الأرشيفوقفة عز

انتفاضة غيتو وارسو 1943 وكلمات ماريان تورسكي

الذكرى 80 لاندلاع انتفاضة غيتو وارسو – نضال حمد

انتهت قبل هنيهات مراسم إحياء ذكرى انتفاضة غيتو وارسو. كنت تابعتها بشكل متواصل منذ الصباح. أقيمت في العاصمة البولندية وارسو لإحياء الذكرى الثمانون لانتفاضة غيتو وارسو ضد الاحتلال النازي الألماني. بمشاركة رؤساء بولندا وألمانيا والكيان الصهيوني.  وبمشاركة رؤساء وزراء ووزراء ونواب وشخصيات سياسة وحزبية وثقافية، بالإضافة للناجين من المعسكرات النازية ومن انتفاضة غيتو وارسو، كذلك بمشاركة الشبيبة البولندية ونظيرتها “الاسرائيلية” الصهيونية واليهودية العالمية.

اندلعت انتفاضة غيتو وارسو في 19 نيسان – أبريل 1943 واستمرت حتى 16 أيار –  مايو 1943 . بحسب وسائل الاعلام البولندية فإن السبب المباشر للانتفاضة، التي بدأتها التشكيلات المسلحة اليهودية البولندية السرية في غيتو وارسو، هو قرار الألمان بتصفية غيتو وارسو. انتهت الانتفاضة بهزيمة سكان الحي بعد قتال بطولي وتضحية جسيمة. انقسم البولنديون بين مؤيد ومعارض للانتفاضة. فهناك من يقول انها كانت انتحاراً وهناك من يعتبرها عملاً بطولياً وكان ضرورياً.

استمعت اليوم لكلمات الرسميين في المهرجان ومنها كلمة للرئيس البولدي اندريه دودا كانت كلمته مليئة بالعبارات التي تكيل المديح ليهود بولندا الذين قال عنهم “أسسوا دولة اسرائيل سنة ١٩٤٨”، ولبولندا التي “دربتهم وسلحتهم وأوصلتهم عبر جيش الجنرال البولندي اندرسن الى فلسطين المحتلة”.. موقف غير سويّ ومنحاز “لاسرائيل” وكان يجب أن لا يصدر عن رئيس دولة.

شاهدت ايضاً واستمعت لكلمة المؤرخ والناجي من معسكر “اوشفيتز” السجين السابق ماريان تورسكي، الذي كان يتحدث من على منصة افتتاح الاحتفالات بالذكرى أمام النصب التذكاري لأبطال الغيتو في وارسو. شكر الجيش السوفيتي الأحمر على انقاذه من معسكر أوشفيتس وقال أنه لن ينسى ذلك مدى حياته، لكنه هاجم الروس وجيشهم الذي يهاجم اوكرانيا. ويبدو أنه لم ولا يريد للعالم أن يسمع بفلسطين ولا بالجرائم اليهودية “الاسرائيلية” التي ارتكبت هناك منذ ٧٥ عاماً وحتى يومنا هذا. ليكون الانسان صادقاً عليه أن يؤشر على الجلاد وعلى الضحية في كل مكان، وليس اختصار دور الضحية في فئة معينة من الناس.

– “J’accuse” إني أتهم – جاتكوز –

في حديثه عن الكراهية ومعاداة السامية استحضر ماريان تورسكي صرخة إميل زولا الأديب الفرنسي “إني أتهم”، تلك الصرخة التي دوت في فرنسا وأوروبا قبل ١٢٥عاماً رداً على فضيحة درفيوس الضابط الفرنسي اليهودي.

من واجبي أن أكرر النداء: أيها الناس لا تكن غير مبالٍ بالشر”. وقال أنه من هنا من وارسو ، يجب تكرار هذه الدعوة لرفض الشر ووده نداءا الى الناس لرفض:

 “معاداة السامية وانتهاكات حقوق الإنسان والاعتداء على أرض الجار وتزوير التاريخ وعدم احترام مصالح وإرادة الأقلية مهما كانت”.

هذه الشعارات التي أعلن عنها مارين تروسكي وكان يقصد بعها بالنقام الأول اليهود، تنطبق تماماً وحرفياً على معاناة ومأساة الشعب العربي الفلسطيني التي تسبب بها اليهود الصهاينة. وتنطبق على الاحتلال “الاسرائيلي”.

فهل يستطيع الناجي والمؤرخ ماريان تروسكي قول أن هذا ينطبق على اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين، فالصهاينة  معادون وكارهون للفلسطينيين سواء كانوا من المسلمين أو من المسيحيين، مع أن كل هؤلاء فلسطينيين من آلاف السنين، يعني كنعانيين وساميين من قوم سام بن نوح بينما يهود اوروبا والغرب لا علاقة لهم بالسامية.

الصهاينة اليهود يحتلون وطن الشعب الفلسطيني ويعتدون عليه ويستولون على أرضه وأرض جيرانه واخوته العرب. كما أنهم ينتهكون بشكل صارخ ونازي كل حقوق الانسان الفلسطيني. فقد زوروا ومازالوا يزورون التاريخ ويغيرون ويبدلون الواقع على الأرض. ولا يحترمون مصالح ولا إرادة الفلسطينيين في وطنهم وخارج وطنهم. ببساطة اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين هم وريث بشع لارهاب النازيين الألمان.

نضال حمد

١٩-٤-٢٠٢٣

  • وألفريد دريفوس هو نقيب بأركان حرب بالجيش الفرنسى من أصل يهودى والذى تم اتهامه زورا فى خريف عام 1894م، بتسريب ملفات فرنسية سرية للمركز العسكرى الألمانى بباريس، كما تم تجريده علناً من رتبته العسكرية وبعث إلى جزيرة الشيطان بجويانا الفرنسية، مما دفع عائلته لتنظيم حملة تدافع عنه، وبدأت المعلومات تتجمع خطوة خطوة حول المخالفات الجسيمة بالقضية عام 1894 كما تم اكتشاف الخائن الحقيقى فى نوفمبر عام 1897، وهو المقدم والسن استرهازى.