الأرشيفثقافة وفن

٢٣ نيسان يوم الكتاب العالمي …

” دولة واحدة صادرت كتبي ومنعتها من الدخول ولم تعترف لغاية اليوم بجريمتها…”

طبعاً لم تعد الكتب تحظى بالاهتمام كما كانت أيام زمان، مش زمان كثير يعني لحد قبل ٢٠ سنة كنا لسه بنقرأ وبنشتري الكتب… وكنا نتسابق على قراءة واقتناء الكتب القديمة والجديدة وكل كتاب كان يترك فينا اثراً جميلاً.

كما كنا نتوجه إلى المكتبات العامة والنوادي الثقافية والجمعيات ومكاتب الفصائل الثورية والتنظيمات الفلسطينية وبالذات اليسارية، للمطالعة والاستفادة مما توفر لديها من منشورات ومطبوعات ومؤلفات. فهناك كانت تتوفر الكتب وبالذات الأدب العربي وخاصة الفلسطيني منه وكذلك السوفيتي.

أذكر في فترة من الزمن وُزِعت في المخيمات الفلسطينية في لبنان كتب كورية وصينية تتحدث عن كيم ايل سونغ والثورة الكورية. كما كنا إقتينا كتب ومؤلفات تحدثت عن ثورات العالم من الجزائرية والفيتنامية والصينية والكوبية وأخرى إفريقية وأمريكية لاتينية، وكذلك عن التجربة الناصرية وعن فكر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. طبعاً بالإضافة لما كان في المكتبات العامة والمساجد والمدارس من كتب الأدب والتراث والدين.

في أجواء اليسار والثورة والقومية العربية والأصدقاء والحلفاء في العالم كبرنا وتعلمنا، وعرفنا وأمنا بأن القراءة والتثقف جزء من الثورة ضد الاحتلال والرجعية والأعداء والتخلف والأمية والجهل. تعلمنا كذلك أن الكتاب الجيد مهم ومطلوب مثل الطبخة اللذيذة. كنا ننبسط كثيراً حين كان أحد الكتاب أو الأدباء يهدينا كتابه مع إهداء شخصي منه وبتوقيعه.

بعد كل سنوات النضال في المخيمات وفي الشتات العالمي وبعدما أصبحت من الذين يؤلفون كتباً وصار لدي ١١ كتابا مطبوعاً بلغات عديدة العربية والبولندية والايطالية، استطيع القول أن مجرد مشاهدة تلك الكتب وإعادة مطالعتها بالنسبة لي متعة. 5 من كتبي بالعربية ومثلها بالبولندية وهناك كتاب واحد باللغة الايطالية.

استطاعت كتبي الوصول الى أصدقاء وقراء كثيرين في دول عربية وأجنبية، حتى أن نسخاً قليلة منها وصلت الى وطني المحتل فلسطين. الدولة الوحيدة في العالم التي معنت دخول كتبي ووصولها الى القراء الذين طلبوها وأشتروها ودفعوا ثمنها، هي الولايات المتحدة الأمريكية، فإمبروطورية الشرّ والانحطاط، صادرت سنة ٢٠١٨ عشرة نسخ من كتبي، كنت ارسلتها في البريد من أوروبا… ولغاية اليوم ترفض الاعتراف بجريمتها مع أن الكتب وصلت الى مركز البريد في الولاية الأمريكية… يا ست أمريكا نحن سنواصل القراءة والكتابة والنشر والمسيرة على نهج التثوير والتنوير والتحرير.

نضال حمد 23 نيسان- إبريل 2023

#مقالات_نضال_حمد