وقفة عز

25 أيار فخر الملاحم اللبنانية العربية – نضال حمد

 

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من أيار سنة 2000 أكملت المقاومة المستمرة والمتتابعة والمتوارثة والمتتالية لكل الذين دافعوا عن عروبة لبنان عملية تحريره من رجس الاحتلال الصهيوني.

فاستطاعت هزيمته واخراجه من أرض الجنوب ذليلا مندحرا تحت وابل العمليات والهجمات، ورصاص وقذائف وصواريخ المظفرين، الذين قدموا أغلى وأعز ما يملكون لأجل التحرير والانتصار.

 

في نفس اليوم تم القضاء على جيش لحد العميل، الذي فر الى داخل فلسطين المحتلة مع قطعان الجنود الصهاينة المهزومين. هذا الجيش العميل، العابر للطوائف، الذي لازال يعمل عناصره في خدمة الاحتلال داخل وخارج فلسطين المحتلة. فيما هناك في لبنان فئة من اللبنانيين الطائفيين، الذين لازالت الأوهام الانعزالية تعشعش في عقولهم، هؤلاء يعتبرون عناصر جيش العملاء لاجئين في الكيان الصهيوني.

لم تتم عملية التحرير بالمفاوضات والحياة مفاوضات ولا بالاتفاقيات والتنازلات ولا بالاعتماد على أمريكا والغرب والرجعيين العرب واموالهم. ولا على الأحلام بتحويل جنوب لبنان الى نمر آسيوي عبر أموال العالم. بل تحول الجنوب الى منطقة تنعم بالازدهار والبنيان والتطور والأمان.

وتحول أيضا الى نمر عربي أشرس مما كان عليه قبل التحرير. إذ لم ولا يستطيع الاحتلال الاعتداء عليه. عندما جرب الصهاينة ذلك في تموز – يوليو سنة 2006 تحولت أرض الجنوب الى مقابر لجنوده ودباباته. ليضيف اهل الجنوب وكل لبنان انتصارا جديدا لرجال الكفاح والنضال في أرض الميدان.

 

لم تكن المواجهة في الجنوب اللبناني خالية من التحالفات بل كان التحالف المقاوم الممتد من مارون الراس وبنت جبيل وبعلبك وبيروت وصيدا والجبل والبقاع وطرابلس ومخيمات الفلسطينيين في لبنان الى سوريا وصولا الى غزة والضفة وكل فلسطين وليس انتهاء بطهران وكاراكس وهافانا. ولم يرضخ هذا الحلف الثوري لكل الضغوطات الخارجية بل واصل مسيرة التحرير المظفرة ووضع معادلة صعبة للاحتلال، تحكمها موازين القوى ويتحكم بها في الجنوب ميزان الردع والرعب الذي فرضه انتصاري أيار 2000 وتموز 2006.

 

انتصار 25 أيار جاء تكملة لمعارك الشرف والعزة التي خاضتها الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وجبهة المقاومة الوطنية فالإسلامية المظفرة، التي وقع على كاهلها الكم الأكبر والاساسي من ضريبة الدماء والجرحى والشهداء اثناء عملية التحرير التي استمرت على مدار سنوات طويلة.

لقد كان لسوريا ولايران الدور الأهم في دعم المناضلين بكل الطرق والسبل والوسائل. فيما يبقى الدور الأكثر أهمية على الاطلاق في تحمل شعب لبنان ضريبة المقاومة و التحرير على مدار سنوات طويلة.  هنا بالذات يجب الإشارة بوضوح الى سكان الجنوب اللبناني الذين قدموا كل شيء لأجل المقاومة، هؤلاء الذين يتنفسون حرية وفداء وعطاء، والذين حصدوا ما زرعوا، إذ أن دماء أولادهم لم تذهب هدراً.  

من الجنوب وجبل عامل الى الجليل وجبل الجرمق ومن جبال الجنوب الى جبال نابلس والضفة والى غزة التي تقاتل نيابة عن أمة كاملة منذ سنوات. من هنا وهناك ها هي البشائر وها هي المقاومة تواصل عملية المواجهة، وربما انها بداية عملية انهيار المشروع الصهيوني وبداية التحرير والعودة.

أقول كلامي هذا بالرغم من كل ما جرى ويجري في بلادنا من مآسي ومؤامرات وتطبيع مع الاحتلال واصطفاف مع الصهاينة والأمريكان وأعداء الأمة.

أستطيع القول أننا لفلسطين وللتحرير اصبحنا اقرب.

 

 

 

 

نضال حمد في 25-05-2020