فلسطين

فروانة: معركة “بلال” مختلفة عن سابقاتها وذات أهدافٍ متعددة

اعادة صياغة وانتاج مرحلة “نعم ياسيدي”

غزة-10-8-2016- قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن معركة الأمعاء الخاوية التي اشعل لهيبها الأسير “بلال كايد” داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، انما هي امتداد لظاهرة فجرها المعتقل “خضر عدنان” أواخر عام 2011، لكنها معركة مختلفة عن سابقاتها، من حيث ظروفها وما تشكله العناصر المشاركة فيها، وطبيعة الأهداف التي تحملها.

واضاف: أن الأسير “بلال كايد” قد اشعل بأمعائه الخاوية لهيب ثورة سلمية مشروعة في وجه السجان الإسرائيلي احتجاجا أصيلا على رفض سلطات الاحتلال اطلاق سراحه بعد انتهاء محكوميته البالغة أربعة عشر سنة ونصف، ورفضا لتحويله للاعتقال الإداري لتبرير استمرار احتجازه دون تهمة أو محاكمة، لينضم اليه لاحقا المئات من الأسرى دعما واسنادا لمطالبه.

واستطرد قائلا: أن “بلال” لا يبحث عن مجد لشخصه، فتاريخه حافل بالمجد والبطولة ومقاومة الاحتلال قبل اعتقاله، وتحديه للسجان وعدم الرضوخ لسياسته طوال سنوات سجنه. كما وانه لا يدافع عن كرامة رفاقه الذين هم دائما مع الخطوات النضالية في السجون ويقفون بجانب من يشهر سلاح الأمعاء الخاوية في وجه السجان. كما وأنه لا ينوب عن المعتقلين الإداريين في رفض الاعتقال الإداري فحسب، وانما هو ينوب عن آلاف الاسرى المحكومين ذوي الأحكام دون المؤبد، بل وينوب عنا جميعا في مواجهة سياسة الاحتلال وادارة السجون القمعية والهمجية بحق الأسرى.

وأكد فروانة أن نجاح ادارة السجون في تمرير الاجراء الذي اتخذته بحق “بلال” عقابا على سلوكه البطولي وتحدبه الدائم للسجان ومواقفه الرجولية خلال فترة سجنه، انما سيشكل خطرا على باقي المحكومين، وسيوظف من قبل الادارة كعامل ضغط عليهم ولربما اداة للابتزاز أيضا، وسيكون مطلوبا فيما بعد، من كل أسير محكوم أن يثبت حسن سير وسلوك اذا ما أراد أن يطلق سراحه بعد انتهاء محكوميته وعدم تحويله “للاعتقال الإداري”.

ورأى فروانة بأن هذا الاجراء الإسرائيلي الشاذ يندرج في سياق سعي الاحتلال وأدواته المختلفة،  الى عودة الحركة الوطنية الأسيرة الى المربع الأول، واعادة صياغة مرحلة “نعم ياسيدي” وانتاجها بشكل جديد.

واعرب فروانة أن تقديره بأن معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال ستتسع وستتصاعد ولربما تأخذ اشكالا جديدة، في ظل اصرار “بلال” ورفاقه المضربين على الاستمرار بالرغم مما يمارس بحقهم من تنكيل وقمع وتضييق، وأن انضمام الرفيق “احمد سعدات” للمعركة قد فتح صفحة جديدة من المواجه.

ودعا فروانة الأسرى في السجون الى الانضمام للإضراب وتوسيع حالة الحراك النضالي خلف القضبان بشكل جماعي أو فردي، لما يشكل ذلك من ضغط على الاحتلال ويدفع ادارة السجون نحو البحث عن حلول مقبولة فلسطينيا. كما ودعا الى توسيع حالة الاسناد والتضامن على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي.

عبد الناصر فروانة

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين

عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة

أسير محرر ، و مختص في شؤون الأسرى

اترك تعليقاً