الأرشيفبساط الريح

من دراسة أكتبها الآن عن الهوية..علي حتر

 
يقول مفكرو اليمين اليهودي.. “إنهم لم يعودوا قادرين عمليا على تحقيق وعد الله لهم باغتصاب أرض الميعاد من النيل إلى الفرات.. ولكنهم لإرضاء الله يجب أن يسيطروا عليها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا، مع أخذ ما يمكنهم منها فقط لضمان اكتمال إسرائيل وضمان ديمومتها.. ويقولون إن ما بقي عليهم أن يغتصبوه منها لضمان ذلك: نصف الأردن حتى خط سكة الحديد الحجازي في عمان وبقية أرض بيسان (الجولان إلى السويداء) ومياه الليطاني جنوب لبنان.
وبهذا يكونون قادرين على إقناع الله بالرضا عليهم.. إذا حققوا السيطرة على أرض الميعاد.. بدل الاستيلاء عليها.
والسيطرة على سورية إذا تحققت لهم.. هي أساس السيطرة على أرض الميعاد.. التي هي أرض ما بين النهرين المطبوعة بخطين أزرقين على العلم اليهودي..!!!

والسيطرة تتحقق بالتمزيق والتفتيت وإيقاظ الفتن غير الفاعلة..

اليهود من الإثنيات والأعراق والطوائف والجنسيات المتعددة والمختلفة، يعانون من مشاكل تهدد وحدتهم، لكنها الآن ليست فعالة ولا مُفعّلة من أعدائهم المحيطين بهم والمشغولين بتفعيل الفتن بينهم في سورية ومصر ولبنان والعراق..
فهناك في الأرض المغتصبة ، اليهود الشرقيون والغربيون السفارديم والشكناز والأفارقة والآسيويون والعرب المصريون والعرب العراقيون والعرب اليمنيون والسوريون والخزر والناتورة كارتا والمتطرفون مثل جماعة غوش أمونيم وكاخ وحراس الهيكل وأكثر من ثلاثين فرقة أخرى دينية وقومية ، القادمون من أعراق ومنابت وأصول متعددة ومتناقضة، واليهود المتحولون إلى المسيحية في الخفاء، دون نسيان تعدد لغاتهم وثقافاتهم وعاداتهم.

وتدرك العصابات الصهيونية واليهودية، أن هذا الخليط من الهويات الذي يحول حتى اليوم دون الوصول إلى تعريف من هو اليهودي، يهدد ديمومتها لو تحركت الفتن فيه، ولا أوضح من عملية قتل أبا إيبان ومظاهرات اليهود السود على المسألة، ولهذا فهي تقوم يعمليات اسنباقية لإضعاف أعدائها بإثارة الفتن بينهم قبل أن تعاني بدورها من تلك الفتن المدمرة لها إذا تحركت عندها، وما يحصل في العراق وسورية ومصر من أوضح البراهين…

 

مع معرفة أن كثيرين من اليهود لا يؤمنون بالانتماء إلى عرق واحد، لأن توراتهم تقول أصلا، إنه قبل بداية الدين اليهودي، الناس جميعا من رجل واحد وامرأة واحدة هما آدم وحواء!!!! وإن كانوا يتكلمون سياسيا ودعائيا عن السامية..!
في نفس الوقت، لا بد من تحليل الوضع الاجتماعي والطبقات الاقتصادية في مجتمع الاغتصاب الإسرائيلي، ليتبين أن الشكناز يتفوقون بدرجات على الشرقيين اقتصاديا وبالدخل والمساكن.. مع معرفة أن الشكناز أنفسهم يتكونون من طبقات متصارعة، ككل التجمعات الإنسانية..
ولكل هذا يسعون كل يوم لتعزيز وتأجيج الفتن في سورية.. ذات الهويات المتعددة التي كان أغلبها متآخيا.. قبل توظيف الدين في الصراع..

 فقرة أخرى من ورقتي عن الهوية

.
الولايات المتحدة الأمريكية تمثل حالة خاصة، مثل أوسترالية، وكندا، لأن كلا منها تتكون من خليط من عدد كبير من المهاجرين.

إن المال (أو المصلحة الفردية) يلعب فيها دورا خاصا، وإن بقي مهزوزا، ببقاء الانتماء إلى الأصل، حتى أن المهاجرين من مناطق مختلفة يقيمون في أمريكا مناطق يسمونها باسم بلادهم التي جاؤوا منها كالمدينة الصينية، وحي السود والإسبان والمكسيكيين.

وهنا يجب ملاحظة أن بعض المفكرين وساسة الولايات المتحدة يخشون من تفكك الولايات المتحدة وخصوصا في تكساس، بسبب سعي اللاجئين المكسيكيين لتركيز تواجدهم في ولاية تكساس التي التحقت بالولايات المتحدة عام 1845..

.
في كتابه “من نحن؟ التحديات للهوية الوطنية الأمريكية”، يسمي المفكر الأمريكي صموئيل همنجتون Samuel Phillips Huntington، سكان أمريكا “أمة من المهاجرين” nation of immigrants
ويقول إن العقيدة البروتستانتية تركز على وعي الفرد الذي يعتمد على الكتاب المقدس التي هي مصدر التزام الأمريكيين بالفردية individualism!!

ويقول إن الفكر البروتستانتي يركز على أخلاق الفرد وعلى مسؤولية الفرد عن نجاحه أو فشله في الحياة.
وأن الفكر البروتستانتي يعزز المعارضة للتنظيم والتسلسل الهرمي hierarchy ولافتراض أشكالا مشاابهة من الديموقراطية يجب تطبيقها في الحكومة.

ويقول همنجتون، إن انهيار الاتحاج السوفييتي ترك أمريكا بلا أعداء، والعولمة، والنخب الأكاديمية والمحترفين وتأثير المغتربين، أفقدت أمريكا القدرة على تعريف ذاتها، ويستمر قائلا إن العولمة أضعفت الأمركة، وجعلت الأمريكيين يشعرون أنهم مواطنون عالميون وليسوا أمريكيين.

ويكتشف همنجتون أن عقيدة الانتماء الأمريكا لا تكفي لتعزيز الهوية الأمريكية، وأن أمريكا يمكن أن تنهار إذا لم يساهم الأمريكيون في تعلم نمط الحياة الأمريكية واللغة الإنجليزية والثقافة البروتستانتية والانتماء لأمريكا أولا قبل هوياتهم الوطنية الأصلية!!

التحول إلى البروتستانتية!!

ويصف هوية أمريكا أنها دولة تمتاز أنها متدينة قامت على أساس أنها بروتستانتية.

الفردية عمادها..

الهوية الأمريكية تعيش أزمة..

وخروجها منها يتطلب خلق الأعداء لتوحيد أمة المهاجرين ضد الأعداء الخارجيين..

الهوية الأمريكية تعيش أزمة..

وخروجها منها يتطلب خلق الأعداء لتوحيد أمة المهاجرين ضد الأعداء الخارجيين..

الهوية الأمريكية تعيش أزمة الألوان: أصفر أحمر أسود أبيض وربما تصدر لها أوسترالي الأخضر يوما ما!!

الهوية الأمريكية تعيش أزمة الدين

الهوية الأمريكية تعيش أزمة فقدان الإنسان إحساسه بقيمة غير القيمة المالية

الهوية الأمريكية تعاني من أزمة ديموقراطية الحزبين

الهوية الأمريكية تعاني من أزمة المخدرات

الهوية الأمريكية تعاني من أزمة أختيار حلفائها الفاسدين

ألهوية الأمريكية تعاني من كثرة أعدائها.. لكنها بالقوة مستمرة.. وبالإعلام.. وبضعفنا أمامها..

اترك تعليقاً