الأرشيفوقفة عز

اللحامون على الشارع الفوقاني في عين الحلوة – نضال حمد

أبو فخري وأبو ناظم شريدي وعوض يونس – أبو ابراهيم والعجينة…

في أعقاب النكبة ولجوء الفلسطينيين الى لبنان وإقامتهم في المخيمات التي اعتبرت مؤقتة لكنها صارت أكثر من مؤقتة بكثير، أصبح من الطبيعي أن يقوم أهل المخيم بإنشاء بسطات للتسوق والشراء والبيع، فيما بعد تحولت الى محلات ودكاكين للسمانة وللخضراوات والفاكهة وبقاليات وكذلك محلات لبيع الدواجن واللحوم.

من لحامي المخيم نجد أن هناك كوكبة الأوائل الذين فتحوا ملاحمهم في الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت وبعضها توراثها الأبناء والأحفاد. كانت الملاحم والمحلات والدكاكين موجودة بداية بشكل أقل مما صارت عليه فيما بعد ومع تطور الحركة الاقتصادية في المخيم، وإنشاء سوق الخضار، واشتهار محلات وبقاليات ودكاكين معينة على الشارعين الفوقاني والتحتاني. فالمخيم كله كان فيه شارعين يلفانه دخولاً وخروجاً.

أنا في طفولتي وبداية نشأتي وخلال تواجدي في المخيم وتعلمي في المدرستين الابتدائية “قبية” والتكميلية “حطين”، كنت أعرف عدد من الملاحم في المخيم، منها ملحمة زوج خالتي “مريم علي حمد – أم فخري شريدي”، المرحوم عبدالله شريدي المعروف بعبدالله “عوفه” ، أبو فخري. كان لعبد الله عوفة خمس أبناء وبنت واحدة، الأبناء هم فخري أبو سامر الذي ورثه في الملحمة وتوفي قبل سنة ونيّف، والشيخ هشام شريدي الذي اغتيل في المخيم، وشقيقه يحيى شريدي الذي إغتيل أيضاً في المخيم وشقيقهم الأصغر عامر “أبو حربي” الذي قتل بالرصاص في المخيم… وآخيراً هناك محمد الملقب ب “آتي” وهو الوحيد بين ابنائه الذي لازال حياً، وهو أيضاً من أشهر الشخصيات الشعبية في الصفصاف وفي مخيم عين الحلوة وجواره. بعد وفاة أبو فخري ورث الملحمة من بعده المرحوم فخري أبو سامر وبعد وفاته ورثها عنه إبنه سامر الذي لازاال يعمل فيها حتى وقتنا الحالي. تقع المحلمة على الشارع الفوقاني قرب مسجد الصفصاف المعروف الآن بمسجد الشهداء.

في مكان غير بعيد عنها نجد ملحمة المرحوم أبو ناظم شريدي شقيق أبو فخري شريدي وتقع بالقرب من دكاني المرحومين أبو مروان حمد وأبو غازي حمد(العطار)… والآن ملاصقة لمحل “يصطفلوا”. هذا ولازال أحد أبناء المرحوم أبو ناظم يعمل في الملحمة المذكورة، التي امتازت بجودة نوعية اللحوم وارتفاع سعرها أيضاً.

إذا تقدمنا من حي الصفصاف بإتجاه حي الرأس الأحمر والطيرة وتحديداً قبل الجسر الفوقاني عند مقهى ودكان المرحوم حسن الشايب ومطعم ومقهى المرحوم جمال زيدان – أبو جميل، كانت هناك ملحمة المرحوم عوض يونس “أبو إبراهيم” وهو كذلك من الصفصاف. كانت أيضاً من الملاحم المعروفة والشهيرة في المخيم وتحديداً على الشارع الفوقاني. وكانوا يحضرون العجول ويقومون بذبحها وبيعها. تجدر الإشارة أنه في مرات عديدة كان يحصل أن يهرب العجل وتدور مطاردات في الزواريب والحارات لأجل إعادته الى الزريبة أوالى الذبح. علينا أن لا ننسى أيضا المرحوم أبو فوزي يونس وقد كان من تجار العجول لكنه لم يكن لحاماً.

بعد أن نعبر الجسر الفوقاني ومطعم الراحل جمال زيدان وقبل أن نصل الى مفرق سوق الخضار وملحمة آل خطاب، نجد ملحمة دار “العجينة” ومنها اللاعب المعروف في عين الحلوة وبطل كرة القدم في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت. كانت الملحمة تقع على الشارع الفوقاني قرب قاعة الشهيد “سعيد اليوسف” أي مكتب “ج ت ف” قبل الغزو سنة 1982.

الذاكرة لم تعد تسعفني لأتذكر لحامين آخرين كانوا أيضاً كانوا على الشارع الفوقاني، لكن هناك من قال أن لحاماً يدعى خالد حسين كان يبيع فقط لحم غنم وكانت له ملحمة على الشارع الفوقاني في حي الصفصاف. أنا لا أذكر ذلك لكن ربما أعضاء المجموعة سوف يسهلون معرفة كل شيء حول هذا الموضوع.

في الحلقة الثانية سوف أتابع عن اللحامين الآخرين في المخيم وهم ما شاء الله  عدد كبير ومنهم ابن صفي في مدرسة قبية، وصديقي أحمد داوود وهو من “عمقا” وكانت ملحمة والده التي أصبحت ملحمته تقع عند نهاية سوق الخضار قرب الشارع التحتاني أي في حي عمقا.

نضال حمد – موقع الصفصاف – وقفة عز

13-11-2022