الأرشيفوقفة عز

المرحومة فاطمة الثلجة – نضال حمد

المرحومة فاطمة الثلجة – أم سعيد- امرأة من الصفصاف، ضحية من ضحايا الهمجية الصهيونية، تشردت من الجليل في نهاية تشرين الأول – أكتوبر 1948، بعد مجزرة قرية الصفصاف، التي ارتكبتها عصابات اليهود الصهاينة الغزاة.

المرحومة أم سعيد “فاطمة الثلجة” تظهر في صورة بمقر الاعاشة بعد احتلال مخيم عين الحلوة من قبل قوات الغزو الصهيوني سنة ١٩٨٢. سحبت الصورة من فيلم منشور في موقع الانروا والأمم المتحدة.

هي واحدة من ضحايا مجزرة الصفصاف، لكنها استطاعت النجاة بحياتها والوصول مع آخرين وأخريات من أهل الصفصاف الى مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا في الجنوب اللبناني.

حملت جراحها وآلامها الجسدية والنفسية حتى وفاتها. فقد ترك الغزو الصهيوني وتركت النكبة فيها جرح لم يندمل طيلة حياتها في الشتات، وظل حياً معها الى أن دملت هي نفسها تحت التراب في منفاها القسري بمخيم عين الحلوة. جرحها هوة جرحنا وجرح شعب فلسطين وأمتنا وسيبقى نازفاً طالما بقي الاحتلال في الصفصاف وفي فلسطين.

فاطمة الثلجة هي أم الشهيد “سعيد الثلجة” الذي قتل مظلوماً ودفن كأن شيئاً لم يكن ولن أتوسع أكثر في هذا الموضوع فالكل يعرفون القصة من أولها لآخرها. يقال ولا أعرف إن كان هذا صحيحاً أم فقط من باب النكتة أن سعيداً في يوم الأيام كان واقفاً على شارع الصفصاف، حين وصل الى المكان صحفي أوروبي… ويقال أن الصحفي سأله عن اسمه فأجابه سعيد بأن إسمه سعيد الثلجة يعني بالإنجليزية “هابي آيس”.

الله أعلم بصحة الرواية ففي حي الصصاف يحبون النكات والدعابة وتأليف القصص والحكايات واطلاق الأوصاف والأسماء والألقاب على كل الناس. فهي عادة من عادات أهل الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة. بقيت معهم ومعهن في المخيمات، في الشتات ولازالت حتى يومنا هذا تتوارث من جيل الى جيل.

رحم الله فاطمة الثلجة التي عاشت سقوط بلدة الصفصاف وكانت من ضحايا مجزرتها، فقد عاشت مع آلامها وجراحها وصمدت وصبرت وعضت على الجرح والألم واستمرت صابرة وصامدة حتى وفاتها… ورحم الله نجلها الشهيد سعيد واللعنة على المحتلين الصهاينة.

نضال حمد

13-8-2021