الأرشيفوقفة عز

 في قلب الصراع بأوكرانيا – نضال حمد

هل كنا بحاجة لأدلة روسية على وجود الصهاينة في قلب المعركة الأوكرانية؟

بالنسبة لي لم أكن بحاجة لذلك لأنني قرأت عن ذلك منذ سنوات، حيث كان الضباط “الاسرائيليون” يشرفون على تدريب وإعداد مجموعة آزوف التي تتبنى الافكار النازية الفاشية.

اليوم الأربعاء الموافق الرابع من أيار 2022، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن مرتزقة “إسرائيليين” يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب كتيبة آزوف، التي تصفها موسكو بـ”النازية”.  

في الرابع والعشرين من آذار 2015 نشر راديو سفابودا الاوكراني تقريراً عن الأزمة الأوكرانية وقال أن الأوضاع متجهة نحو المزيد من التعقيد. تحدث الراديو الاوكراني عن مباشرة خبراء عسكريين من “إسرائيل” وجورجيا تدريب نحو 400 متطوع أوكرانيّ قرب العاصمة كييف من أجل إعدادهم للقتال في شرق البلاد. في الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا إرسالها مدربين عسكريين وكذلك فعلت واشنطن ما زاد الأزمة تعقيداً وخصوصاً مع ترنح إتفاق مينسك. في ذلك الوقت من سنة 2015 انتشرت معسكرات التدريب خارج العاصمة كييف وأرسلت كل من بريطانيا والولايات المتحدة خبراء. ثم سجل الدخول “الإسرائيلي” على خط الأزمة الأوكرانية والذي عقد المشهد في شرق البلاد وسط ترجيحات المراقبين والمختصين بعودة المواجهات خصوصاً في ماريبول على بحر ازوف. ترافق التصعيد والتحشيد مع تكرار الكونغرس الأمريكي طلبه ضرورة تسليح أوكرانيا.

كنت قبل أيام شاهدت فيديوهات عديدة نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة عيد الفصح، ظهر فيها مرتزقة صهاينة “اسرائيليين” وهم يتحدثون عن قتالهم في اوكرانيا ضد الروس. وكانوا يتكلمون باللغة العبرية ويرفعون العلمين الأوكراني و”الاسرائيلي”.

قال الروس أيضاً أنهم سيقولون أشياء لا يرغب السياسيون “الإسرائيليون” في سماعها على الأرجح، لكنها ربما تفيدهم: “في أوكرانيا يقف المرتزقة “الإسرائيليون” جنبا إلى جنب مع مقاتلي آزوف”.  هذا وأدعت وسائل أعلام مختلفة أن لدى القوات الروسية أسرى ومعتقلين “اسرائيليين” كانوا يقاتلون كمرتزقة مع وحدات أزوف في مدينة ماريوبول.

برزت كتيبة آزوف الأوكرانية التي تحمل أفكاراً نازية وفاشية، في العام 2014، وهي مؤلفة من ناشطين أوكران من اليمين المتطرف والمتشدد جداً. عملت بقوة في أوكرانيا خلال السنوات الأخيرة. يتهمها الروس بارتكاب جرائم حرب وضد الانسانية وجرائم تصفية عرقية ضد المواطنين من أصول روسية في أوكرانيا.

كانت منظمة آزوف موضوعة على قائمة المنظمات المعادية للسامية والنازية في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى قائمة مركز ويزنتال اليهودي الصهيوني، الذي يعتبر محكمة تفتيش عالمية لها نفوذ كبير جداً.

كانت آزوف كذلك قبل دمجها في القوات النظامية الاوكرانية، وقبل أن تشطب من القائمة بناء على قرار أمريكي. مع وصول الرئيس الاوكراني زيلينسكي للحكم حظيت بدعم النظام الحاكم في اوكرانيا بالرغم من أن جميع أعضاءها من المعادين للسامية ومن الفاشيين والنازيين الاوكرانيين وبالرغم من أن الرئيس نفسه من التابعية اليهودية في أوكرانيا والت يتمثل نسبة قليلة جداً من تعداد سكان البلد.. كما يقال أن زيلينسكي يحمل الجنسية “الاسرائيلية” أيضاً.  وهو لم يخف ولاءه ودعمه ل”اسرائيل” في تصريحات ومقابلات عديدة منشورة ومصورة كذلك.

كنت قبل سنوات قرأت تقريراً نشر باللغة الانجليزية عن هذه المجموعة جاء فيه أن ضباطاً “اسرائليين” أشرفوا على إعدادها وتدريبها وتجهيزها. أذكر أن الأخ علي أبو نعمة مدير موقع الانتفاضة الالكترونية كتب ونشر عن ذلك. لذا يجب على الروس الذين لا بد انهم يملكون معلومات كثيرة وهامة عن هذا الأمر أن يكشفوا ذلك أمام الرأي العام العالمي، وأن يتحدثوا عن الدور “الاسرائيلي” الأساسي في الحرب الدائرة في أوكرانيا. فالروس يعرفون أنهم يواجهون أيضا “اسرائيل” وجماعاتها في اوكرانيا. حيث أن الصهاينة يطمحون للسيطرة التامة على اوكرانيا عبر نفوذهم الكبير هناك ومن خلال قوتهم الضاربة الآزوف والقادة الاوكرانيين الذين يحملون الجنسية “الاسرائيلية”.

لا أدري هل ستمضي روسيا في معركة مفتوحة مع “اسرائيل” التي كانت حتى قبل أيام تربطها بها علاقات مميزة وممتازة؟.

هل لزيارة وفد قيادي من حركة حماس الى روسيا للقاء القيادة الروسية في موسكو علاقة بما يجري الآن من حرب اعلامية بين الروس والصهاينة؟…

فليس سهلاً أن تستقبل أي دولة في العالم قيادات من حماس، لأن ذلك من المحرمات الأمريكية الغربية، فحتى غالبية الدول العربية والاسلامية أجبن من أن تفعل ذلك، خوفاً من الولايات المتحدة الأمريكية واللوبيات اليهودية الصهيونية التي تتحكم بدول العالم.

ماذا عن موقف ملايين المستوطنين الصهاينة من يهود روسيا والاتحاد السوفيتي سابقاً، وما هو مدى تأثيرهم على القرارات السياسية “الاسرائيلية” فيما يخص روسيا وأوكرانيا؟؟

هل ستقدم روسيا مساعدات عسكرية وأنظمة صاروخية متطورة لسوريا بغية الدفاع عن نفسها وصد الاعتداءات الصهيونية والانتقال الى مرحلة الهجوم وليس الدفاع فقط؟؟ كل هذا للضغط على ” اسرائيل” في جبهاتها العربية حيث تتمركز قوات محور المقاومة على الأراضي السورية وفي لبنان وفي غزة المحاصرة بفلسطين المحتلة.

لننتظر ونرى…

نضال حمد في الرابع من أيار 2022 \