الأرشيفعربي وعالمي

الأسد: أبلغ القول في عدم القول – عادل سماره

لعله الخطاب المفصلي الأهم للرئيس الأسد إذا ما جلَّسناه ضمن حدثين أساسيين:
  •  تأدية اليمين كرئيس لسوريا
  • وتزامن ذلك مع وجود وزير خارجية الصين الشعبية.
هناك الكثير مما يتخيل البعض أن الأسد لم يقلها لكنه بعدم قولها قالها بوضوح فاقع. لذا، دعك من التحليل الشكلاني للمحللين ومعظمهم كَذَبَةٍ لصالح سيدهم أو من يشتريهم على الخبر او القطعة.
بالتركيز على العروبة هل عاد الرئيس السوري إلى مفاهيم البعث الأولى قبل أن يقود الدولة وقبل أن تحدث أخطاء واختلالات كبيرة وقاتلة والتي رغم ذلك بقيت الدولة العربية  الأكثر رفضا للتطبيع والاعتراف بالكيان والأشد استهدافا من الثورة المضادة.
تعني العروبة أن الأنظمة العربية بمجموعها أو بمعظمها ليست عروبية وشاركت بدرجات في العدوان ضد سوريا والقلة منها التي كانت مشاركتها أقل كان ذلك طبقاً لدرجة السماح أو الغفران الأمريكي.
لذا وضع هذه الأنظمة في خانة “المستعربين” ولا أدري إن كان يقصد أنهم صهاينة يموهون أنفسم بالزي والنطق العربي كما تفعل فرق المستعربين في الأرض المحتلة.
وبرايي الشخصي أن هذا ينطبق مع تحليلي لهذه الأنظمة بأنها أنظمة تُدير حربا أهلية كل نظام ضد معظم الشعب المحكوم له، ومن هنا هي مستعربة فعلاً. ولذا فذكر المستعربين هو ذكر وتركيز على هذه الأنظمة.
قد يقول أو يتخيل أو يدعي البعض بأن عدم الإتيان على هذه الأنظمة يعني أن سوريا تبتعد “بقرار” عن الوطن العربي. فليقل كلٌ ما يشاء، ولكن حديث الأسد عن فلسطين قلب كل هذا. ولعله هذه المرَّة قد اجتاز الخط الأحمر باتجاه الجوهر ان فلسطين سورية عربية وأن تحريرها لا يختلف ولا ينفك عن تحرير الجولان.
وعليه، فإن ذكر فلسطين بوضوح هو فتح الحرب مع مختلف الأنظمة والأحزاب وحتى الأفراد المرتبطين بأمريكا أخذا بالاعتبار أن امريكا لا تقيم صداقات ولا تحالفات بل تستخدم أدوات مهما غطى هؤلاء على انفسهم بشكليات رئيس وأمير وملك…الخ. وهذا يعني ان هؤلاء سيعيدوا الاصطفاف ضد سوريا سواء بقناعة منهم أو بأمر وتقسيم عمل من الثورة المضادة.
لم يذكر الأسد الجثة أو الإجهاض الضخم المسمى “العالم الإسلامي” ولعل هذا أهم وأفضل موقف. ربما آن الأوان للتخلص من هذه الأكذوبة التي صنعتها الوهابية والإخوان لتحطيم العروبة. وسواء قصد الأسد ما ساقول أم لا، فأعتقد أن المطلوب هو العودة بالإسلام إلى عروبته، ومن يعتنق هذا الإسلام العروبي كإيمان فهذا حقه وأهلاً به دون أن يتحول إلى خائن لقوميته.
لقد تم تحطيم الإسلام في الوطن العربي عبر حقنه بالوهابية والإخوان والسلفية اي الدين السياسي وكان الهدف مزدوجا:
  • تحطيم وتشويه الإسلام بحيث تكون دوله دول الدين الوحيد المتقاتلة والمتذابحة والتابعة والعميلة والمطبعة  والفقيرة حتى من لديها موهوبية ثرواتية.
  • وصولاُ إلى الهدف الأساس وهو تحطيم القومية العربية خدمة للكيان.
والأمر ليس فقط في العشرية الأخيرة ضد سوريا بل منذ 1967  ضد مصر ثم العراق ثم ليبيا ثم اليمن.
لا يوجد تيار ديني ولا حتى تيار دين سياسي في العالم ضد قوميته غير تيارات الدين السياسي في الوطن العربي! مع أن الإسلام عربي! أليست هذه مفارقة؟ هل الأحزاب المسيحية الديمقراطية في الغرب ضد قومياتها؟ بل هي قومية جدا. هل انظمة وقوى الدين السياسي ضد قومياتها ووطنها؟:
  • هل في امريكا أي المحافظية الجديدة ضد امريكا
  • هل الهندتوفا في الهند تيار مودي هل هو ضد الوطن والأمة؟
  • الصهيونية هل هي ضد الكيان؟
هذه التيارات هي دين سياسي وهي فاشية ايضاً ولكنها وطنية وقومية وحتى متعصبة.
أما في الوطن العربي فهذه التيارات بما هي توليد غربي على شكل استشراقي جديد هو الاسشتراق الإرهابي فهي تقتل وتذبح وتغتصب وايضا تدعو الاستعمار التركي لاغتصاب الأرض العربية!
من الواضح أن توجهات سوريا اليوم هي على النحو التالي:
وطنية لتحرير كامل الوطن دون نسيان ما تحتله تركيا منذ 1934 وما قبل
عروبية عبر فلسطين اي عبر الشعب العربي والمقاومة
وشرقية  عبر إيران والصين وروسيا لمواجهة الثورة المضادة.
أما عن دور الصين الجيد، فلهذا حديث متصل.
https://kanaanonline.org

شاهد هذا المقال على يوتيوب:

https://www.youtube.com/watch?v=BbOQnmQJLuk&t=28s

● ● ●