الأرشيفوقفة عز

حملة المليون شجرة في فلسطين، يقلعون شجرة نزرع عشرة… – نضال حمد

هو شعار “العربية لحماية الطبيعة” يضاف إليه التالي: ” كونوا معنا في المقاومة الخضراء لأجل فلسطين ونحو السيادة الغذائية ومنع مصادرة الأراضي”…

قبل عقدين من الزمن العربي الصعب أطلق القائمون والقائمات على الحملة حملتهم لغرس أشجار الزيتون وغيرها في الأماكن التي استهدفتها قوات الاحتلال “الاسرائيلي” ودمرت واقتلعت الملايين منها.

تقول مصادر الحملة أنها خلال الفترة السابقة من العمل إستطاعت تغطية مساحة ١٣٤،٧٨٥ دونم وتمكنت من دعم أكثر من ٣٠ ألف مزارع يعيلون نحو ربع مليون فرد من أسرهم. كما نجحت في زراعة حوالي ٢ مليون و٧٠٠ ألف شجرة منذ عام ٢-٠٠١ وحتى نهاية سنة ٢٠٢٢. فيما هناك طموح مشروع لدى المنظمة أن تزرع ٥ ملايين شجرة بحلول العام ٢٠٢٥.  فمشروع زراعة الأشجار أصبح ضرورة لصمود الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة. أما المنظمة فلديها آمال كبيرة على مشاركة فلسطينيي الشتات في هذه الحملة الوطنية وفي الحركة الزراعية. كما جاء في أدبيات المنظمة.

قبل سنوات وخلال مشاركتي في مؤتمرات فلسطينية وعربية وعالمية عديدة كلها كانت لأجل نصرة فلسطين ومقاومتها ومن أجل تثبيت حق العودة، وعقدت غالبيتها في دمشق وبيروت كنت تعرفت إلى الصديقة الناشطة “الخضراء” رزان زعيتر ومنظمتها، التي لم تتعب ولم تسترح من العمل المضني والمنهك لأجل فلسطين. فرايتها شجرة تثمر وتنجب زيتوناً وزعتراً وصباراً ومواطنين صابرين وصامدين.

قبل توجهي الى مالمو للمشاركة في المهرجان الشعبي الفلسطيني الكبير كتب لي صديقي الناشط والاعلامي الفلسطيني موسى الملاحي من منفاه الاختياري في ايسلندة، بعدما ترك السويد وغادرها منذ سنوات. كتب يقول لي أن ممثلتين عن المنظمة المذكورة ستشاركان في المؤتمر وهما مريم الجعجع إبنة رزان زعيتر وزميلتها آية العبيدي.

وصلتا إلى مالمو وتعرف عليهما هناك وألقيت نظرة على معرضهما وما حوى من أشياء عن الحملة وتحدثنا قليلاً مع أن الوقت كان ضيقاً وعجقة الجمهور والحضور تزعجني وتضيق علي حركتي بين الناس بسبب وضعي الصحي، إلا أنني توجهت إليهما وتحدثت معهما حول مشروع الحملة. واستمعت فيما بعد لكلمة المديرة العامة “للعربية لحماية الطبيعة”، الشابة مريم الجعجع، التي إعتلت المنصة الرئيسية في الجلسة العامة لمؤتمر ومهرجان فلسطينيي أوروبا، حيث قامت بتسليط الضوء فيها عن أهداف وأهمية وانجازات حملة المليون شجرة في فلسطين على مدى عقدين. بعد الكلمة تكلمت معها قليلا ومع آية العبيدي وكانتا سعيدتين بحضورهما وبتجاوب الجمهور معهما ومع مشروع الحملة.

في معرض تعليقه على المشروع نشر الكاتب السويدي المعادي للصهيونية بيرنت هيرميلي عن لقائه بالفتاتين ممثلتا “العربية لحماية الطبيعة” على هامش أعمال مؤتمرالعودة الـ 20، في السويد: “قمت بالتواصل طوال اليوم مع أشخاص يعملون بطرق مختلفة من أجل العدالة وحقوق الإنسان. أذكر بشكل خاص لقائي مع مريم الجعجع، مديرة العربية لحماية الطبيعة وشعارها يقلعون شجرة.. نزرع عشرة”. وعن ذلك قالت مريم الجعجع في بروفيل الحملة بالفيسبوك: “هيرملي ألّف أول كتاب عن نكبة فلسطين باللغة السويدية (نكبة أمام أعيننا)، وثّق فيه شهادات شفوية مع 65 من اللاجئين الفلسطينيين الميقمين في السويد وعايشوا النكبة سنة 1948 وأيضاً من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية، والأردن، ولبنان.

Bernt Hermele

كنت سعيداً بالتعرف على مريم وآية وأعجبت بالتزامهما وبحب مهتمها في السويد. أذكرعند وقوفي أمام خيمتهما في المعرض أنني تذكرت كلمات ثورية كنا ننشدها ونحن شبيبة صغار في مخيماتنا الفلسطينية في لبنان، وهي كلمات نشيد للشبيبة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لا أعرف من هو الشاعر الذي كتبها… والكلمات الملتهبة تلك والتي تربينا عليها هي التالية:

“يا زهرة النيران في ليل الجليل / إما فلسطين .. وإما النار جيلا بعد جيل/  نحن قلنا لا  لإنزال البنادق /  لا لذبح الأرض، لا لمن يطوي البيارق”…

في الختام أقول إنني سعدت لهما لنجاح مهمتهما في السويد وبين الحشود الفلسطينية التي جاءت من كل أوروبا.

نضال حمد

موقع الصفصاف

١٠-٦-٢٠٢٣