الأرشيفالجاليات والشتات

ذكرياتي في التل – تل الزعتر – غادة دراج

ذكرياتي في التل
اليوم فقت كان في ضجة بس انا زعلانه من امي عشان ما جبنا التمر وكانت الدنيا شوب والدبان مش محمول بس انا فقت ع ضجة قوية فوق راسي قمت الضجة لقيت امي عم تخلع باب الحمام وتفكو كرمال نعمل منو نار لنطبخ مجدرة هاد كان الخيار الوحيد قدامنا فإجت امي تمسحلي عشعراتي و باستني و قالتلي بدك تمر قومي نجيبن فكان الجواب من خواتي قبلي “يلا قومي، اه قومي” فقمت و انا فرحانة و متحمسة لقيت امي مجهزة شوالين فاضيين مع حبل و أصر اخوي يروح معنا و طلعنا نتخبا من زاروبة لا زاروبة بس المسافة من البيت للمكان ما كانت بتاخد ٢٠ دقيقة بس لانو كنا نتخبا بين الزواريب و الخوف من ملاحقنا اخدت معنا ساعة لا نوصل و اخيرا وصلنا على بيتنا القديم و بلشت امي تقللنا شو نساوي و وين نمشي لانو البيت كان عبارة عن حطام فكان اخوي يرفع الزينكو و انا امرق من تحتو رحنا باتجاه الغرفة و امي قالتلنا كل شي لحاف و مخدات وكنزات جيبوه كنا نجيب و امي تحط بالشوال و فجأة سمعنا اصوات ضرب و قذايف فصارت امي تعيط و تقول يلا تعو اطلعو من عنكو و انا اقلها وين التمرات فقالت امي لاخوي يرفع الزينكو يلي من جهة المطبخ خليها تجيب التمرات فرفع اخوي الزينكو و قالتلي امي وقتها كل شي بتلاقي جيبي فطلع قدامي شاي و ربطة خبز وتمر و كل شي قدامنا جبناه و امي حطتن بالشوال و طلعنا عم نركض هربانين بس ما خفت بالعكس كنت فرحانة عشان جبنا التمرات و يا ريت كملت هالفرحة لانو وصلنا و لقيت اختي لكبيرة مخبرة كل لولاد انو رحنا نجيب التمرات و لما رجعت لاقيتن كلن مستنين التمرات فقامت امي وزعت التمرات و عطتني كمشة و قالتلي روحي كليهن لحالك بالمطبخ و انا كنت مبسوطة كتير عالتمرات لانو عشانا كان خبز و شاي و بعد ما جبنا الشراشف من بيتنا القديم علقت امي شرشف على باب الحمام و شرشف على مدخل البيت اما الشراشف و المخدات لضلن بعتناهن للمستوصف عشان الجرحى و اختي لكبيرة فكانت تتعلم شغل الصنارة بمعمل “الصّامد” فكرّينا الكنزات ووزعنا الخيطان على بعض و صرنا نتعلم شغل الصنارة و لحد الآن انا و اخواتي تعلمنا و صرنا ممتازين بشغل الصنارة والخياطة مع العلم انو هيي لهلأ عايشة من وراها..
بس اجا الليل ، صار صوت القصف اقوى والقواس امي قسمتنا نصفين هيي واخوي واختي جميلة مع بعض وانا واختي مع اختي الكبيرة عليا بس من الخوف والرعبة راحو ونسيوني امي فكرت اني مع اختي عليا وعليا مفكريتني انو مع امي ،اما انا ف أضيت الليلة تحت المغسلة بالحمام طبعا هني راحو عالملجأ
وبقي صوت القواس والقصف فوق راسي عم اسمعو من رعبتي وخوفي كنت شبه غائبة عن الوعي حتى انو فقدت جزء من سمعي انا هي عادة لصغيرة يلي راحت تسأل وينها امي؟ شو هاي الاصوات؟و اسئلة كتيرة ما لقيتلها اجابة و لاهرب من الحقيقة المرة استسلمت لهل شبه غيبوبي بلكي بفيق و بكون خلص هالكابوس
طلع الصبح وانا بعدني ماسكة بحفة المغسلة وشادة عليها ، بس ما كنت فايقة
رجعت امي مع اخواتي لاقوني تحت المغسلة عبطتني امي ودموعها ينزلو عليي وانا فقت مبسوطة انو شفت امي بس بقيت مريضة من الرعبة كزا يوم
ومن وقتها امي ما عاد تركتني لحدا يهتم فيني وين ما تروح تاخدني معها ..

 

 

Khodor Kassem

الله يرحمها ويحسن اليها