الأرشيفالجاليات والشتات

جاليات وتجمعات واتحادات على مقاس السلطة

يلاحظ أن سفارات وممثليات ومكاتب فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية في العالم الغربي والتي استولت عليها سلطة اوسلوستان، كما استولت على المنظمة وحولتها الى مؤسسة من مؤسساتها على مرأى ومشاركة من جماعة تصويب المسار وبعض قوى اليسار.

السفارات تقوم بإنشاء جاليات واتحادات وتجمعات على مقاساتها وحسب وصفاتها، تتألف من بعض أنصارها وما تبقى من مناصري حزبها ومن يدورون في فلكهم في أوروبا. هناك فصائل فلسطينية تطمع ببعض المقاعد في المجلس الوطني أيضاً قامت وتقوم بنفس الأمر… بالنسبة للسلطة يجب السيطرة على الجاليات والاتحادات والتجمعات هنا. فهي الحلقة الأضعف بين الفلسطينيين في أوروبا… وإن تعذر ذلك تقوم بإنشاء بدائل ولو بتسميات فارغة وبدون رصيد ووجود وحضور جماهيري وشعبي وجاليوي. سبق وفعلوا ذلك وفشلوا. ليجربوا من جديد ولنرى الى أين سوف يصلون.

منذ أكثر من عشرين سنة وهناك قرار من السلطة الفلسطينية يقضي بإستيعاب الجاليات والاتحادات والتجمعات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا بالذات، وهي تجمعات وجاليات تعج بالمناضلين والناشطين وكذلك بالمنتفعين وبالانتهازيين وأيضاً بالمتفرجين وباللامبالين..

للأسف هناك فلسطينيين في أوروبا والغرب يحلمون بعضوية المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية التي عملياً لم يبقى منها سوى إسمها، ويستخدمها رئيسها مزبطة لختمه. ولم تعد العضوية فيها عملاً مشرفاً بل رجساً من أعمال الانهزام والاستسلام.

الذين يحلمون بعضوية المجلس الوطني وربما اللجنة التنفيذية ومزبطتها وختمها يوافقون أن يكونوا شركاء في جريمة تدمير القضية الفلسطينية، التي تساهم فيها بشكل أساسي قيادة المنظمة والسلطة. كما هناك قسم آخر منهم يوافقون على العضوية مقابل أن يكون الواحد منهم سحيج وحتى شبيح وكذلك شاهد ما شافش حاجة… هؤلاء لا أستغرب حماسهم لهكذا فكرة ليست نظيفة ولا هدفها وطني. لكنني بنفس الوقت أحاول فهم مشاركة بعض الناس (وهم قلّة قليلة جداً جداً…) في بعض تلك المحاولات مع أنهم من المعارضين بقوة للسلطة، كما أنهم من الناشطين المحترمين والمجربين. ومن الذين من المفترض أنهم تجازوا أزمنة التخجيل والتوريط بإسم الوحدة الوطنية وبوس اللِحى وإلخ.

أقول بيني وبين نفسي:

 هل هم لا يقرئون ما بين السطور؟

ألم يتعلموا من تجاربنا السابقة؟

لماذا هم هناك وهم يدرون أنهم سوف يساهمون في تزوير إرادة الفلسطينيين في أوروبا؟

أتحدث عن الفلسطينيين الذين لا ينفذون أجندات وتوجهات السلطة أو فصائل معينة. أتحدث عن بعض الفلسطينيين الذين لا أشك أبداً في مصداقيتهم لكنني بنفس الوقت لا أرضى لهم وجودهم في تلك الأمكنة والأطر المشبوهة.

على كل حال في أوروبا يختلف كل شيء عما هو في فلسطين ومخيمات اللجوء في البلدان العربية. فهنا توجد قوانين وشرائع ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها أو يلتف عليها. كما توجد حرية أكبر بكثير بالنسبة للفلسطينيين والأهم أنهم مستقلين مالياً ومطمئنين أمنياً ولا أحد يستطيع إبتزازهم بلقمة العيش أو تهديد حياتهم. لذا سيكون من العسير على السلطة أن تجد فلسطينيين من غير لونها السياسي هي وفصائلها، يشاركون في جالياتها واتحاداتها التي لن تكون كما سابقاتها أكثر من تسميات وحبر على ورق… وكما يقول المثل الشعبي العربي الفلسطيني: إسألوا مجرب ولا تسألوا حكيم.

نضال حمد

28-3-2023