الأرشيفوقفة عز

أيها الغربيون أنتم وأطفالكم وعائلاتكم …

يا ناس كفى تفرج على الإبادة، أليس لكم رب تصلون له؟

بينما العالم الغربي وبالذات في أوروبا يستعد للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، أهل غزة يموتون جوعا وعطشاً وبقصف بالقنابل وتحت أنقاض منازلهم …

يؤلمني قلبي وتؤلمني معدتي وكذلك رأسي يصدعني، عندما أفكر بجوع أهلي وأمتي في غزة، القطاع المليء بالسكان، الذي يتعرض لابادة جماعية متلفزة ومصورة ونحن في القرن الواحد والعشرين. أبطال الإبادة الغزية معروفين بايدن نتنياهو وسوناك وبقية مافيا الارهاب العالمية من الاستعماريين العنصريين الاسلاموفوباويين المتصهينين.

أتفكرون أيها الناس بالأعياد وبشراء الهدايا والمأكولات والخ وفي مكان آخر من العالم تجري ابادة لأمة كاملة… يتم قتلهم وابادتهم في أقدس أماكن أعيادكم، في وطن السيد المسيح وأمه مريم، في فلسطين المحتلة.

أتعرفون بأن هناك عشرات آلاف المدنيين ومنهم آلاف الأطفال يقطعون أرباً ويذبحون ويقتلون ويحرقون، بقنابل وصواريخ حلف الغرب الارهابي العدواني بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وأـلمانيا وبتنفيذ رئيسي من قاعدتهم العدوانية (اسرائيل)…

أيها الذين تنتظرون عيد الميلاد والسنة الجديدة من أجل ملء بطونكم بما لذ وطاب من الطعام والشراب إن الناجين من القصف في غزة يواجهون خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض وشح المياه والطعام والعلاج والدواء والوقود والكهرباء وتلوث الهواء، نتيجة الحصار والغزو والعدوان والقصف المتواصل، وتدمير المدن والبلدات والمخيمات على سكانها من المدنيين الفلسطينيين.

أيها الغربيون أنتم وأطفالكم وعائلاتكم

لقد دقت جمعيات الإغاثة الخيرية في غزة ناقوس الخطر بشأن الوضع المروع في القطاع، فبعد أكثر من شهرين على بدء العدوان الصهيوني الاجرامي، أصبح سكان القطاع مهددون فعلاً بالمجاعة وتفشي الأمراض المعدية والأوبئة. بلاش تصدقوني أنا الفلسطيني الذي سبق له في طفولته أن عاش ظرفاً مشابهة قليلاً اثناء حصار بيروت ومجزرة مخمي شبرا وشاتيلا صيف سنة ١٩٨٢. لكن صدقوا المنظمات الدولية مثل “منظمة رعاية الأطفال” (“سيف ذا تشيلدرن”) التي وصفت ما يدري في غزة بـ “الفظائع” التي تتكشف كل يوم.

كذلك أعيدكم الى ما قالته السيدة بشرى الخالدي من منظمة “أوكسفام”، ومقرها المملكة المتحدة، إن “الوضع في غزة ليس مجرد كارثة، إنه مروع (…) مع عواقب محتملة لا رجعة فيها على الشعب الفلسطيني”. وأضافت “المناطق الآمنة الإسرائيلية داخل غزة هي سراب”.

فيما بدورها قامت ألكسندرا ساييه من “سيف ذا تشيلدرن” بالتحذير من أن “أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض”. وتحدثت السيدة ساييه عن تقارير لفرق المؤسسة تحدثت عن انتشار لديدان يتم انتشالها من الجروح وأطفال يخضعون لعمليات بتر أطراف دون تخدير”، أو يصطفون بالمئات لاستخدام “مرحاض واحد” أو يجوبون الشوارع بحثا عن الطعام.

أرجوكم وأدعوكم وامل منكم أن ترفعوا أصواتكم نصرة للأطفال في غزة ومن أجل انقاذهم من براثن الوحش الصهيوني الفاشي اللاانساني ومن الحقد والعداء والكراهية الأمريكية الرسمية للفلسطينيين… قولوا هذا للأبوات والمكارنة والكاردينيلات والقساوسة في الكنائس، وأماكن العبادة التي تصلون فيها…

والله لن تقبل صلواتكم وأنتم تنظرون لجوع وعطش وموت الطفولة والانسانية في غزة ولا تلفعلون شيئاً.

الله لن يقبل صلواتكم ولن يسامحكم على لا مبالاتكم وتجاهلكم لمأساة الفلسطينيين… لأنكم تعيدون صلب المسيح من جديد، تقومون بتعطيشه وبتجويعه هو وأطفاله وشعبه.

نضال حمد

١٠-١٢-٢٠٢٣