صهيونيات

جسر العلاقات بين ( إسرائيل ) والمغرب يمر فوق النزاع العربي (الإسرائيلي) – تقرير صهيوني

  
يعيش اليوم نحو مليون يهودي مغربي في إسرائيل ويقوم عشرات الآلاف من الإسرائيليين بزيارة المغرب كل عام للسياحة، التجارة، أو زيارة العائلة. كما هو الحال في علاقات إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية الأخرى. إلا أن الباحثة تقلل من الانفراج الحقيقي في العلاقات الدبلوماسية المعلنة وتقول “لا تزال بعيدة عن تحقيق إمكاناتها، وهي محدودة تحت السقف الزجاجي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويتأثر بأنشطة حركات المقاطعة في المغرب”.
 
يعيش اليوم نحو مليون يهودي مغربي في إسرائيل 
كشف المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية “ميتفيم”، وهو مركز أبحاث مقره في مدينة رامات غان القريبة من تل أبيب، اليوم الأحد، تقريراً شاملاً حول العلاقات التاريخية التي تجمع بين المغرب وإسرائيل. ويعتبر هذا النشر الجديد واحداً من سلسة أوراق بحثية تعنى بالعلاقات الإسرائيلية مع دول الجوار العربي وعن آفاق الإمكانيات “غير المحققة” بين دول المنطقة.
وقالت الباحثة عينات ليفي إن “التعاون الحالي بين إسرائيل والمغرب واسع نسبياً في نطاقه والمصالح الكامنة فيه قوية ودائمة، وإن الركائز الأساسية للتعاون هي أولاً وقبل كل شيء العلاقة اليهودية المغربية التي دامت أكثر من ألفي عام”. وأضافت “التعاون الأمني، الذي تبلور في أوائل الستينات يستمر حتى يومنا هذا”. هذان الأمران يخلقان حساً حقيقياً للشراكة ويغذيان الثقة المتبادلة العميقة بين الطرفين، علماً بأنه تمت إقامة ممثلية لجهاز “الموساد” الإسرائيلي في المغرب منذ العام 1963.
ويعيش اليوم نحو مليون يهودي مغربي في إسرائيل ويقوم عشرات الآلاف من الإسرائيليين بزيارة المغرب كل عام للسياحة، التجارة، أو زيارة العائلة. كما هو الحال في علاقات إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية الأخرى. إلا أن الباحثة تقلل من الانفراج الحقيقي في العلاقات الدبلوماسية المعلنة وتقول “لا تزال بعيدة عن تحقيق إمكاناتها، وهي محدودة تحت السقف الزجاجي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويتأثر بأنشطة حركات المقاطعة في المغرب”.
وأشارت الباحثة إلى أنه “تعرض النظرة الداخلية إلى المجتمع المغربي تنوعه الاجتماعي وتصدعاته التي تميزه، من خلال المجموعتين العرقيتين الرئيسيتين اللتين تشكلان المجتمع المغربي. المتمثلة بالعرب والأمازيغ. المعروفون أيضاً بأسماء “البرابرة” أو “الشلوحي” وتقدر نسبتهم بـ 50 إلى 60% من مجمل عدد السكان في المغرب وشمال أفريقيا اجمالاً.
وعند استقلال المغرب في العام 1956، اعتمد المغرب هوية عربية، في حين تم تهميش التراث الأمازيغي. الأمر الذي أدى إلى إيقاظ الاحتجاج الأمازيغي، الذي يدعو إلى تحسين التمثيل الثقافي الأمازيغي في الرواية الوطنية المغربية ولتضييق الفجوات بين المركز والأطراف، التي يسكنها معظم السكان الأمازيغ.
وهزت احتجاجات ما يعرف بـ”حراك الريف” مدينة الحسيمة ونواحيها على مدى أشهر ما بين خريف 2016 وصيف 2017. وقد خرجت أولى التظاهرات في الحسيمة احتجاجا على حادث أودى بحياة بائع السمك محسن فكري. وطالبت بالإصلاحات وتحسين المستوى المعيشي والإنماء. وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت عن إطلاق مشاريع إنمائية والتسريع بإنجاز أخرى تجاوبا مع مطالب “الحراك”، وتؤكد السلطات تقدم مستويات إنجاز العديد منها. وأعفى العاهل المغربي الملك محمد السادس في وقت سابق وزراء ومسؤولين كبارا اعتبروا مقصرين في تنفيذ تلك المشاريع.
وشددت الباحثة على أن الانقسام العربي الأمازيغي داخل المجتمع المغربي له علاقة بالعلاقات الإسرائيلية المغربية بالنظر إلى العلاقة التاريخية والثقافية بين اليهود والامازيغ، إذ انه في القرون الأولى، تحولت العديد من القبائل الأمازيغية إلى الديانة اليهودية. وترى العديد من القبائل الأمازيغية إلى يومنا هذا أن اليهودية جزء من التراث الأمازيغي.
ووفقاً للأسطورة الأمازيغية، زعيمة الأمازيغ المشهورة بلقب “الكاهنة ديهيا” التي حكمت شمال أفريقيا لمدة 35 سنة، والتي شكلت مملكتها جزء من المغرب العربي وعاصمة مملكتها كانت مدينة ماسكولا خنشلة حاليا في الأوراس كانت تدين بالديانة اليهودية. والى اليوم هناك يهود من أصل أمازيغي في إسرائيل، وينظر إليهم الأمازيغ في المغرب والأمازيغ بشكل عام كتوزيع للأمازيغ في جميع أنحاء العالم.
بدأت العلاقات الإسرائيلية المغربية في نهاية الخمسينيات، في ضوء الحاجة إلى تنظيم هجرة اليهود الذي تم تعزيزه اثناء غرق سفينة المهاجرين غير الشرعيين ايغوز في كانون الثاني/يناير 1961
وتعززت العلاقات الثنائية على خلفية الأيديولوجية القومية التي روج لها جمال عبد الناصر، وفي تشرين الأول/أكتوبر 1963، وقع المغرب وإسرائيل صفقة أسلحة “التفافية” عبر إيران اشتملت على طائرات وسفن فرنسية الصنع، لمساعدة الرباط في حربها ضد الجزائر. ازدادت الثقة بين إسرائيل والمغرب أكثر في العام 1976، حين استضاف الملك الحسن الثاني ولاول مرة رئيس وزراء إسرائيل. إسحاق رابين، الذي جاء لبحث إمكانية أن يساعد المغرب في تعزيز الحوار بين إسرائيل ومصر.
وبعد مرور عام، استضاف المغرب اجتماعاً سرياً بين وزيري خارجية إسرائيل ومصر، مما مهد الطريق للقيام بزيارة السادات الشهيرة إلى إسرائيل. وفي أوائل التسعينيات، مكَّنت اتفاقات أوسلو العلاقات بين البلدين وفي أيلول/سبتمبر 1993 زار رابين وبيرس المغرب في طريق عودتهما من حفل التوقيع إعلان المبادئ مع منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، من أجل تعزيز إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والمغرب.
وقد ارتفعت درجة التعاون بين المغرب وإسرائيل وبدأت فترة من السلام الاقتصادي بين البلدين. حسن النوايا المغربية عبر تعيين سيرج بردوغو، زعيم الجالية اليهودية، وزيراً للسياحة، وزيارة وفد من مديري تسع شركات مغربية كبيرة إلى إسرائيل.
يشار إلى أن مديرة اليونيسكو أودري أزولاي وهي من مواليد آب/أغسطس 1972 في باريس من عائلة ترسخت جذورها بين ضفتي المتوسط، وبالضبط بين عاصمتي فرنسا والمغرب. فهي ابنة مستشار الملك محمد السادس وقبله والده الحسن الثاني، أندريه أزولاي.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، تسعى إسرائيل والمغرب إلى تأمين الدعم الأميركي لمصالحهما في إطار الصراعات في أراضيها. في الحالة الإسرائيلية، هو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بينما في الحالة المغربية في الصراع على الصحراء. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وكان ذلك جلياً بشكل خاص في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في أيار/مايو 2018 إضافة إلى الدعم الأميركي المتزايد في الأمم المتحدة.
من وجهة نظر المغرب، كانت هناك علامات استفهام حول طبيعة العلاقة الناشئة بين إدارة ترامب والحكومة. أحد أسباب ذلك كان التأخير لمدة عام تقريباً في تعيين السفير الأميركي في المغرب، حتى تعيين ديفيد فيشر. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. ومع ذلك، فإن العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة قوية للغاية وتستند إلى تاريخ من العلاقات الدافئة جنباً إلى جنب مع المصالح المشتركة، بما في ذلك الحفاظ على الاستقرار في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.
وعبرت واشنطن في حزيران/يونيو عن دعمها الرباط في مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب في الصحراء الغربية المتنازع عليها، وقالت إنه “جدي ويتصف بالصدقية”. ويغطي “اقاليم جنوب المملكة”، ثلثي الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
وتسعى الولايات المتحدة إلى التوصل قبل نهاية 2018 لإحياء المفاوضات بين المغرب وبوليساريو المتعثرة منذ عشر سنوات. وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية في حين ترفض الرباط أي حل بإستثناء حكم ذاتي تحت سيادتها. وكان المغرب سيطر اعتباراً من 1975 على القسم الأكبر من الصحراء الغربية بعد رحيل المستعمر الاسباني.
وأعلنت جبهة بوليساريو التي حاربت الاستعمار الإسباني، في 1976 قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” وقاتلت القوات المغربية حتى إبرام وقف لإطلاق النار في 1991 برعاية الامم المتحدة. ويؤكد المغرب من جهته “ان حل قضية الصحراء لن يكون ممكنا خارج السيادة الكاملة والتامة للمغرب على الصحراء”. كما تصر الرباط على مشاركة الجزائر في العملية للتوصل الى “حل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم”.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، فإن المغرب وإسرائيل متاخمان لأوروبا وعلاقتهما مع الاتحاد الأوروبي معقدة، من خلال الحاجة إلى تحديد إطار العلاقات مع إسرائيل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وسلوك المغرب في الصحراء. تتشارك إسرائيل والمغرب نفس الانتقاد لمؤسسات الاتحاد الأوروبي، ويمكنهما الاستفادة من بعضهما البعض في هذا السياق.
المصدر : وسائل إعلام إسرائيلية 
الميادين