وقفة عز

تطبيع القطيع – نضال حمد

لم يعد خافيا على أحد أن السعودية هي عراب التطبيع مع العدو الصهيوني. لأنها هي التي لها السطوة والسيطرة على كل الدول الخليجية باستثناء قطر التي كانت سبقت كل دول الخليج للتطبيع مع الصهاينة، وكانت أيضا كرست لأجل ذلك فضائية الجزيرة. وللسعودية تأثير وهيمنة على غالبية الدول العربية والإسلامية، لذا عندما تقول السعودية نعم للتطبيع سواء سراً أم علانية فإننا نرى مماليكها وعبيدها في الدول الأخرى يسيرون وفق مشيئتها، ويطبعون حسب رغبتها. فيما الوفود الرسمية الصهيونية والأخرى الدينية أو الرياضية لا تتوقف عن الزيارات والمشاركات في دول الخليج باستثناء دولة واحدة وهي الكويت، التي تدور فيها مواجهة قوية بين رافضي التطبيع وبعض المطبعين. ويجب ان نذكر أن الموقف الرسمي الكويتي لازال يرفض التطبيع. 

كنت أعتقد أن السعودية اكتفت بمسلسل (أم هارون) التطبيعي في شهر رمضان المبارك. لكنني اكتشفت في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل أن هناك مسلسل آخر ( مخرج 7 ) وهو ايضا مسلسل تطبيعي سعودي. كما انني قرأت في موقع

VK

الروسي للتواصل الاجتماعي ( مثل الفيسبوك لكن بدون قيود ومحاكم تفتيش ) أن هناك مسلسل ( الساحر) اللبناني، حيث كتب احدهم أن فيه أيضا تطبيع، من خلال الرقص فيه على انغام اغنية عبرية (إسرائيلية).. هذا كما ورد في الخبر الذي قرأته. والمسلسل من بطولة عابد فهد وستيفاني صليبا. ولكي لا أتهم أحدا فأنا لا أعرف اذا كان صحيحا أن في (الساحر) لقطة تطبيعية أم لا. ربما الجواب الشافي يكون عند رفيقنا وصديقنا سماح ادريس ولجنة مناهضة التطبيع في لبنان.

وصلتني دعوة من فلسطين المحتلة للتعليق على المسلسلات التطبيعية العربية وهي مسلسلات سعودية خليجية. بصراحة لم اشاهد أي منها لأن فضائية ام بي سي ( MBC) السعودية التطبيعية بفظاظة وبلا حياء. هذه الفضائية التي دمرت على مر سنوات طويلة وعيّ أجيال خليجية وعربية كاملة، تلتقط عندي عبر الانترنت. في اغلب الأحيان بدون صوت أو متقطعة الارسال. لذا لم اشاهد أي مسلسل عربي، حتى مسلسل (حارس القدس) للمخرج الرائع باسل الخطيب عن الراحل العظيم المطران كبوتشي على فضائية الميادين وكل الفضائيات السورية أيضا لا اشاهده لنفس السبب الذي ذكرته.

يجب علينا مواجهة التطبيع والمطبعين وفضحهم بداية من المطبعين الفلسطينيين ثم العرب. فلولا التطبيع الفلسطيني السلطوي الناتج عن اتفاقيات ما يسمى السلام مع الصهاينة، وتشجيعها للآخرين وحثهم على ذلك لما تجرأ المطبعون العرب على القيام بالتطبيع لا علانية ولا حتى بالسر. ولما كنا شاهدناهم يجولون ويصولون في كل الدول الخليجية باستثناء الكويت. وفي غالبية الدول العربية.  لطالما احرجت مواقف السلطة الفلسطينية التطبيعية حركات المقاطعة العربية والعالمية في نضالها لفرض مقاطعة عالمية على الكيان الصهيوني. فالسلطة تدعي انها فقط مع مقاطعة المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية. لكن حركات المقاطعة مع مقاطعة الكيان الصهيوني. 

لا للتطبيع

 نعم لمناهضة التطبيع

 نعم لدعم النضال الفلسطيني والعربي لأجل فلسطين حرة.

نضال حمد 

كاتب فلسطيني مقيم في أوسلو ورئيس تحرير موقع الصفصاف الالكتروني

28-04-2020