وقفة عز

ذكرى استشهاد ناجي العلي – نضال حمد

من أقوال الفنان المبدع الشهيد ناجي العلي: “عندما يتخلى المرء عن كونه فلسطينيـًا فيجب أن نتوقع منه كل شيء ” …

نعم يا ناجي فهؤلاء الذين تكلمت عنهم والذين تخلوا عن كونهم فلسطينيين، والذين قتلوك أو ساهموا في اغتيالك فعلوا كل شيء يبعدهم عن فلسطين وشعبها وقضيتها. تخلوا عن القناعات هذا اذا كانت فعلا موجودة لديهم قبل ان يكشفوا عن انفسهم. وتخلوا عن عنوان الصراع الذي حمله ابناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية وشرفاء واحرار العالم على أكتفاهم. وتخلوا عن معظم أرض فلسطين لأجل وهم ومسخ دولة لا وجود لها الا في مخيلاتهم. ودمروا اجيالا من الفلسطينيين الذين ماعاد بعضهم يعرف العدو من الأخ و الصديق. وتركوا مخيمات شعبك عرضة للخراب ولليباب الفكري والسياسي والعقائدي.

لوكنت حيا ورايت ماذا حل بمخيمك، بعينك الحلوة التي كانت تدمع رصاصا وقنابل لذهلت با ناجي مما تراه. فمخيم عين الحلوة مالت عينه عن فلسطين واصبحت كل العيون تتربص به…. ومصيره مجهول … نعم مجهول لأن الجهل عمّ والتزمت والضياع وفقدان البوصلة وتغيير اتجاه البنادق. لكن يا ناجي في مخيمك مازال هناك من يرفع راية الحق والصدق ويصدح بقول الحقيقة آخذا منك مثالا في المقاومة والتعبئة والتحشيد والتثوير.لأنك خير مثال على المقاوم النبيل والاصيل. وجرأتك هي التي تجعل الدرب اسهل والنطق بما لا ينطق العاجزون اكثر تعبيرا عما نحن فيه في زمن التيه.

انت يا ناجي لم تمت ففي كل لحظة من لحظات حياتنا اليومية تبرز رسوماتك ويبرز حنظلة شبلك الفدائي، الساهر على فلسطين والثورة متحديا ومعيدا نشر الحقائق.

عدت يوم امس من برلين حيث القيت كلمة ووقعت كتابي في مهرجان الشهيد ابو علي مصطفى، وكنت انت حاظرا في كلمات رفاق دربك في ثقافة المقاومة. وفي كلمتي التي في كل معنى من معانيها كنت انت المعلم الثوري الحاضر. فأنا بكل فخر وبكل تواضع انتمي لمدرستك الثورية الضميرية التي لا تهاب الاعداء واعوانهم وتلتزم بالانتماء لكل فلسطين، مهما كان الثمن.

رددت على اسئلة بعض الاصدقاء ومنهم من ابناء مخيمك في برلين عن تشددي في الكتابة ونقد المهزومين والمنتفعين والفاسدين والمستسلمين والتكفيريين وقادة المصادفة في فلسطين ومخيماتها وفي البلدان العربية. قالوا انني لا اترك احدا الا وانتقده .. وكان جوابي انني انتمي لمدرسة ناجي العلي التي لا تهادن احدا على الحق والثوابت.

سبقتنا وقلت (التطبيع خيانة والي بدو يطخني يطخني ..)..

واليوم نكرر من بعدك التطبيع العربي والاسلامي مع الصهاينة خيانة …

التطبيع الثقافي والفني والاقتصادي والرياضي وكل تطبيع مع الصهاينة ايضا خيانة…

التنسيق الأمني الفلسطيني والتعاون العسكري والسياسي والاعلامي والاقتصادي والمفاوضات والسلام مع الصهاينة ايضا خيانة…

والتحالف والتعاون العربي الصهيوني ضد بعض البلدان العربية والاسلامية خيانة …

نقول هذا بكامل وعينا والي بدو يطخنا يطخنا …

نضال حمد – كراكوف

29-8-2016

اترك تعليقاً