الأرشيفالجاليات والشتات

في الذكرى ٥٣ لانتفاضة ٢٣ نيسان العام ١٩٦٩في لبنان – د عبد سرحان

مشاركة من الاستاذ الدكتور عبد سرحان -أبو نزار- في الذكرى ٥٣ لانتفاضة ٢٣ نيسان العام ١٩٦٩ في لبنان. وكان أستاذنا كتبها العام الفائت في ذكرى الهبة.
الذكرى الثانية والخمسون لانتفاضة الثالث والعشرين من نيسان العام ١٩٦٩، ستبقى رمزاً حيّاً لرسالة الشهداء الأربعة في العزة والكرامة والعنفوان والحرية والوحدة….حققوا بدمائهم حرية العمل الوطني الفلسطيني في مخيمات لبنان، بتضامن كامل من جماهير الشعب اللبناني الوطنية، ورفعوا الظلم والقهر والاستبداد الذي كانت تمارسه سلطة المكتب الثاني اَنذاك في عموم مخيمات لبنان.
انطلقت مظاهرة جماهيرية سلمية حاشدة من مخيم عين الحلوة في ٢٣نيسان العام ١٩٦٩ باتجاه مدينة صيدا للالتحام بمظاهرة الحركة الوطنية اللبنانية في ساحة الشهداء كما أصبحت تسمى بعد الاجتياح الصهيوني العام ١٩٨٢.
ضمّت المظاهرة الشعبية الفلسطينية الالاف من سكان مخيم عين الحلوة من مختلف الميول السياسية والأعمار والمِهن والنقابات والشباب…. حركة شعبية موحدة واضحة الأهداف والمطالب: حرية العمل الفدائي في لبنان، إلغاء مراكز المكتب الثاني اللبناني في المخيمات التي شكلت لسنوات عديدة في ذاكرة الشعب الفلسطيني رمزاً للظلم والعذاب والإهانة والقمع ولجم حرية التعبير…
حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واليافطات التي حملت المطالب والشعارات الموحدة للشعب الفلسطيني، ولم يحمل أحد من المتظاهرين السلاح، كان سلاحهم هتافاتهم الموحدة وصلابة وحدتهم الوطنية.
التحمت المظاهرة بمظاهرة وطنية لبنانية داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في ممارسة حقه في النضال الوطني منأاجل تحرير وطنه. توحدت التظاهرتان في مظاهرة واحدة حاشدة في ساحة الشهداء، بعدها إنهمر الرصاص من عناصر السلطة الأمنية اللبنانية المتحصنين على سطوح بنايات البوابة الفوقا، ولم يتراجع المتظاهرون رغم غزارة الرصاص، وتقدم العديد منهم إلى الأمام لا يحملون إلا الأعلام الفلسطينية وصرخاتهم تؤكد على حقهم في الحرية والكرامة والعزٓة والنضال الوطني من أجل تحرير فلسطين. سقط من الشباب الفلسطيني من جرٓاء إطلاق النار أربعة من خيرة شبابنا المقدامين المخلصين الصادقين وهم:
١- محمد عبدالله شرارة.
٢- نعيم عبٓاس.
٣- مفلح علاء الدين.
٤- علي عطية.

الشهيد علي جميل عطية


تمّ الاستيلاء على مركز المكتب الثاني في المخيم القريب من مكتب مدير المخيم انذاك ومصادرة ملفات المعلومات التي كانت ترصد أنشطة الوطنيين في المخيم، وتحول هذا المركز الى مستوصف شعبي لمعالجة المرضى مجانا أو برسم رمزي، وأطلق عليه اسم ” مستوصف الشهيد محمد عبدالله شرارة”واستمرّ المستوصف في تقديم الخدمات الطبية لجماهير المخيم لعدة سنوات.
كما أطلق اسم “الشهيد محمد عبدالله شرارة”على الشارع الممتد من مسجد الصفصاف على الشارع الفوقاني شرقا الى طريق سيروب، وتم تزفيته بمبادرة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبدعم من محافظ الجنوب آنذاك.
دفن الشهداء الأربعة في جزء من ملعب تجمع المدارس في عين الحلوة، وأطلق على المقبرة “مقبرة الشهداء” وكانت تتم زيارتها من قبل الأاهالي وفعاليات المخيم في المناسبات الدينية والوطنية.
رحم الله الشهداء الأربعة وعموم الشهداء الفلسطينيين والعرب والأمميين وسوف تبقى ذكرى الثالث والعشرين من نيسان مدرسة في الوحدة الوطنية طريقاً للنصر، ورمزاً للبطولة والكرامة والاقدام.

د. عبد سرحان ( أبو نزار)
٢٣ نيسان ٢٠٢١