الأرشيفوقفة عز

حكايتي مع بلاد المغرب العربي

إلى أبي رفيق وفتحي والهمامي وصقر الكادح ووليد الغول وحسن الحاج وسي محمد ومراد وغيرهم في المغرب العربي الكبير…

رأيت مساء اليوم على بروفيل الرفيق المغربي حسن الحاج علمان واحد لفلسطين والآخر للجزائر، صنعهما عمال مزرعة ورود في مدينة البليدة الجزائرية، التي لي قصة شخصية معها سوف أذكرها فيما بعد.  في المزرعة المذكورة صنع العمال علمين واحد للجزائر والآخر لفلسطين من زهور المشتل.. وقام رفيقنا حسن الحاج بنشرها في بروفيله بالفيسبوك وذكر أن مدينة البليدة الجزائرية تشتهر بالورود والأزهار.

في بداية شبابي عقدت العزم يوماً ما ونحن محاصرون في بيروت سنة ١٩٨٢ إذا بقيت حياً وخرجت بلا جراح أن أزور دول المغرب العربي أي الجزائر التي سحرتنا ثورتها وتضحيات شعبها ومواقفها القومية المشرفة خاصة مع فلسطين ظالمة أم مظلومة… كما تمنيت زيارة المغرب وتونس وليبيا حيث تعرفت في ثورتنا على مناضلين وشهداء وجرحى وأحياء شرفاء قاتلوا معنا في صفوف الثورة. لازلت احتفظ بعلاقات صداقة مع بعضهم. فيما البعض الآخر لا أعرف ماذا حل بهم بعد سنة ١٩٨٢.  كما أحببت وتمنيت يوماً ما أن أزور بلد الشعراء موريتانيا. لكن ذلك لم يحصل لأن الأعمال ليست بالتمنيات. ولأن الفلسطيني كي يزور بلد عربي بالذات عليه أن يحمل جنسية بلد أوروبي أو غربي أو أن يحصل على فيزا وتصريح والخ…

زرت ليبيا وتونس والتقيت فيهما بأصدقائي القدامى والجدد أي أصدقاء ورفاق ما قبل ال ١٩٨٢ ورفاق وزملاء  وأصدقاء ما بعد ال ١٩٨٢. أحببت ليبيا وتونس أكثر وكذلك ، شعبيهما حيث تمت معاملتي بشكل  لطيف وعروبي من قبل الناس هناك.. أولائك الذين يعشقون فلسطين عشقاً حقيقياً.

صيف سنة ١٩٨٧ كنت في زيارة لصديقي الراحل الدكتور علي بدر في مدينة كاتوفيتسه البولندية حيث بقيت في ضيافته ثلاثة أيام متتالية. كانت مساكن الطلبة خالية من الطلبة بسبب العطلة الصيفية. لم يكن هناك سوى طلبة أجانب جاءوا كتبادل جامعي وكانت من ضمنهم مجموعة من الطلبة والطالبات الجزائريين والجزائريات. تعرفت عليهم-ن وقضينا ثلاثة أيام جميلة مليئة بالحماس العروبي والتحرري والوطني والقومي. في اليوم الثالث صباحاً نهضت من نومي على صوت المجموعة الجزائرية وهي تنشد أغنية لمارسيل خليفة على باب غرفتي.. جاءوا وجئن لوداعي. لكنني قلت لهم أنني سوف استقل الباص وأسافر معهم الى مدينة فروتسلاف. أذكر من بين المجموعة كانت هناك طالبة متحمسة جداً للثورة وللنضال وهي من مدينة البليدة، حيث مشتل الأزهار والورود. استمرت المراسلات بيننا بعد عودتها الى الجزائر لكنها توقفت وانقطعت فيما بعد.

 تحية للجزائر وشعبها من فلسطيني يتمنى يوماً ما زيارة الجزائر، التي كان ينوي الابحار اليها من بيروت المحاصرة سنة 1982، لكنه غير رأيه في آخر لحظة وبقي في بيروت، ليواجه منتصف أيلول – سبتمبر 1982 غزو العدو للعاصمة ويدافع عن مخمي صبرا وشاتيلا اثناء المجزرة ويفقد ساقه هناك بعد اصابته الخطيرة في معركة مع دبابات شارون وبيغن الغازية.

نضال حمد

٤-٢-٢٠٢٣