الأرشيفعربي وعالمي

محمود عباس ليس مؤرخاً ومن المستحسن ألا يعرض نفسه كذلك.

كتب صبري جريس على بروفيله بفيسبوك حول تفوهات محمود عباس عن اليهود واليهودية والمحرقة النازية فقال:
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس مؤرخاً ومن المستحسن ألا يعرض نفسه كذلك.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس “مغرم”، لسبب ما، بتاريخ اليهود واليهودية، بل انه “يحب” هذه المواضيع كثيرا، وما يتعلق بها من مسائل، مثل اللاسامية والمحرقة النازية. ولا تقف الأمور عند هذا الحد، بل أن الرجل يطلق، من حين إلى آخر، “نظريات” خاصة به، ضمن تصريحات شخصية علنية ومباشرة. وفي أكثر من مرة وقع في أخطاء تاريخية جسيمة بسبب “هواياته” تلك، اضطر في نهاية الأمر إلى الاعتذار عنها، أو قام المقربون منه بمحاولات طمسها.

آخر “مآثر” الرئيس في هذا الصدد تصريح أدلى به في كلمة له أمام المجلس الثوري لحركة “فتح” جاء فيها: “يقولون إن هتلر قتل اليهود لكونهم يهوداً، وإن أوروبا كرهت اليهود لأنهم يهود، لا، لقد شرح هذا بوضوح، إنهم قاتلوهم بسبب دورهم الاجتماعي وليس بسبب دينهم”. وأثارت هذه العبارة ردود فعل حادة وانتقادات لاذعة لعباس، خصوصا في أميركا وألمانيا – وكانت كل تلك الانتقادات عمليا صحيحة وفي محلها. فقد وقع عباس في خطأ تاريخي مفضوح، لا يدل بالضبط على معرفة عميقة بالمواضيع التي يحب تناولها. فهتلر نفسه، في كتابه “كفاحي”، يقسم شعوب العالم إلى أعراق ويقول أن اليهود هم أكثر عرق دونية وينبغي إبادتهم (وبالمناسبة، من يأتي أعلى بدرجة واحدة من اليهود هم العرب والبربر). وان كان هتلر نفسه يقول ذلك صراحة في كتابه فلماذا يقوم عباس بتجاهل ذلك واختراع نظريات من عنده؟ وما الفائدة من ذلك؟

إلا أن الأهم من ذلك كله هو مجرد الاهتمام بكل تلك المواضيع، من قبل عباس أو غيره. نحن العرب، كلنا، لا علاقة لنا أبدا بنظريات العرق الأوروبية ولا العنصرية الكريهة الكامنة فيها، ولا بالكراهية والعنصرية التي كانت تحكم العلاقات المسيحية اليهودية، خلال مئات السنين، في أوروبا. ولا علاقة لنا بالمحارق أو برامج الإبادة، عدا الضرر الذي ألحقته بنا، من ازدياد التعاطف مع اليهود، على حسابنا. اتركوا هذه الفذلكة للعنصريين، من صهيونيين وغيرهم.

كان المرء يتمنى على الرئيس الكف، ببساطة، عن متابعة “هواياته” تلك والتوقف عن إطلاق “النظريات” العرجاء. بل ربما كان من الأفضل والاكثر فائدة افتتاح سلسلة محاضرات له عن اتفاقات أوسلو ودوره فيها، وهو كبير”مهندسيها”، بمناسبة 30 سنة على توقيعها.

14-9-2023

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=122096498336040347&id=61551210412641&ref=embed_post

Sabri E Jiryis