الأرشيفثقافة وفن

إيجاز عن كتاب صور فلسطين الذي أصدرته مؤسسة كرامة في الولايات المتحدة الأمريكية

تقرير نضال حمد وموقع الصفصاف – وقفة عز

هذا الكتاب كنت أحلم شخصياً بإصداره باللغتين النرويجية والبولندية لكن رداءة نوعية الصور التي كانت بحوزتي وتكاليف الطباعة والنشر وضعت حداً للحلم، فأكتفيت بإقامة معارض عديدة في بعض المدن البولندية ومن خلالها عرضت الصور على الجمهور البولندي، الذي بعضه تعجب من الازدهار والتقدم الذي كانت عليه فلسطين في ذلك الوقت من الزمن. والبعض الآخر تعجب من وقاحة وخسة الكذبة اليهودية الصهيونية عن أن فلسطين كانت وطناً بلا شعب وصارت وطناً لشعب كان بلا أرض، أي لليهود. وتعجبوا أيضاً من الكذبة الأخرى أن فلسطين كانت أرضاً قاحلة وصحراء وقد حولها الصهاينة الى جنة خضراء. فالصور تثبت أن فلسطين كانت جنة دمرها اليهود الغزاة ودمروا حياة سكانها واحتلوها وسرقوا وطناً جاهزاً بكل ما كان يحتوي كوطن للشعب العربي الفلسطيني.

بهذا الإصدار الأنيق والجميل والمتعوب عليه يكون صديقي يوسف أبو ديه وزملاءه وزميلاته في مؤسسة كرامة الفلسطينية الأمريكية حققوا ما كنت أحلم أنا أيضاً بتحقيقه. وأشكرهم على تزويدي بالكتاب. الذي قمت يالاطلاع عليه وتقليبه صفحة صفحة وصورة صورة. فهدف كرامة كان ايصال الرسالة الى العالم أجمع والى الجمهور الأمريكي بالذات وها هي قد بدأت تصل وتشق طريقها نحو الجميع.

الهدف من الكتاب

إن الهدف الأساسي من كتاب صور فلسطين هو إظهار الحقيقة دحضاً للرواية الصهيونية القائلة ان اليهود الأوروبيين وغيرهم أتوا الى بلادٍ فارغةٍ من السكان، قاحلة كانت صحراء وحولوها الى جنة. أما الصور المستعملة في هذا الكتاب فقد أخذت من مجموعه قوامها أكثر من ٢٣٠٠٠ صوره أخذتها مجموعة المستعمرة الامريكية، واستمرت بأخذها عائلة امريكية مسيحية تدعى عائله ماتسون وأهدتها في نهاية المطاف  لمكتبة الكونغرس الأمريكية. تلك المجموعة من الصور وصلت الى فلسطين في فترة نهايات الامبراطورية العثمانية وبدايات الانتداب الانجليزي وعاشت هناك حتى منتصف القرن الماضي.

يقول القائمون على طباعة الكتاب أنهم لا يعرفون من الذي كتب تعريف الصور في مكتبة الكونغرس الأمريكي، إلا أن غالبيتها كانت تعريفات عنصرية ومن منظار صهيوني وتجافي الحقيقة.

اختارت مجموعة كرامة حوالي ٣٠٠ صورة. في هذا الموضوع قال لي الصديق والناشط الفلسطيني الأمريكي الكبير يوسف أبو ديه وهو أحد القائمين على الكتاب وعلى مؤسسة كرامة:

“عملنا لفترة امتدت لأكثر من ٣ سنوات ومئات من الساعات على إعادة تأهيل وترميم الصور التي اخترناها لتصبح صالحه للطباعة. ثم أعدنا كتابة تعريفها حسب ما يعرفه عن يقين أبناء وسكان الوطن الأصليين وحسب ما يعرفونه من التاريخ والجغرافيا وعن المجتمع العربي الفلسطيني”.   

ولكي يكون هناك ما يرافق الصور من سحر فلسطين فقد أرفقوا كلمات من قصائد فلسطينية للشاعرين الراحلين راشد حسين ومحمود درويش. لما في قصائدهما من ارتباط بالأرض.

قسم الكتاب الضخم والصور التي يضمها الى أقسام عديدة:

  • الطبيعة الجغرافية الجميلة والتضاريس والهندسة المعمارية.
  • حياة المدن والتجارة
  • حياة الريف
  • الثقافة والتعليم
  • الطبابة
  • الاستعمار ومقاومته
  • خدمه الاذاعة الفلسطينية
  • صور عامة

الصور التقطت عندما كان الشعب الفلسطيني يعاني من الامبراطورية العثمانية ومن البريطانيين ومن تدخل “عصبة الأمم”. فهذه “العصبة” التي أصبحت فيما بعد ” هيئة الأمم المتحدة” هي التي أسست عملياً “اسرائيل” في فلسطين المحتلة.

أهدت كرامة العمل الكبير الى الشعب العربي الفلسطيني المقاوم الذي واجه ويواجه كل هذا الاجرام من تدمير المئات من مدنه وقراه وبلداته سنة 1948، وتهجير ما يزيد عن ٧٨٠ ألف أمرأة ورجل وطفل عزل من أراضيهم، لكي يقام عليها الكيان الصهيوني الفاشي..

أما مؤسسة كرامة فهي وكما علمت من صديقي ورفيقي يوسف أبو دية، هي المحصلة النهائية لمؤسسات أنشأها هو وعدد من الناشطين الفلسطينين والعرب والامريكان عام ١٩٨٧. في البداية عملت كلجنة لدعم الفلسطينيين الثمانية الذين اعتقلتهم وحبستهم السلطات الامريكية بتهمة الانتماء لمنظمة ارهابية. ثم تطورت المجموعة لتصبح “مركز الشرق الأوسط للمعلومات والثقافة” وانتهت بإختيار اسم “كرامة”… وهو إسم يليق بها وبالقائمين والقائمات عليها، للكم الهائل من الانتماء والالتزام الوطني والكرامة لديهم ولديهن.

فمنذ البدايات الأولى أخذت هذه المجموعة من الشابات والشباب على عاتقها الدفاع عن فلسطين والفلسطينين والعرب في الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك للعمل على تصحيح المعلومات عن الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني وعن العالم العربي ومكافحة الهجمه الفاشيه ضد الاسلام. كانت القائدة والرائدة في الوقوف ضد الحروب في منطقتنا واستطاعت أن تُخرج عشرات الآلاف من المحتجين على سياسات الحكومة الأمريكية إلى الشوارع لأول مرة منذ حرب فيتنام.

هذا وتقوم مؤسسة “كرامة” بإقامة المحاضرات وتشارك في مؤتمرات الأساتذة على مستوى الولايات المتحدة وكاليفورنيا ويوم أمس كان أخي يوسف أبو ديه يحاضر في مؤتمر الأساتذة عن فلسطين والعرب والاسلام والشرق. كما أنها تقدم لهم بالمجان المعلومات الضرورية لمجابهة الدعاية الصهيونية العنصرية الكاذبة، التي تمكنهم من فهم الواقع والتاريخ وشرحها لطلابهم. بدأت قبل ١٢عاماً أيضاً بإقامة مهرجان الفيلم العربي في مدينة سان دياغو/ كاليفورنيا.

ستفني جننز

الناشطة الأمريكية بقلب فلسطيني يقظ ونابض .. توفيت خلال فترة الإعداد النهائية لنشر الكتاب. ستفني جننز هي إحدى الرفيقات المؤسسات لمجموعة “كرامة”. للأسف الشديد توفيت عند الانتهاء من تجهيز الكتاب لإرساله للمطبعة… ولذلك إرتأت كرامة أن تهدي الكتاب أيضاً لروحها الثائرة، فهي التي عشقت فلسطين وروحها سترفرف قريباً فوق ترابها المحرر من رأس الناقورة الى أم الرشراش.

للمهتمين والمهتمات يمكن طلب الكتاب والحصول عليه عبر هذا الموقع:

http://www.palestinephotoproject.smugmug.com

نضال حمد

25-2-2023