الأرشيفالجاليات والشتات

اوروبا والكتب المدرسية الفلسطينية! – عبد اللطيف مهنا

قرر الاتحاد الأوربي حذر تمويل الكتب المدرسية الفلسطينية باعتبار مناهجها تتضمن ما يحض على الكراهية ويدعو للعنف، أو ما يعني أنها لا تلتزم الرواية الصهيونية للصراع ولا تدعو لعدم مقاومة الاحتلال، وبلغة أخرى، لا تربي أجيالها، إن لم يكن على محبته، فعلى الأقل على وجوب مسالمته!


هنا نحن لسنا إزاء مجرَّد نفاق أوروبي تليد أمثلته عديده ومنها، أنهم رسمياً لا يعترفون بضم القدس ويعتبرون الضفة بعامة أراض محتلة، لكنهم يدعمون الاستيطان بفتح أسواقهم لمنتجات المستوطنات، بل وملاحقة دعوة الداعين لمقاطعتها قانونياً، ناهيك عن اعتبار مقاومة الفلسطينيين للمحتلين عملاً ارهابياً!


قرار الاتحاد الأوروبي ينسجم بالمطلق مع موقفه الحقيقي والثابت والدائم من الصراع العربي الصهيوني، أوروبا هي من اختلقت الكيان الصهيوني وأرضعته في مهد نكبتنا صبيا وأميركا من تبنته من حينها، وهما من كفلاه وعملا على حمايته وتثبيته في القلب من الوطن العربي وتعهدا مده بأسباب الحياة والبقاء، من الإبرة حتى السلاح النووي مروراً بالقباب الحديدية.. ووصولاً إلى بذل مستطاعهما لفرض الرواية الصهيونية الزائفة والفاجرة على أطفالنا.


من حسنات الراهن الأوروبي الأكراني أنه قد، وأقول قد، يلفت نظر ذوي الحَوَل من نخبنا الشائهة والمسهمة بدورها في تشويه الوعي بالمراهنة على “العدالة الدولية”، والتي تعني راهناً “الغربية”.. تلفتهم إلى حيث التمعُّن في أبجديات الصراع في بلادنا وعلى بلادنا.. كفاهم أن يتذكَّروا أن النازية والصهيونية، والحربين الكونيتين، اختراع ومنتج أوروبي قح لا ينازع القارة العجوز عليه أحد..