الأرشيفوقفة عز

انحياز عالمي مقرف

تصوروا أنني كتبت هذه المقالة أدناه في نهاية شهر آذار ٢٠٢٢، وكنت يومها قرفان من الغرب ونفاقه وازدواجية معاييره وعنصرية بعضه وصليبية ونازية وفاشية بعضه الآخر. الغرب في تلك أي قبل سنتين وفي هذه الأيام غرب اسلاموفوبيوي تحكمه أحزاب وقوى سياسية قومية ستعود به الى عصر الظلمات. أحزاب تقودها ولايات أمريكا المتحدة وبيتها الأبيض. إذن هذه ليست بشائر سارة ولا هي فأل خير لكل الطيبين والمسالمين والتقدميين والانسانيين في العالم الغربي بالذات، إذ ستكون مهمتهم صعبة في تغيير واقع الحال الذي وصلوا إليه.

أما اليوم ونحن في خضم ابادة جماعية للفلسطينيين في فلسطين المحتلة وبالذات في قطاع غزة، في ظل دعم غربي للكيان الصهيوني وصمت دولي وحتى عربي رسمي، فأنا وملايين الغربيين والمشرقيين والفلسطينيين وانصارهم وأحرار وشرفاء العالم، نؤكد أننا نشعر بقرف لا مثيل له من الغرب المنحاز والمنافق الذي كشف مرة واحدة عن كل عوراته ونزع كل أقنعته، ليؤكد لنا صحة قولنا منذ سنوات أنه غرب كل شيء فيه لأجل “اسرائيل”. ليلة الاثنين السادس من مايو – أيار 2024 شاهدت نشرة أخبار بولندية على القناة الرسمية “تي في بي انفوTVP info”، كدت أتقيأ ما في جوفي من شدة صهيونية النشرة الاخبارية.

في 24 مارس ٢٠٢٢ كتبت التالي:

(من لا يشعر الآن بالقرف والاشمئزاز من سياسات العالم الغربي والأوروبي المنافقة والمنحازة الى جانب الصهيونية. سياسة الذيلية والتبعية للادارة الامريكية واللوبيات الصهيونية، سياسة الكيل بمكيالين. وحماية وصيانة دولة الاحتلال والارهاب الصهيوني (اسرائيل)..

سياسة ايجاد المبررات الدائمة لتبرير مجازر ومذابح وجرائم (إسرائيل) ضد الانسانية وضد شعب فلسطين منذ ٧٥ سنة، هو ببساطة شخص لازال يجهل السياسة الغربية والامريكية اتجاه دولة الاحتلال (الاسرائيلي) والقضية الفلسطينية.

حرص الاوروبيون والغربيون والأمريكان على حماية الصهاينة ورفض محاكمتهم ومحاسبتهم على الاحتلال والابادة الجماعية والتصفية العرقية وارتكاب مئات المجازر والجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين والأسرى الفلسطينيين في سجون الصهاينة بما فيهم الأطفال والنساء والعجزة والمرضى

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الامن الدولي حق النقض الفيتو أكثر من ١٦٠ مرة لتعطيل قرارات ضد (اسرائيل) ولصالح الشعب الفلسطيني.

حرص رؤوساء الولايات المتحدة الامريكية على خوض الحروب وقتل وجرح ملايين البشر (العراق وافغانستان.. الخ) لأجل مصالح امريكا في مناطق معينة بالعالم ومن أجل حماية الدولة الصهيونية.

أشعر بقرف كبير من الغرب عموماً لأنه منافق وكاذب ومنحاز ومخادع.

من الصعب ان أقول شكرا للحرب الأوكرانية لأنها كشفت وفضحت وعرت زيف هؤلاء. لكن هذه الحرب فعلًا اسقطت الأقنعة وكشفت العالم على حقيقته.).

والآن حرب الإبادة في غزة المستمرة منذ ثمانية شهور اسقطت ما تبقى من أقنعة بعد حرب اوكرانيا لدى الغرب. وعززت لدي قناعة لم أتخل عنها ولو رمة واحدة في حياتي وقناعاتي وهي بأن القوة تحقق العدالة والكفاح وحده يجلب الحرية والاستقلال ووما عاده مسوخ وسقوط واستسلام وهوان وذل وعار مثلما هو حال بعض الفلسطينيين الذين ينسقون مع الاحتلال ويقولون أنه من واجبهم حماية الاحتلال. هؤلاء بكل بساطة ليسوا فلسطينيين ولن يكونوا كذلك.

7 ايار 2024

03/24/2022

نضال حمد