الأرشيفثقافة وفن

مهرجان الفيلم “أوف كاميرا 2023 Off Camera” :

تتواصل في مدينة كراكوف البولندية أعمال مهرجان الفيلم العالمي بدورته الحالية، وبمشاركة أفلام من دول وبلدان عديدة، منها بعض الأفلام العربية والفلسطينية والنرويجية وكذلك (الاسرائيلية)…

شاهدت اليوم فيلماً صهيونياً يتحدث عن رحلة للشبيبة الاحتلالية (يعني شبيبة جيش الاحتلال التي تمارس تعذيب وقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة)، تسافر برفقة كهل بولندي يهودي (اسرائيلي) كان طفلاً أيام الاحتلال النازي الألماني لبولندا ومعسكر أوشفيتس.

يتحدث العجوز عن تلك السنوات وعن معسكر “أوشفيتس” الذي غادره حياً وهاجر للإستيطان في فلسطين وساهم في إحتلالها وطرد وقتل شعبها، كما كل يهودي أوروبي وغربي وغير غربي ساهم في النكبة واحتلال فلسطين ولازال محتلاً مستقراً لغاية الآن في مدننا وقرانا وبيوتنا.. الاحتلال لص ومجرم سرق واحتل أرضنا ويتاجر بضحايا الإرهاب النازي من يهود أوروبا بالذات.

الفيلم بنفس الوقت دعاية ل(إسرائيل) … وكأن الذين قتلوا من اليهود الأوروبيين في ذلك الوقت كانوا “اسرائيليين”. تمنيت أن يكون المخرج موجوداً لتقديم الحقيقة للجماهير عن الشبه الكبير بين الاحتلالين النازي والصهيوني.

لا اعرف بعد كيف هي الأفلام العربية المشاركة ولكنني سوف أشاهد بعضها في الأيام القادمة. مع العلم أن تجربتي مع الأفلام العربية والفلسطينية في السنوات الأخيرة غير مشجعة كثيراً، خاصة أن القائمين عليها يراعون دائما الدول المانحة والجهات التي تقدم لهم التمويل والدعم المالي. هنا تحضرني حقيقة أن أكبر ممولين عربيين هما قطر والامارات وكلاهما من الدول المطبعة مع العدو والاحتلال، وعلاقتهما ممتازة معه، وذلك على حساب شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية…

عندما تقدم مثل هذه الدول والأخرى الأوروبية والغربية دعماً مثل هذا الدعم فهي تحاصركم، لذا لن تستطيعوا تقديم القضية بشكلها الصحيح، لأنكم ستحسبون ألف حساب للمانحين وللممولين وللدعوات للمهرجانات العالمية المنوعة وهي كثيرة جداً. للأسف لا توجد جهات وطنية تمول الأفلام الفلسطينية وهذا مؤلم للمخرجين وللمخرجات الفلسطينيين والفلسطينيات.

نضال حمد Nidal Hamad
٢/٥/٢٠٢٣