الأرشيفوقفة عز

من حكاية زيارتي لضريح ناجي العلي هذا الشهر… الجزء الثالث –

كانت مراسم الاستقبال البلفوري اللعين في المطار عند الخرطوم يعني على باب الطائرة… كأنهم عرفوا أنني أسير على مقولة الشهيد ناجي العلي : “من باب المخيم الى باب الحرم”… فقرروا بعد دراسة ما لديهم من تقارير للمخبرين أن يكونوا بانتظاري على باب الطائرة ومن هناك إلى باب النظارة، حيث كانوا مجهزين أنفسهم للإنقضاض على الفريسة وهي فوق عربة للمقعدين..
أما أنا فكنت في ذلك الوقت أفكر بأولائك الذين استعمروا بلادنا وقسموها وزرعوا لنا (اسرائيل) في قلبها وكانوا السبب في طردنا وتشريدنا وضياع بلادنا فلسطين… كيف انتزعوا والآن ينتزعون منا ثوب الضحية ويرتدونه علانية…
زعيمهم المنتشي بالانتصار على النازية قال عنا نحن العرب الفلسطينيين كلام سيء جداً وينم عن حقد ولامبالاة واستهتار بحياة ومصير شعب كامل وبوطنه فلسطين.. على كل حال هذا ليس غريباً عن العقلية والسياسة والعقيدة الاستعمارية الغربية. فالزعيم رجل بيزنس وكان بدوره متعاطفاً مع البيزنس الصهيوني لأنه كان شريكاً معه في التجارة السوداء والدموية ففعل كل شيء لأجله..
أما حكومات بلده مازالت سائرة على نفس النهج، معاداة لحقوق الفلسطينيين والعرب بشكل عام ووقوف دائم وبلا تحفظ إلى جانب الاحتلال “الإسرائيلي”… يعني مع عدونا ظالماً أم مظلوماً وبالفعل وليس فقط بالقول. وهذا يوجب علينا اعادة دراسة الأم من النواحي القانونية لعمل شيء ما فيما يخص حقوقنا وقضيتنا.
لما زرت ضريح ناجي العلي قرب لندن قبل 3 أسابيع تقريباً ويومها الإنجليز أحفاد اللعين بلفور كما أسلفت أوقفوني 5 ساعات تحقيق في المطار – خبرت ناجي بما فعلوه معي وبأن مجموعة من زوار الفجر كانت بإنتطاري على باب خرطوم الطائرة، فكدت أغش نفسي وأصدق بأنني مطلوب ل “لا” عدالتهم .. مع العلم المتهمون هم ولسنا نحن وتاريخهم وحاضرهم دليل على ذلك … الحديث طويل عن هذه القصة ولع تداعيات بالتأكيد…
ربما أن ماجي العلي استمع لحديث ابن مخيمه بجدية ولم يرد لأن الصدى كان يردد كلماتي في المقبرة الشاسعة وتحت الشجرة القريبة من القبر، التي تذكرنا بشجرة ناجي العلي المحتلة في فلسطين.
يوم وقفت في حضرة المعلم ناجي العلي، قلت له:
يا عم ناجي سلم على العم المثقف المناضل صديقك وابن مخيمنا سليمان الشيخ وعلى الختيار الثوري أبو صالح الأسدي وعلى العلم المخيماتي الراحل أسعد داوود “الضرير” … وعلى كثيرين حضرتني أسماءهم في تلك اللحظات السريعة… وقلت له أيضاً سلم لي على الضمير أبو ماهر اليماني وعلى شقيقه الصغير – الكبير ماهر، صديقي .. كذلك على رمز مدارسنا وعزتنا ومخيمنا المعلمة الراحلة عبلة.. ولا تنسى تسلم لي على صديقك – صديقنا الاعلامي الكبير صالح خريبي وعلى أمه -أم الشهداء- أم صالح خريبي..
سلم لي يا ابن المخيم أيها الشجراوي، على الشاعر الفدائي الشهيد علي فودة وعلى الحبيب طلعت يعقوب وعلى حكيمنا العظيم أبو ميساء، وعلى المعلم غسان كنفاني وعلى شاعرنا في مخيم عين الحلوة الراحل محمود صبحة وعلى ابن عمنا الشهيد عدنان حمد وعلى الكبير جداً جلال كعوش وشهداء هبة نيسان 1969، رمز مخيماتنا… وعلى كل الشهداء والشهيدات رفاقك ورفيقاتك في السفرة الأخيرة …
وربما للحكاية بقية

نضال حمد
26-8-2023
موقع الصفصاف – وقفة عز