الأرشيفوقفة عز

الحياة عيد يتبع عيد وكل عيد وشعبي حر وثابت وصامد وبالرغم من الجراح سعيد…

الحياة عيد يتبع عيد وكل عيد وشعبي حر وثابت وصامد وبالرغم من الجراح سعيد…

تبقى الحياة شموخ دائم وضمير صاحي وقيّم حيّة ومبادئ وأخلاق وثوابت وطنية وانسانية… ويبقى المؤتمنون على الكرامة والأمانة حراساً لتلك الثوابث مهما حصل ومهما كانت الظروف صعبة…

الآن دعوني أبوح لكم بأشياء أخرجها من داخلي لأوزعها صبيحة أول أيام العيد، وعبر الفيسبوك لتصل الى كل مكان بسرعة هلال العيد الذي سيظهر الليلة في كل مكان… أما صدى صوت العيد في داخلي يقول لي: قل كلمتك وأمضي الى حيث يجب أن تكون.

إن أكثر شيء يزعجني في الحياة والمعاملات اليومية، هو وجود كم كبير ولا أقول هائل من الناس المنافقين والمزيفين، أصحاب الوجوه المقنعة والبسمات المستعارة. الذين يباعون ويشترون كما البصل والبطاطس في أسواق الخضار.. الذين يرتضون العمل في مهن التسحيج والتشبيح والاستزلام والارتزاق… فليس هناك أسوأ من الذين يبيعون أنفسهم لأجل حفنة من الليرات والريالات والدراهم والدنانير أو الدولارات… وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يحث على الكفاح واحترام الوطن والذات: قِف دون رأيكَ في الحياةِ مُجاهدا،، إنَّ الحياةَ عقيدةٌ وجِهادُ…

 يزعجني أيضاً الناس المتقلبون والذين يبدلون مواقفهم كما نبدل نحن الجرابات يومياً. يزعجونني لأنهم لا يحترمون أنفسهم ولا الآخرين. ولأنهم يرضون بالذل والهوان والاستعباد رغم أنهم ولدوا أحراراً. وهؤلاء القوم يصح فيهم قول “الغلام القتيل” أي الشاعر الجاهلي الكبير طرفة بن العبد: كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ ما أَشبَهَ اللَيلَةَ بِالبارِحَه.

يزعجني كذلك الناس الذين يتلونون يومياً ويغيرون جلدهم ولونهم كما تفعل الأفاعي والثعابين والحرباء للتمويه… يزعجني العيش مع هؤلاء في عالم يتلون مثلهم، فعالمهم ليس عالمي وعالمي ليس عالمهم، ولكل منا عالمه، واعتقد أن عالمينا لن يلتقيا أبداً. فأنا انتمي للفقراء في كل مكان وزمان، لأجلهم أناضل وأحيا حياتي عزيزاً على خط المواجهة ومع كلمة الحق، فالحق فوق العدل وكلاهما من عصب الحياة. وقيل في العدل: “العدالة هي الضمير، وليست ضميرك الشخصي، بل ضمير البشرية أجمع.”..

أحياناً اعتقد بأنني لازلت أعيش في زمن المبادئ التي شببت عليها في مخيمي… وبأنني اليوم أعيش في وسط جله من الفاسدين والمتسلقين واللامبدئيين، يعني أعيش في عصر كثر فيه المنافقون وأشباه مسيلمة الكذاب… ربما أنني لازلت أعيش في الزمن الذي مضى وأحاول أن أعيده الى الواجهة. فروحي لازالت تناضل وتقاوم حيث يوجد النضال وحيث يمكن لنا ممارسة فعل التغيير والتثوير والتنوير سأكون وستكون روحي محمولة على كفي. روحي تعيش حيث تحيا الثورة والضمائر، وحيث تتوفر وتوجد المبادئ وحيث نُبل الحياة وقيّمها وحتمية النصر والتغيير والتحرير. في ختام استحضاراتي هذه تحضرني الآن أبيات شاعرنا الشهيد الكبير عبد الرحيم محمود:

سَــأَحــمِــلُ روحــي عَــلى راحَـتـي

وَأَلقـي بِهـا فـي مَهـاوي الرَّدى

فَــإِمّــا حَــيــاةٌ تَـسُـرُّ الصَـديـقَ

وَإِمّــا مَــمــاتٌ يَــغــيـظُ العِـدى

موقع الصفصاف – وقفة عِزْ

نضال حمد

 ٢٠-٤-٢٠٢٣