الأطفال، وأكثر ما لفت انتباهي اللباس الشعبي النرويجي الخاص، الذي يتوجب على كل نرويجي ان يرتديه في اليوم الوطني. وهو لباس مكلف كثيرا وغالي الثمن وربما ليس بمقدور الجميع ان يقتنوه…

منذ وصولي الى البلاد سنة 1992 وأنا اسمع من بعض المسلمين النرويجيين أن الشاعر الذي كتب النشيد الوطني النرويجي مات مسلما. الأسبوع الفائت علقت رد على صديق في الفيسبوك بأن كاتب النشيد الوطني النرويجي الشاعر “هنريك فارجلند” .. لكن سرعان ما رد علي بعض الأصدقاء وقالوا انه ليس الشاعر الذي كتب نشيد النرويج الوطني، بل الصحيح أنه الشاعر بيورنستيارنه بيورنسون. بعد التعليقات أخذت ابحث في غوغل فتأكدت أنه بيورنسون وخجلت من جهلي بعد كل سنوات اقامتي في النرويج. لكن عند البحث اكتشفت أيضا بعض المواقع العربية والإسلامية التي تصر على أن “هنريك فارجلند” هو الشاعر النرويجي المسلم الذي ألف النشيد الوطني.

في جريدة اسمها البيان تصدر من لندن وهي على ما يبدو إسلامية نشروا التالي لشخص يدعى علي فطيني بعنوان ( النرويج والجمعة الدامية ) بتاريخ 4-09-2011 وجاء في نهاية مقالة فطيني التالي : (( كما تشير التقارير التي نشرت في السنوات الأخيرة إلى أن الشاعر والأديب النرويجي المعروف مؤلف النشيد الوطني والمشرف على وضع أول دستور للبلاد “هنريك فارجلند” قد دخل الإسلام في بدايات القرن التاسع عشر (حوالي 1820) وأنه قد مات مسلماً ويعتبر هذا الأديب من أكبر الأدباء النرويجيين على الإطلاق وتشير الدراسات إلى عدم وجود مسلمين في النرويج في ذلك الوقت لكن السبب في إسلامه هو دراسته الإسلام من بعض الكتب التي كانت متوفرة في المكتبات التي كان يعمل بها ومنها المكتبة الملكية في النرويج وكان مما كتبه لوالده قبيل وفاته : إنني أموت وأنا أؤمن بالإله الواحد. )).

هذا الأمر اضطرني كما في برنامج من سيربح المليون لجورج قرداحي طلب الاستعانة بصديق، فاتصلت بصديقي النرويجي الدكتور ارلنغ، والذي يتكلم العربية بطلاقة. وكتبت له عن الالتباس وارسلت نسخة مما جاء في جريدة البيان. أرلنغ تفاجئ من كلامي وأكثر مما ورد في الجريدة. ثم كتب لي أنه أول مرة يسمع أن الشاعر “هنريك فارجلند” قد دخل الإسلام . وأضاف ان الشاعر قبل وفاته وفي رسالة لوالده تحدث عن احترامه واعجابه بالإسلام. ولم يغب عن باله التأكيد على أنه ليس كاتب النشيد الوطني النرويجي.

على كل حال …

شكراً لشعب النرويج الذي احتضننا نحن الأجانب ووفر لنا الحياة الكريمة وجواز السفر والجنسية والمساعدات الاجتماعية وفرص التعلم والدراسة والعمل. والبيت ومكان الإقامة والرعاية والحماية. وحق الانتخاب والتصويت والترشح والمشاركة في كل نواحي الحياة النرويجية.
نحن أيضا نحب هذا البلد …

نضال حمد 

17 أيار – مايو 2020

  • تعمدت نشر هذه الصور مع مجموعة من أهم السياسيين النرويجيين، منهم رؤساء وزراء وبرلمان واحزاب ووزراء ونواب وزراء وبرلمانيين، وقادة احزاب وجمعيات ومنطمات ومؤسسات ونشطاء ونشيطات ومتضامنين ومتضامنات، اصدقاء وصديقات ورفاق ورفيقات.. لازال لدي مئات و مئات من الصور، التي لا يوجد مجال لنشرها هنا، حتى لا تزهقوا وتزهقن منها ومني .. مع انها كلها توثق تجربتي في العمل التضامني والجاليوي والسياسي والاعلامي في النرويج من ١٩٩٢ وحتى وقتنا الحالي.

www.facebook.com/hamad.nidal.50

 

اليوم هو العيد الوطني النرويجي 17-05 من كل عام .."Ja، vi elsker dette landet"نحن أيضا نحب هذا البلد … مطلع النشيد…

Slået op af Hamad NidalSøndag den 17. maj 2020