الأرشيفالجاليات والشتات

ايطاليا بين زمنين…

رئيس ايطاليا، هذه البلد التي لم تعد ايطاليا نفسها التي عرفتها قبل أكثر من ٤٠ عاماً.. ايطاليا التي احببتها وكتبت قصص وحكايات ومقالات عنها، وعن وقوفها الى جانب فلسطين وعن تضامن أمتها مع قضيتنا…. كما كنت أهديتها كتابي “فجر العصافير الطليقة” المترجم للغة الايطالية. الذي كانت ترجمته متطوعة ومشكورة من العربية للايطالية الدكتورة المغربية الايطالية أسماء غريب.
ايطاليا التي بعد إصابتي في مجزرة صبرا وشاتيلا سنة ١٩٨٢، المجزرة التي ارتكبتها عصابات فاشية انعزالية يمينية لبنانية بتنسيق كامل مع جيش الاحتلال “الاسرائيلي” وبدعم لوجستي وميداني منه.
ايطاليا المتضامنة الى أبعد الحدود مع فلسطين في ذلك الوقت وليس ايطاليا المسروقة هذه الأيام من قبل طغم حاكمة لا يهمها سوى مصالحها وأطماعها.
ايطاليا تلك هي التي حملتني مطلع سنة ١٩٨٣ أنا وأكثر من١٠٠ جريح ومريض لبناني وفلسطيني من لبنان الذي وقع صيف سنة ١٩٨٢ تحت احتلال جيش الغزو “الاسرائيلي”…
ايطاليا تلك أحضرتنا للعلاج في مستشفياتها، على نفقة بلدية مدينة بولونيا وبدعوة رسمية من الحزبين اليساريين الأحمرين الحاكمين فيها.
ايطاليا اليوم تختلف تماماً عن ايطاليا الأمس فقد أصبحت مع صعود اليمين واليمين المتطرف والفاشي والعنصري، ايطاليا أخرى مختلفة ومتراجعة… تبدو لي وكأنها دولة أخرى من عالم مختلف.
لكن في ايطاليا التي أحب، بقي هناك أحبابنا وأصدقاؤنا وهم من طراز نضالي وثوري وأممي محترم ومشرف يرفع راية التضامن بين الأمم. هم وجه وقلب ايطاليا التي أحببتها وأحبها، والتي لازالت عالقة في ذاكرتي ومخيلتي.
إنها ايطاليا المناضلين الأممين الحقيقيين مثل الراحلين: فيكتوريو اريغوني وفرانكو فونتانا وموسولينو وكاريني وغيرهم من مناضلي ومناضلات بلاد نشيد الفدائيين “تشاو بيلا تشاو” ..
أول أمس كان الرئيس الايطالي يحج في بولندا وألقى كلمة في “مسيرة الأحياء” إلى معسكر “أوشفيتس” النازي الذي كان مقاماً على الاراضي البولندية المحتلة انذاك…
المسيرة كالعادة تم استغلالها من قبل “اسرائيل” ففي كل عام تستغلها الجهات اليهودية الsahيونية والحكومة “الاسرائيلية “للترويج والدعاية “لاسرائيل”.. ودائما تشهد المسيرة والمناسبة حضور ومشاركة رؤساء ووزراء وسياسيين ومثقفين ورجال دين ودولة، يجيئون لتقديم أوراق اعتمادهم والطاعة لدى الحركة الsahيونية ولدى حكام “اسرائيل” والادارة الأمريكية.
اليوم سأنشر مقالة ثالثة عن احتفالات مسيرة الاحياء وانتفاضة غيتو وارسو في١٩/٤/١٩٤٣ ضد الاحتلال النازي وجرائمه البشعة.


نضال حمد
٢٠/٤/٢٠٢٣