الأرشيفوقفة عز

وينسلاند يقول أن تدابير الاحتلال غير كافية:

نضال حمد:

يوم أمس الثلاثاء ١٩-١٢-٢٠٢٣ تحدث السيد تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط عن الاجراءات المحدودة، التي كانت “اسرائيل” اتخذتها للسماح بمرور وادخال مزيد من المساعدات الانسانية الى غزة. وتعقيباً على ذلك قال وينسلاند: “هي إيجابية لكنها غير كافية إلى حد بعيد في ضوء ما هو ضروري”.

طبعاً كلام المنسق الأممي دبلوماسي ويراعي “اسرائيل” خوفاً من غضبها وغضب ادارة بايدن، لكنه هو نفسه يعرف أن ما يجري في غزة ابادة وتجويع وقتل بالجوع والعطش والمرض والقصف والغارات والتصفية. لكنه لا يجرؤ على قول ذلك. مثله مثل كل الحكام ومثل غالبية السياسيين الغربيين والأوروبيين ووسائل الاعلام في تلك البلدان، إما جبناً وخوفاً أو لأنهم بلا ضمائر وبلا مشاعر انسانية أو لأنهم معادين وعنصريين.

قال وينسلاند أمام مجلس الأمن إن “إيصال المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة لا يزال يواجه تحديات لا يمكن غالباً تجاوزها”. واضاف في معرض كلامه: إن “الإجراءات المحدودة لإسرائيل، وخصوصاً السماح بإدخال مزيد من الوقود والغذاء وغاز الطهو، و فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدة الإنسانية، هي إيجابية، لكنها غير كافية إلى حد بعيد في ضوء ما هو ضروري لمواجهة الكارثة الإنسانية على الأرض”.

كما أظهر وشرح وينسلاند  أمام المجلس، عن الخسائر الفادحة بين المدنيين من النساء والأطفال في قطاع غزة  مؤكداً أنها كبيرة ولا يمكن تخيلها. كما انه ندد بقتل النساء والأطفال فيما سماه “الصراع” بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية في غزة، وأضاف “نطاق القتل والدمار في غزة غير مسبوق ولا يمكن تحمله”.

حقيقة أن تعبير صراع ليس موفقاً ولم يكن مناسباً لأن ما يجري في غزة ابادة جماعية ومحرقة منظمة ومعدة سلفاً ومخطط لها ولديها داعيمها في الغرب والشرق. 

المنسق الأممي أشار في معرض حديثه إلى أن الظروف الحالية في غزة “تجعل من المستحيل إدارة أي عمليات إنسانية جادة”.

معه حق لذا هنا يأتي دور الأمم الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي لفرض ذلك على الصهاينة بالقوة. هذا تم ف يدول عديدة منها العراق وافغانستان وجزئياً مع روسيا التي تم حصارها كلياً ولا زالت محاصرة حتى الآن بسبب حربها مع أوكرانيا. هذا تم لأن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفها الناتو تقتضي ذلك. أما في فلسطين المحتلة ومع كيان الصهاينة لن يتم لأن الفيتو الأمريكي جاهز كما جرت العادة ليمنع تحقيق وتطبيق ذلك.

المنسق الدولي تطرق أيضاً الى الوضع في الضفة الغربية المحتلة حيث السلطة الفلسطينية الهزيلة والتي لا سلطة لها على شيء تحت الاحتلال، قال وينسلاند إن الضفة الغربية تعاني أزمة وإن الضغوط هناك “تتزايد بسبب النشاط الاستيطاني وعنف المستوطنين”، وحذر من أن السلطات الفلسطينية في الضفة تعاني أزمة في المالية العامة وفي الوضع الاقتصادي ككل.

كما عبّر وينسلاند عن قلقه إزاء كثافة الاشتباكات مؤخراً في الضفة الغربية وبشكل خاص في إطار العمليات الأمنية التي تنفذها القوات “الإسرائيلية”، والتي قال إنها “أدت لمستوى هائل من القتلى وحالات التوقيف”.

وعبّر وينسلاند عن “قلقه” بسبب توسع المستوطنات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية والقدس والذي قال إنه “يهدد بقاء ومستقبل دولة فلسطينية مستقلة”.

كلام مقبول ومعقول رغم أنه ناقص كثيراً فقد لفت انتباهي أنه لم يذكر خلال كلامه ولا مرة واحدة أن الضفة الغربية تحت الاحتلال “الاسرائيلي.”.. ربما أنه مثل وزراء سلطة الحكم الذاتي المحدود الصلاحيات في الضفة، يعتبرها دولة مستقلة.

نضال حمد

٢٠-١٢-٢٠٢٣