الأرشيفوقفة عز

كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا – نضال حمد

المجد للشهداء وعلينا الوفاء .. كي لا ننسى صبرا وشاتيلا …

شعار جميل، رفعه منذ أربعون عاماً المتضامنون والمتضامنات مع شعب فلسطين في جميع أنحاء العالم. فقد عقدوا وعقدن العزم أن يحضروا ويحضرن في كل سنة من جميع أنحاء العالم لاحياء ذكرى المجزرة في مكان حدوثها.
لقد عملوا وعملن ولازالوا ولازلن يعملون ويعملن بقوة على تعزيز هذه اللجنة وديمومة التذكير المذبحة وعدم النسيان. لذا فإنهم -ن أكدوا وأكدن وويؤكدون ذلك بالفعل لا بالقول فقط. فنراهم-ن في كل عام وتحديداً في منتصف شهر أيلول – سبتمبر يشدون ويشدن الرحال الى بيروت، يزورون ويزرن المخيمات والجنوب اللبناني والنصب التذكاري للشهداء والمفقودين. كما ويتجمعون ويتجمعن من كل أنحاء العالم في بيروت وتحديداً في مقبرة شهداء المخيمين والنصب التذكاري في الغبيري.. ليذكروا وليذكرن الجزارين الذين لازالوا أحياء وطلقاء ويقطنون على مقربة من مكان المجزرة والمخيمين أنهم لازالوا مطلوبين للعدالة، مع أن العدالة مغيبة.
كنت شخصياً شاركت في السنوات السبع الأخيرة في إحياء الذكرى جنباً الى جنب مع بعضهم وبعضهن ومنهم-ن من ساهموا وساهمن في انقاذ حياتي اثناء المجزرة وبعد اصابتي في ثاني أيامها بإصابة خطيرة جداً. مثل الدكتورة البريطانية من أصول آسيوية سوي شاي إنغ، التي غابت هذا العام عن التواجد في بيروت بسبب مرضها وعلاجها في بريطانيا، وكانت أخبرتني قبل شهور عن مرضها وتواصلنا عدة مرات للاطمئنان على سير علاجها. أكدت لي حبيبة أهالي مخيمي شاتيلا وصبرا بداية هذا الشهر أنها ستغيب هذه المرة … كما أنها سألتني إن كنت سوف أشارك أم لا… فأجبتها أنني لن أشارك هذا العالم أيضاً لأسباب صحية.
في مقبرة شهداء المجزرة بالغيبري كنت لألتقي كل عام برفاق رفيقات من كل العالم وخاصة من ايطاليا واسكندنافيا وبريطانيا. فهناك في كل سنة يعيد ضحايا صبرا وشاتيلا جمعنا في المخيمين وفي بيروت. المتضامنون والمتضامنات الذين واللواتي أعرفهم-ن منذ المجزرة وبعضهم عرفتهم-ن خلال سنوات النضال الأممي في أوروبا وخلال إقامتي هناك على مدار عشرات السنين. كما أنني في كل مشاركاتي في إحياء ذكرى المجزرة كنت أمثل أولاً نفسي كشاهد عليها وكجريح وضحية من ضحاياها وكمقاتل مجهول دافع عن المخيم ضد المذبحة مما ساهم في انقاذ آلاف الناس من الذبح والنحر والدفن تحت التراب وهم أحياء. وهذا شرف عظيم لي ولرفاقي في مجموعة الفدائيين المحهولين وهم من (ج ت ف) الذين قاتلوا دفاعاً عن المخيمين وعن الفاكهاني وبيروت الغربية.. ولرفاقي الشهداء والأحياء الذين تشاركت وإياهم تلك المهمة المقدسة.
كنت أشارك أيضاً في إحياء ذكرى المجزرة كممثل عن اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا. كذلك فعلت وقدمت نفسي في كثير من مقابلاتي مع الفضائيات والتلفزيونات والاذاعات وكل وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية خال سنوات طويلة من عملي في الاتحاد.
لقد سعدت كثيراً لأن الاتحاد في هذا العام شارك بوفد كبير ومشترك مع جمعية سردينيا فلسطين.. وكان وفداً كبيراً ضم الى جانب النشطاء والنشيطات من الجمعية ومن جزيرة سردينيا ومن ايطاليا، الدكتور فوزي اسماعيل رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا وعدد من أعضاء الاتحاد.
تجدر الاشارة الى أن المتضامنين الطليان هم أول من أسس لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا، والمؤسس الأول هو الراحل الكبير “كاريني” ومعه الراحل الكبير “موسولينو” وآخرين نذروا حياتهم وعملهم لأجل المخيمين ولأجل القضية الفلسطينية. لذا ليس غريباً أن نرى الوفد الطلياني كل سنة وهو يضم مجموعة كبيرة من جمعيات ومؤسسات ومراكز تقوم بإحياء ذكرى المذبحة.
لن ننسى صبرا وشاتيلا
لن نغفر ولن نسامح وسنحاسب.
المجد والخلود للشهداء وعلينا الوفاء.

 نضال حمد

20-9-2022