عربي وعالمي

صدر العراق لغم في عباءة – د. عادل سماره

لم يتنبه كثيرون لدور مقتدى الصدر باعتباره المهدة الضخمة لتعجيز العراق. فتياره ممن استقدموا الاحتلال/احتلال وطنه تمهيدا ليحتل هو وطنه. وتياره لذا زعم المقاومة ولم يقاوم. وتياره لم يقطع مع إيران ولكن لانه صنيعة امريكية صار لا بد أن يدفع فواتير حفاظ الأمريكي عليه سواء بابتعاد نسبي عن إيران ومن ثم التنسيق مع الأكثر امركة منه أي الخليج وخاصة الإماراتي والسعودي وهوامشهما..


وصل العراق محطة هي مثابة كشف العورات رغم سمك العباءات واستدارة العمائم وخطورة المرجعيات. فبعد اكثر من ثلاثة عقود من خدمة هؤلاء للأمريكي والصهيوني بخلع العراق من اي دور عروبي وتحطيمه داخليا صار لا بد للأمريكي ان يذبح الكبش الشيعي/الأمريكي كبش الدبابات الغازية الذي لا أحد فيه بوسعه التفاخر على الآخر. فالجميع تخرج من المعارضة في الخارج ومن المنطقة الخضراء في الداخل. لذا لا يختلف نوري المالكي عن الصدر سوى بلبس الصوف الانجليزي بدل عباءة وبر الجمال. الكل تلميذ بريمر. وحتى جرى طرد عادل عبد المهدي الذي تخيل ان بوسعه التوجه النسبي شرقا ليحل محله الكاظمي كمخبر امريكي صرف.

كل هؤلاء وكل هذا لتصفية نبض المقاومة الحشد الشعبي. الحشد نفسه أمام معضلة الاشتباك مع الأمريكي والتركي والصدري والتيار السني الذي هتف للتطبيع ولم يحاسبه احد. والتصهين الكردي وطبعا الانفصالي. ففي التحليل الاخير ياخذ هؤلاء البلد داخليا نحو بقاء العراق هابطا على الأرض كجلد الثور واقليميا خارج العروبة ونحو الكيان. والحشد أمام سؤال ثان فيما يخص إيران التي تدعم توجهه المقاوم ولكن ما موقف إيران من وجوب عراقية وعروبة الحشد. فالأمريكي سيقتلع من العراق في التحليل الاخير رغم أكوام الروث السياسي الدين السياسي والصهينة الخليجية التي رباها ويحلبها.

وهنا يصبح السؤال: هل يرتفع الحشد من مقاومة مسلحة للاحتلال إلى قوة إعادة بناء عراق عروبي وحليف لإيران لا بأس. وهل بوسع الحشد الانفتاح على كثير من الجيل الشاب الذي ضاق بالفساد والبرد والجوع والعمالة المغلفة بالعباءات باسم الدين. ولا يدري المرء مدى اختراق هذا الجيل بالانجزة كما يحصل في لبنان. قد نختم بالقول ان ما يحتاجه الحشد الشعبي عمامة سوداء كالتي في الضاحية الجنوبية التي قرأ ت بدقة حراك ١٧ تشرين فالتقطت خلال أيام تلويثه بالانجزة فعافت نفسها منه. انكشف رغم تغطيته بالوان الانجزة وقوس قزح و بمبالغات شربل نحاس الذي وصل به الاسفاف للقول ان الأموال الغربية نظيفة. نعم هناك من يتمتع بماء المجاري.