الأرشيفوقفة عز

الكاتب الفلسطيني الراحل سليمان الشيخ – نضال حمد

ولد المرحوم الأديب سليمان الشيخ في بلدة صفورية قضاء الناصرة بفلسطين المحتلة سنة 1943 وأتم تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدارس مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ثم أنهى الثانوية في مدرسة المقاصد بمدينة صيدا.

درس التمريض من سنة 1963 حتى سنة 1966 في مستشفى العصفورية ببيروت وبعد ذلك سافر مباشرة الى الكويت حيث عمل في مجال التمريض. أما في العام 1976 فقد حصل على ليسانس في مادة التاريخ من جامعة الاسكندرية. فيما بعد عمل باحثاً لشؤون الصحافة من سنة 1976 حتى سنة 1983 في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت. فيما قبل واثناء الفترة السابقة كتب في جرائد ومجلات الطليعة والسياسة والعربي في الكويت وقطر، ثم انتقل للعمل في مجلة العربي من 1983 الى 1990. خلال ذلك كتب أيضاً في صحيفة القبس الكويتية حيت كان يعمل صديقه الحميم الفنان ناجي العلي لغاية اطلاق الرصاص عليه في لندن يوم 22-7-1987. وفاته تأثراً بإصابته يوم 29-8-1987.كما عمل فيها الصحفي والاعلامي الفلسطيني الراحل ابن مخيم عين الحلوة والمنشية قرب عكا، الراحل صالح خريبي – أبو خلدون-.

نشر في جريدتي الوطن والبيان (الكويت) وفي مجلة الهلال ومجلة ابداع وأدب ونقد (مصر). في مجلة العربي تدرج في العمل من محرر الى سكرتير تحرير فمدير تحرير للمجلة.  كما أنه عمل باحثاً في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت سنة 1993 ثم مراسلاً لجريدة الرأي الأردنية سنة 1995. كما نشر مقالاته في عدد كبير من الجرائد والمجلات العربية في دول عربية عديدة. بعد سنة 1990 نشر مجموعة قصص وسيناريوهات لمجلات الأطفال: العربي الصغير، أحمد و سامر.

صدرت له الكتب التالية:

“الجُميزة” مجموعة قصص صدرت سنة 1980.

“ما لم يعرف من أدب غسان كنفاني” صدرت سنة 1986.

“من سيرة حنظلة الشجراوي” مجموعة قصص قصيرة صدرت سنة 1988.

كما ساهم في إصدار عدة كتب مشتركة مع كتاب آخرين ككتاب “القضية الفلسطينية في أربعين عاماً” الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية سنة 1989.

بحسب سيرته الذاتية التي تركها بعد وفاته كتب سليمان الشيخ بخط يده على ورقة جاء فيها أن له عدة كتب أخرى أو أنه شارك في تأليف عدة كتب أخرى مع كتاب آخرين، مثل كتاب (المجازر “الاسرائيلية” في القرن العشرين صدر سنة 2001).

“طفل صغير يتعرف على كنوز البحر الأحمر” صدر سنة 2004.  

كتاب “من الأدب الإنساني” صدر عام 2012.

كتاب آخر صدر سنة 2013 .

كما ترون سليمان الشيخ كان كاتباً لا يمل من الكتابة ترك خلفه مجموعة من الكتب المنوعة تدل على مدى إطلاعه ومعرفته وإلتزامه بقضيته الوطنية والقومية.   

توفي سليمان صالح الشيخ محمود يوم 13-2-2020 في لبنان ودفن بمقبرة سبلين قرب وادي الزينة حيث يعيش آلاف الفلسطينيين. هذا وتعتبر منطقة وادي الزينة من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

ختاماً أقول:

عندما انتقل سليمان الشيخ للعمل في الكويت كان على معرفة وصديق لشقيق زوجة الفنان ناجي العلي صديقه من زواريب وحارات المخيم ومن تحت الجميزة… فإلتقوا هناك من جديد في لقاءات وجلسات وسهرات ومناسبات عديدة أعادتهم الى زمن سهرات وجلسات الجميزة في المخيم. الحقيقة أن الصداقة والعلاقة بين الرجلين الراحلين تعود الى مرحلة الطفولة والمراهقة فالشباب في مخيم في عين الحلوة، تحديداً في الحارة حيث كان يلتمون ويلتقون كمجموعة شباب تحت “الجميزة” التي أعطاها سليمان الشيخ حقها بكتابة مجموعة قصصية بعنوان “الجميزة” كما سبق وأسلفنا. تعتبر شجرة الجميز (الجميزة) المذكورة علامة فارقة بين زمنين في مخيم عين الحلوة وبين مرحلتين من زماننا المخيمي… مرحلة ما بعد النكبة سنة 1948 وحتى الغزو سنة 1982 ومرحلة ما بعد الغزو وجرف واقتلاع الجميزة من قبل قوات الاحتلال وحتى يومنا هذا. فالجيل الذي ولد بعد سنة 1982 لا يعرف الجميزة ولن يعرفها إلا من حكايات الجيل الأكبر منه سناً. لقد تعلق شبابنا وختايرية المخيم بالجميزة وبالجلوس في ظلها والأكل من ثمارها الوفيرة، فكانت عنواناً للاستدلال على بيت أو مكان ما في تلك الحارة. كما كانت مكاناً للجلوس والالتقاء تحت فيئها للتحدث في كل الأمور الدنيوية والدينية، لقربها من الجامع الذي صار يعرف بجامع الجميزة.

سليمان الشيخ إبن الجميزة وحارتها ولقاءاتها ومحطاتها وجلساتها ألف كتاباً بعنوان “الجميزة” ومعظم الأدباء والشعراء والكتاب من ذلك الجيل الذين عاشوا في ظلها كتبوا عنها وذكروها في كتاباتهم وأحاديثهم.

رحم الله  الأديب سليمان الشيخ وشقيقه الأديب ماجد الشيخ وأمد بعمر شقيقيهما الشاعر سعيد الشيخ في السويد والصحفي ابراهيم الشيخ في بولندا.

نضال حمد

13-1-2023