الأرشيفوقفة عز

الاحتلال واعتقال الأطفال في فلسطين – نضال حمد

قبل أيام قرأت على بروفيل الصحافية الفلسطينية الشابة مجدولين حسونة قصة عن طفل فلسطيني كان موقوفاً في مخفر شرطة الاحتلال. قالت ماجدولين أنها بالأمس حين جرى توقيفها هي وزميلها الصحافي الفلسطيني محمد خيري وأثناء انتظارهما في مركز تحقيق تابع للاحتلال الصهيوني ويسمى “عطروت” .. لفت انتباههما وجود طفل فلسطيني وهو يخرج من غرفة التحقيق لدى شرطة الاحتلال “الاسرائيلي”.

قالت ماحدولين أن الطفل بدا شاحباً ومتعباً، ويرتدي ملابس السجن “الشاباص” ذات اللون البنيّ البنية. ورغم أنها ملابس قبيحة ويشمئز منها كل فلسطيني يعيش في الضفة الغربية وفي عموم فلسطين المحتلة، إلا أن ماجدولين رأته جميلاً وأن تلك الملابس التي كانت تبدو كبيرة جدا على جسده النحيل.

قالت ماجدولين حسونة: “مد الطفل يديه للجنود من أجل تقييده بأصفاد حديدية بدت ثقيلة جدا على معصميه”.

من هول المشهد والصدمة التي تركتها ووحشية الاحتلال وتصرفاته بحق أطفال فلسطين نسيا هي وزميلها محمد خيري انهما موقوفين أيضاً. فالاحتلال “الاسرائيلي” في فلسطين المحتلة يمكنه اعتقال الناس صغيراً وكبيراً، ويمكنه اقتلاع الشجر وهدم البيوت وقتل من يريد في أي وقت يريد، لأنه وفق العالم بالتوقيت الأمريكي الصهيوني يحق “لاسرائيل” ما لا يحق لغيرها. ومن لا يصدق ما أقول ليراجع كتب التاريخ منذ 100 عام وحتى يومنا هذا. سيجد الجواب في الغرب عند الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا ودول أوروبا الأخرى.

تقول ماجدولين: “في الحقيقة أربكنا عجزنا عن فعل شيء له، لكنني نظرت إلى محمد ووجدته على وشك البكاء تماما كما كان حالي. استجمعتُ قواي وابتسمت للطفل، ابتسم قليلا بتردد، ثم رفعت له شارة النصر، فابتسم أكثر ورفع لي شارة النصر بإصبعين بين السلاسل، كنت أريد أن أسأله عن اسمه لكنني امتنعت لأن الجنود منعونا من الحديث، وربما إذا رد ببداهة الطفل ضربوه وهو أمر ما كنا نستطيع احتماله”.

#ahmad_Alazzeh

عند الافراج عنها أخذت فوراً ماجدولين ومحمد بالحبث عن الطفل المعتقل لتعرف أن اسمه #أثال_العزة وهو من مدينة بيت لحم، عمره 14 عاما، وهو طفل مجتهد يتعلم الموسيقى.  خلال حديثهما مع والد الطفل “اثال” أخبرهما أن جنود الاحتلال اعتقلوا ابنه لأنه متهم بإلقاء الحجارة على جيش الاحتلال “الإسرائيلي”. هذه التهمة وإن كانت بلا دليل وهي أصلاً لا تحتاج لدليل. فهي بحسب ماجدولين تهمة لا دليل عليها لدى الاحتلال.

والد الطفل أكد خلال حديثه أن الشرطة قامت بالتحقيق مع والدة “آثال” بطريقة بشعة جدا، كما أنهم يقومون بترهيب الطفل والضغط عليه وتعذيبه جسدياً ونفسياً لإجباره على اعتراف على فعل لم يرتكبه. كما وأكد الوالد أن الطفل “أثال” متعب جدا، ويتعرض للتعذيب. وتقول ماجدولين انها ومحمد خيري شاهدا آثار كدمات على وجهه وتبدو على عيناه وملامحه قلة النوم. وتؤكد ماجدولين بأنها: لن تنسى وجه أثال وستبذل كل جهدها من أجل الإفراج عنه. وأنهت حديثها بالقول: “هذه التجربة قاسية على طفل بهذا العمر وهذا الإحساس المرهف”.

جدير بالذكر أن مئات الأطفال الفلسطينيين لايزالون في السجون والمعتقلات “الاسرائيلية” منذ سنوات. رغم ان اعتقال الاطفال مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية وربما أنه جريمة حرب ضد الانسانية. لكن القوانين العالمية لا تطبق على “اسرائيل” ولا أحد في الغرب يدينها أو يطالب بوقف جرائمها ومحاسبتها.

أما نحن في فلسطين فنعرف ذلك ولن نعطي مثالاً التعامل الغربي والأوروبي والأمريكي مع القضيتين الاوكرانية والفلسطينية… فنحن نعرف من هم أعداء فلسطين ومن هم أصدقاء شعب فلسطين. والى أن يحين ويأتي يوم الحساب ومعاقبة الاحتلال والمحتلين نحن هنا على أرضنا نقاتل، نصمد ونصبر بلا وهن وسوف ننتصر.

نضال حمد

28-4-2022