الأرشيفالجاليات والشتات

مانحون وقنصلية لإعادة بناء “المقاطعة”! – عبداللطيف مهنا

إبَّان صولة “سيف الأقصى”، وفي حومة انتفاضة الصواريخ، غفى اوسلويُّونا في كهف مقاطعتهم. اختفوا حتى خلناهم ما عادوا على ظهر المعمورة. لكنما، وهذا حالهم، كان من معجزات أباهم الذي في البيت الأبيض، أن مجرَّد رنين هاتفه ولمرة واحدة كان كافياً لإيقاظ نوَّم الكهف الألى لم يستعيدهم من سباتهم هزيم رعود عاصفة الصواريخ. بعث العم بايدن الحياة في رميم عظامهم النخرة. ألقى إليهم بعصا موساه، فإذا بها أرنب “إعادة إعمار” يتقافز. نفخت حنجلته المفاجئة في سورهم فكان أول ما فعلوه أن انشغلوا في احتساب المقسوم مما قد تجود به أريحية السادة المانحين مقابل، فقط، بندقية الأخوة المقاومين.. وهنا، والعتب على اندهاش رافق تقافز الأرنب، حق للمنشغلين تناسي أن ما تم إعادة إعماره في غزة مما دمَّرته حرب 2014، ووعد مانحوهم، أشقاء وأبعدون، في ذلك الحين بإعماره، لا يعدو 17%، وما تبقى لازال أوابداً انضمت إليها للتو أطلال همجية “حارس الأسوار” الفاشل!
على رتم تقافز أرنب بايدن تقاطرت على مغارة المقاطعة وفود كوشنريي العرب وإبراهيمييهم وتلاحقت تواصلاتهم حرصاً على المشاركة في حمّص المولد البايدني.. وجاءها بلينكن، أخرج من منديله ما لذ وطاب من وعود معلَّقة على ما بعد بركات هاتف رئيسه:
خمسة وسبعون مليون دولار “مساعدة تنموية” للمقاطعة، وخمسة ملايين ونصف “مساعدات إنسانية” لغزة، واثنان وثلاثون للأنروا.. وإذ زاد فوعد بإعادة فتح قنصلية بلاده في القدس محدداً مهمتها بالتواصل الديبلوماسي، اكتملت المعجزات الأميركية بأن أخرج الساحر الأميركي المبتعث من قبَّعته المرحوم “حل الدولتين”، هل تذكَّرتموه؟!
دولتان، واحدتهما “يهودية” خالصة، إلى جوارها أخرى يطلقون عليها هذه المرة “يستحقُّها الفلسطينيون”. وبما أن حلّهم المذكور قد نفق وشيَّعته جرَّافات التهويد منذ أمد إلى مثواه في عالم المحال، وفَّرت الأريحية الأميركية لأوسلويي المقاطعة 28 عاماَ أخرى للتفاوض على كنه وجنس هذه التي “يستحقُّها الفلسطينيون”.. قد يكون سقفها بلدية، أو أقل، وعلى الأغلب بلا قاع!
.. ومقابله، طيَّب العم بايدن خاطر حليفه نتنياهو بأن بارك له في كل ما وهبه كرم سلفه وغريمه ترامب، السفارة، القدس عاصمة أبدية، شرعنة الاستيطان، وفوقهن الجولان السوري المحتل، وزاد فتكفَّل له بإصلاح ذات بين قبته الحديدية بعد أن أثبتت صواريخ غزة أنها كانت بلاستيكية.. ونتنياهو غير راضٍ!

مانحون وقنصلية لإعادة بناء “المقاطعة”!
عبداللطيف مهنا