وقفة عز

سيزول بدرهم ويسطع بدركم

نضال حمد

تستمر عصابة فيلق بدر الطائفية العراقية في تهديد حياة وأمن وسلامة اللاجئين الفلسطينيين في العراق بحجة أنهم وهابيين يعني من جماعة الزرقاوي وبن لادن والظواهري وحتى الجماعات الجهادية في الشيشان بقيادة شامل باسييف، كما ومن جماعات غيرهم من الذين يقاتلون الأمريكان والروس وغير ذلك.

هذا يعني أن جماعة فيلق بدر التابع للحكيم الذي تنقصه الحكمة يكفرون اللاجئين الفلسطينيين في العراق لأنهم وهابيين ولأن الوهابيين يكفرون بدورهم الشيعة، كما أنهم يفهمون الإسلام كما يفهمونه على طريقتهم ويفسرونه كما فسروه ويفسرونه بطريقتهم.

ولأن الفلسطيني في العراق لا ظهر له فأن السكاكين الحاقدة والخناجر الطائفية السامة التي تطعن به صارت كثيرة، وأخذت في التزايد يوما بعد يوم منذ سقوط العراق في قبضة الاحتلال الأمريكي وتنصيب حكومة تابعة له.

ولأن تلك السكاكين تعود لبعض المحسوبين – أسف للتعبير الطائفي – على ( الشيعة ) مثل عصابة فيلق بدر الإجرامية التي تسيء للطائفة الشيعية كثيرا نتيجة عمالتها للأجانب والغرباء وأرتهانها للإحتلال الأجنبي، وتقاربها مع الصهيونية العالمية عبر دخولها في اللعبة الأمريكية، التي تريد في النهاية تقسيم العراق بين العصابات الغازية والأخرى الحاكمة بحماية الغزاة.

إن عصابة فيلق بدر تسيء للروح الجهادية والقومية العربية لدى (الشيعة) الذين عرفهم إمام الجهاد والاستشهاد، نصير كل مظلوم ومحروم الإمام الحسين، الذي قاتل وأستشهد مؤمنا بالحق. أما هؤلاء فليس لديهم ما يبررون به عدوانهم على الفلسطينيين، ولن يعينهم في تمرير عداءهم وحقدهم وأتهامهم للفلسطينيين في العراق بالعمالة لنظام البعث السابق. فهذا كلام هراء لا يصدقه إلا الجهلة والأغبياء والحاقدين.

هذا الفيلق الطائفي الحاقد الذي يرفع راية الأمام الحسين لا يمت بصلة لخصال سيد الشهداء، لأنه بالمقام الأول فيلق طائفي وكان طوال عمره مرتبطا بالخارج ولازال حتى يومنا هذا مرتبطا بأعداء العروبة والإسلام، أي بالذين يحتلون العراق وينهبون ثرواته ويدنسون مقدساته. فالحسين سيد الشهداء والمقاومين أستشهد دفاعاً عن قيّم الاسلام ونصرة للمظلومين، وقاتل وقام المرتدين والفاسدين والظالمين.

حلفاء هؤلاء هم الذين دمروا مؤخراً القصر الإسلامي العباسي العريق في الضلوعية الذي عمره أكثر من ألف سنة. والذين كانوا قصفوا ودمروا في معركة سامراء التي وقعت بداية العام الحالي منارة الملوية الأثرية التي بناها الخليفة المعتصم بالله… والذين دمروا أيضا القصر العباسي الأول الذي بناه الخليفة أبو العباس السفاح في شمال الفلوجة عند منطقة الصقلاوية. والذين إستباحوا ونهبوا وسرقوا الآثار العريقة بعد احتلالهم لبلاد الرافدين.

 

  أما جماعة فيلق بدر فليسوا أحسن حالا من الذين تركوا الإمام الشهيد يقاتل وحده مع فئة قليلة من الأوفياء فقد إرتدوا عن طاعته وهربوا بدلا من أن يجاهدوا. هؤلاء لا شهامة عندهم ولا رجولة ولا إستقامة ولا أمانة أو إلتزام، فالمصلحة الفئوية والشخصية والمذهبية والطائفية فوق الإعتبارات الوطنية والقومية والدينية. لذا ليس لديهم أي استعداد لخوض كربلاء مشرفة مع الذين يحتلون بلدهم ويدنسون مقدساتهم ويعتدون على منازلهم. أكثر ما يمكنهم فعله التمرجل  والعنترة على أطفال ونساء وعجزة الأحياء الفلسطينية في بغداد. لأنهم في فيلق بدر نسخة جديدة عن الذين تركوا الإمام الحسين يقاتل وحده ويستشهد دونما عون ودونما إسناد.

عصابة فيلق بدر ليست من الأخوة الشيعة الذين عرفناهم في جنوب لبنان جنوب المقاومة والعزة والكرامة والعداء للصهيونية، بل انها عصابة مرتزقة مثلها مثل عصابة جيش لحد في جنوب لبنان. عصابة عميلة تعمل في إمرة جيش الاحتلال وتقاتل لأجل مكاسب ذاتية ومراكز فعل وقرار في حكومة كافة مفاتيحها بيد جنرال أمريكي.

أطفال العراق من العراقيين واللاجئين الفلسطينيين في بغداد يقولون لفيلق بدر : سيطلع البدر على العراق وحينها سيزول بدركم وتزولون معه. لأنكم غدرتم بالوطن وبالأمة وبالدين. وإن الذين غدروا بكل ذلك يمكنهم وبمستطاعهم الغدر بالفلسطينيين وبالعراق وبالقومية العربية، وبالروح الإسلامية، وبالانتماء للجغرافيا والتاريخ والتراث. ويمكنهم الاعتداء على النساء والعجزة والأطفال واللاجئين الفلسطينيين في حارات الفقر في بغداد الرشيد المستباحة. ويمكنهم التطاول على الأبرياء والمدنيين العُزَل، الذين لا حول لهم ولا قوة. لكنهم بالتأكيد لن يتمكنوا في يوم من الأيام من كسر إرادة طفلة عراقية في أزقة بغداد أو طفل فلسطيني في حارات عاصمة الرشيد والمنصور، لأن هؤلاء الأطفال يعلمون أن النصر دائما حليف الشعوب وأن الهزيمة للاحتلال وللغرباء، وأن العار والمذلة والخزي لعملاء الاحتلال.

 

28-11-2005

نضال حمد – أوسلو