الأرشيفوقفة عز

المرحوم الأستاذ والفنان أحمد محمد العيسى البرواني

ولد البرواني سنة 1938 في قرية البروة الفلسطينية في الجليل الفلسطيني.

درس في نفس المدرسة الابتدائية بالبروة التي درس فيها أيضاً ابن بلدته الشاعر الراحل محمود درويش. على فكرة عائلة عم الشاعر محمود درويش كانت قطنت منذ النكبة في مخيم عين الحلوة. كما هناك شهيد كبير من عائلة درويش كان أسيراً سابقاً وتحرر في عملية تبادل النورس للأسرى، هو الإعلامي والقائد الفدائي سمير درويش، الذي استشهد في الغارة على المدينة الرياضية في بيروت في الرابع من حزيران 1982 أول أيام غزو لبنان. ربما سمير أيضاً درس في نفس المدرسة بالبروة.

بحسب نبذة كتبها عنه نجله محمود أحمد العيسى البرواني فإن لقب العائلة اشتق من تسمية البلدة البروة. هذه البلدة الشمالية الجليلية كانت ولازالت تتبع قضاء عكا، عروس ساحل فلسطين الشمالي. غادرها البرواني مع أمه ودار عمه مكرهاً ومجبراً، تاركين خلفهم أرض الآباء والأجداد. كان بسن 10 أعوام يوم النكبة سنة 1948. والده للأسف توفي في النكبة ودفن في البروة على إثر اعتقال نجله الآخر من قبل العدو. وصلت العائلة الى لبنان واستقرت في مخيم عين الحلوة مثلها مثل عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

في هذا الشأن يتابع نجله محمود فيضيف: ومن النوادر أنه حينما كان طفلاً واثناء اللجوء وبعد مسير ليلي عاد والدي للبروة كي يفتح قن الدجاج الذي كان لديهم.. لكن المحتلين الصهاينة قاموا بهدم كل بيوت البروة، وهدم آبار المياة وقطع الأشجار المثمرة كي لا يعود أهلها.. ويتابع محمد فيقول نقلاً عن والده: للعلم البروة احتلت ثلاث مرات كان اليهود الصهاينة يحتلونها نهارآ ويحررها أهلها ليلا. لذا قاموا بهدم القرية ولم يتبق منها سوى المسجد والمدرسة التي درس فيها أبناء البروة ومنهم الوالد أحمد العيسى البرواني.

أتم تحصيله العلمي في مخيم عين الحلوة وفي مدينة صيدا. درس في لبنان في الكلية الجعفرية للفنون وتخرج منها ثم غادر الى ليبيا للعمل هناك نهاية سنة ١٩٥٨أو بداية سنة ١٩٥٩. في ليبيا تزوج من سيدة ليبية وأنجب منها أولاده الذين لازالوا يعيشون في مدينة سوسة الليبية. توفي في سنة 2001 على إثر مرض عضال ودفن في سوسة المدينة التي أحبته وأحبها. التحق كمعلم فني بوزارة التربية والتعليم الليبية سنة 1960 في العهد الملكي الليبي. يعني عاش في ليبيا في زمن الملك ادريس وفي زمن العقيد القذافي.

كانت في عين الحلوة تربطه علاقة صداقة بالفنان الشهيد ناجي العلي. إذ أنهما منذ الصغر كانا عاشقين للرسم ومولعين به، تركا رسوماتهما على حيطان المخيم. بقيا كذلك حتى بعد مغادرة البرواني لبنان واستقراره في ليبيا ومغادرة ناجي العلي لبنان والمكوث في الكويت ثم في لندن حيث اغتاله أعداء فلسطين والتمسك بثوابت شعبها.

للمرحوم البراوني العديد من الرسومات والكاريكاتورات والمخطوطات التي تركها خلفه بعد وفاته.  منها رسمات عن فلسطين ونضال شعبها وأخرى رسم وتخطيط لآيات قرآنية زين بها مساجد ليبية. شارك بحسب نجله محمد في العديد من المعارض في مصر وسوريا ولبنان وليبيا. المرحوم البرواني كان نشيطاً على الصعد الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية وبالذات السياسية. كما وكان فلسطينياً ملتزماً بالوحدة الوطنية الفلسطينية وبضرورة تحرير كامل تراب فلسطين من رأس الناقورة حتى أم الرشراش. كما له عدد لا بأس به من القصائد الوطنية كما أنه اشتهر في منطقة الجبل الأخضر الليبية بتزيين المساجد عبر تخطيط الآيات القرآنية.

رحمه الله وغفر له.

نضال حمد

ذاكرة مخيم عين الحلوة وأهل الصفصاف.

24-2-2023