الأرشيفعربي وعالمي

ذروة المأساة الفلسطينية .. !! – عـادل أبو هـاشـم 

فجر يوم الثلاثاء 2 مارس 2004م اغتال مسلحون مجهولون الكاتب والصحفي خليل الزبن رئيس تحرير مجلة ” النشرة “، وهي مجلة شهرية تمولها السلطة الفلسطينية إثر إطلاق النار عليه عن قرب وسط مدينة غزة ، و تمكن المهاجمون من الفرار.

ويحمل الزبن لقب مستشار الرئيس لشؤون المنظمات الأهلية وحقوق الإنسان ،

ووصف الرئيس ياسر عرفات عملية الاغتيال بالخسيسة وبالمؤامرة الدنيئة.

اتهم فادي ” الأبن الوحيد لخليل الزبن ” جهاز الأمن الوقائي باغتيال والده ، و ذهب للرئيس ياسرعرفات في المقاطعة برام الله  ليخبره بذلك ، و عندما لم يجد إجابة شافية حول اغتيال والده  خرج من مكتب عرفات و هو يصرخ بأنه سيشتكي إلى الشعب ، عندها قال له رمزي خوري مدير مكتب عرفات في ذلك الوقت :

” إن شعبك الذي ستشتكي له شعب مخصي ” ..!! 

لا أعرف لماذا قفز إلى ذهني وصف رمزي خوري لشعبنا المجاهد البطل بـ ” الشعب المخصي ”  كلما استمعت و شاهدت تصريحات و ممارسات السلطة الفلسطينية التي احتفظت برمزي خوري بعد اغتيال عرفات ، و عينته رئيساً للصندوق القومي الفلسطيني ، حيث نجد أن قيادة السلطة في رام الله تتعامل مع شعبها و كأن هذا الشعب قد صدق فيه وصف خوري له ، وأنه لا حول له و لا قوة مما جعل المناضل بسام ابو شريف يصرح بان ذروة المأساة ان يقود الشعب الفلسطيني جهلة و فاسدون ، ومهزومون من داخلهم .. !!

واكد ابو شريف ان مأساة الشعب الفلسطيني الحقيقية هي وجود قيادة جاهلة وفاسدة لا تفكر الا في مصالحها ، وطالب ابو شريف الشعب باستلام دفة القيادة وابعاد المهزومين داخلهم .

كما وجه المناضل اللبناني الدكتور أسعد أبو خليل رسالة عتاب إلى الشعب الفلسطيني تساءل فيها عن كيفية أن قيادة السلطة أصبحت مقبولة للشعب الفلسطيني .؟!

وكيف تغيّرت طبيعة القيادات الفلسطينيّة عبر العقود  .؟!

وكيف سكت الشعب الفلسطيني ــ ويسكت ــ عن موبقات هذه السلطة . ؟!

. و أكد أبو خليل  أن الشعب الفلسطيني كان  يحاكم قياداته، وتعرّضت قيادات فلسطينيّة للاغتيال عبر السنوات ، وللنقد والتعيير والإقصاء بناء على التخاذل وضعف الأداء ، أما اليوم فإن عبّاس يقبع في منصب الرئيس من دون أي إزعاج من قبل شعبه ، لا بل هو يخدع شعبه باستمرار عبر وعود متنوّعة ، ويستعين بفريق من المهرّجين ( بقيادة كبير المهرّجين ) .!

و تساءل ابو خليل :  َ

كيف يمثّل أسوأ قادة أفضل شعب .؟! والفساد في شلّة رام الله لا تبدو أنها تزعج الشعب الفلسطيني . ؟!

كيف حدث أن الشعب الفلسطيني يستكين أمام زمرة الفساد و الافساد .؟!

و يتساءل الشعب الفلسطيني الذي عاش لسنوات طويلة من الضياع السياسي والاقتصادي وفقدان الثقة بالقيادة  ، وينظر إلى ضعف هذه القيادة ورئيسها  كسبب رئيس في هذا الضياع الخطير والانزلاق بالقضية الفلسطينية نحو مزيد من السقوط المتتالي . . . .  إلى متى ..؟؟!!

إلى متى وقيادة السلطة ليس لديها ما تقدمه للشعب سياسيا ، أو اقتصاديا ، ولاتملك إلا الضعف المزمن والتهاوي المستمر بالقضية الفلسطينية إلى الهاوية . ؟!

والسؤال المحير والذي لا نجد له تفسيرًا منطقيـًا :

لماذا لم تخرج الجماهير الفلسطينية في مظاهرات غاضبة ضد الفاسدين والمفسدين في السلطة الذين أصبح المشهد الفلسطيني في وجودهم حالة من القهر والبؤس والكمد والغم والحزن والفقر المختلط بمهرجان نهب الوطن وتدمير اقتصاده وطمس هويته النضالية الممتدة على مدار قرن من الزمان .؟!

ما الذي دهاك أيها الشعب المجاهد وجعلك مسالمـًا خانعـًا مستكينـًا صامتـًا أمام ثلة من أباطرة الفساد الذين يحللون الحرام ويحرمون الحلال، ويلمعون الاحتلال .؟!

كيف نقرأ هذه اللامبالاة والخنوع والخضوع بين أبناء شعبنا على الذين قايضوا الوطن بثراء الفاسدين والمفسدين، وعلى طحالب الفساد والمتسلقين والانتهازيين والوصوليين والمنـتفعين الذين جعلوا من الوطن بقرة حلوب.؟!

كيف سكت هذا الشعب على هذا ” الطابور الخامس ” من  فاقدي الانتماء الذين فضلوا المتاجرة بدماء شعبهم وقضية أمتهم ووطنهم .؟!

ويتساءل الشارع الفلسطيني بمرارة وغضب شديد :

أين قيادات ” حـركة فـتح ” السياسية و العسكرية لكي تلجم هؤلاء  المأجورين والأنتهازيين والخارجين على مبادئ و ثوابت الحركة ، و الذين يحاولون شطب المحطات المضيئة في تاريخها ، و ينحرونها من الوريد إلى الوريد .؟!

أين قيادات الساحات والأقاليم والاتحادات الشعبية؟! أهي غائبة ؟ أم إنها اندثرت وفقا لخطة مبكرة نفذت خطوةً خطوة .؟!

أين كوادر ” فـتح “الشرفاء ليقفوا في وجه الذين يتطاولون على دماء شهدائها وجرحاها، ويلطخون تاريخها ونضالها، ويمسحون دورها، ويقضون علي مستقبلها، ويشوهون تاريخ الحركة النضالي .؟!

    أم أن ” فـتح “قد اختطفت و اغتصبت من قبل حفنة قبلت الدنية ، وقدمت مصالحها على مصالح شعبها و أمتها و عقيدتها ، و عملت بموجب توجيهات الأعداء و نصائحهم .؟!

فمن الظلم أن تتحول ” فـتح ” إلى قبائل وعشائر وعائلات وزواريب ، و إلى مجموعة من الناعقين الذين يملؤون الفضائيات صباحاً ومساء لا يلوون على شيء إلا إثارة الفتنة و التحريض و الكذب و قلب الحقائق ، و أن تصل الأمور في هذه الحركة المناضلة إلى هذا الدرك بفضل حفنة من الصغار ” الأنكشاريين”  الذين يدوسون وجه الوطن بالبسطار “الاسرائيلي”.!