أخبار الجالية في النرويج

الجالية الفلسطينية في النرويج تتصدى : (إسرائيل) تعرض في اوسلو حافلة مفجرة لتلميع صورتها

الجالية الفلسطينية في النرويج تتصدى : (إسرائيل) تعرض حافلة مفجرة بالنرويج لتلميع صورتها

 

سمير شطارة – أوسلو

في محاولة لتحسين صورتها في النرويج وباقي الدول الإسكندنافية، قامت (إسرائيل) بالتعاون مع “جمعية أصدقاء إسرائيل” في النرويج بإحضار حافلة -كان قد فجرها أحد الفدائيين الفلسطينيين في 18/6/2002- لعرضها في إطار الدعاية بأن عملياتها إنما هي دفاع عن النفس.

وحاول القائمون على الأمر استمالة مشاعر النرويجيين بإلصاق بعض صور قتلى (الإسرائيليين) من الأطفال على الحافلة المحطمة للدلالة على قتل الأبرياء والأطفال.

وأكدت رئيسة جمعية أصدقاء (إسرائيل) إستر كريستوفر في حديث مع الجزيرة نت أن صورة (إسرائيل) في عموم أوروبا وبالأخص في الدول الإسكندنافية اهتزت “لاسيما بعد قيام الجيش (الإسرائيلي) بإعلان الحرب على الإرهاب الفلسطيني” على حد قولها.

وقد علمت الجزيرة نت من مصادر نرويجية مطلعة رفضت الكشف عن نفسها أن فكرة إحضار الحافلة نسجت خيوطها في تل أبيب، وأن الحكومة (الإسرائيلية) تكفلت بجميع التكاليف، مستخدمة منظمتين غير حكوميتين كغطاء لهذه العملية إحداهما في (إسرائيل) وهي منظمة زاكا والأخرى نرويجية وهي جمعية أصدقاء (إسرائيل).

كما علمت الجزيرة نت أنه كان من المفترض عرض الحافلة في التاسع عشر من الشهر الجاري، إلا أن القائمين على الأمر أخروا عرضها حتى يستأنف الصحفيون النرويجيون عملهم بعد الإضراب الذي أعلنوه واستمر أسبوعا لينال حظه من التغطية الإعلامية.

حملة مضادة

وقد استقبل النرويجيون عرض الحافلة بفتور شديد، وزاد الحرج عندما نجحت الجالية الفلسطينية في استغلال الفرصة إذ قامت بدعاية مضادة في مكان عرض الحافلة عبر توزيع المنشورات والصور التي توضح جرائم الجيش (الإسرائيلي).

الفلسطينيون يكشفون صورة الإرهاب الإسرائيلي (الجزيرة نت)

وجذب مسؤول الجالية الفلسطينية نضال حمد -الذي فقد إحدى قدميه في مجازر صبرا وشاتيلا عام 82- الأنظار ووسائل الإعلام عندما كشف عن ساقه التي بترت ليقول لوسائل الإعلام إنه أحد الذين بقوا على قيد الحياة “ليبقى شاهداً على إرهاب دولة منظم”.

وعبرت الناشطة في حقوق الإنسان سيسل ستولهنا عن خيبة أملها من سماح الحكومة النرويجية بعرض الحافلة، واعتبرت عرضها تشويها للحقائق وقلبا للصورة.

من جانبه شن الكاتب الصحفي النرويجي آرنا نوردبي حرباً على القائمين على عرض الحافلة وعلى (إسرائيل). وقال نوردبي -الذي تأثر بموقف نضال حمد عندما عرض قدمه- إن الفلسطينيين لو تمكنوا من إحضار خسائرهم وعرضها لاحتاجوا إلى قاطرات تمتد من القدس إلى أوسلو.

وأضاف نوردبي للجزيرة نت “إنني ضد الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ولكنني في الوقت ذاته أمقت دموع المجرم الذي يبكي على خسائره التي صنعها بيديه وكان سببا فيها”.

ومن جانبه اعتبر رئيس وزراء النرويج الأسبق كوره ولوك أن عرض الحافلة معركة خاسرة، قائلا للجزيرة نت إن على (إسرائيل) إذا أرادت كسب التأييد أن تراجع حساباتها في المجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.

ويعزو المراقبون اهتمام إسرائيل بصورتها في الدول الإسكندنافية المعروفة بموقفها المتوازن من الصراع العربي (الإسرائيلي) إلى تنامي مشاعر الغضب والكره في تلك الدول لإسرائيل بسبب ممارساتها.

وقد بلغت الأمور مبلغها عندما لوحظ ارتفاع نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين، وظهر ذلك جلياً في الأول من الشهر الجاري الذي تزامن مع يوم العمل، حيث رفع أكثر من 80% من الأحزاب والمنظمات في مسيرة شارك فيها نحو ربع مليون نرويجي شعارات مناهضة للسياسات (الإسرائيلية).

_____________________

مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً