الأرشيفوقفة عز

بوريس جونسون: يوم غسل ملابسهم غسل المستوطنون الصهاينة عقله

كتب نضال حمد:

بوريس جونسون

من غسيل ملابس المستوطنين الصهاينة الى نائب في البرلمان البريطاني

من غسيل ملابس المستوطنين الصهاينة الى رئاسة بلدية لندن

من غسيل ملابس المستوطنين الصهاينة الى وزير خارجية بريطانيا

من عامل غسالة في كيبوتس صهيوني الى رئيس وزراء بريطانيا

يوم غسل ملابسهم غسل المستوطنون الصهاينة عقله فعاد صهيونياً حتى النخاع.

ألكساندر بوريس دي بيفل جونسون ‏معروف بإسم بوريس جونسون. هذا الرجل وأمثاله قليلون شكلاً ومظهراً ومضمونا، هو سياسي بريطاني يميني محافظ ومتصهين بشكل فظ. كما أنه روائي وصحافي ومؤرخ، ورئيس الوزراء في المملكة المتحدة.

عندما يدعي بريطاني أنه صهيوني هذا يعني أنه من مزيفي ومزوري وعيّ القراء البريطانيين والناطقين بالانجليزية.

أصبح جونسون منذ 23 يوليو 2019 زعيما للحزب المحافظ في بريطانيا. كما شغل في السابق مناصب عديدة منها عضوية في البرلمان عن أوكسبريدج وساوث روزليب منذ عام 2015، وكان أيضاً نائباً عن منطقة هينلي في الفترة من 2001 إلى 2008.

في وقت سابق تولى كذلك رئاسة بلدية العاصمة لندن، ثم منصب وزير الخارجية في بريطانيا بشكل رسمي في الثامن عشر من تموز يوليو 2016. بعد موافقة الملكة إليزابيث الثانية على تعيينه في هذا المنصب. بعد ذلك أصبح هذا الشخص رئيساً لوزراء بريطانيا ولازال في منصبه حتى يومنا هذا. وبالامكان القول أنه ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أوروبا.

سنة 2016 وبعد أن أصبح وزيرا للخارجية نشرت وكالات الأنباء تقارير عن سيرة حياته. فتبين أنه أحد أبرز الشخصيات التي طالبت بانسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي، وقبل ذلك، فإنه أحد أكبر الداعمين بقوة (لإسرائيل) والمحاربين لفكرة مقاطعتها، وقد سبق أن أعلن بصراحة أنه صهيوني. وأن الكيان الصهيوني هو الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، يعني في بلادنا العربية، حيث أقأمت الحركة الصهيونية الأوروبية الاستعمارية العنصرية هذا الكيان في قلب الوطن العربي، بدعم مباشر من بريطانيا والغرب ثم الولايات المتحدة الأمريكية.

قبل أشهر عديدة من صعوده وبروز نجمه في بريطانيا وتحديدا في تشرين الثاني من عام 2015 في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرانوت الصهيونية الصادرة في الكيان الصهيوني تحدث عن فكرة مقاطعة (اسرائيل) واصفاً تلك الفكرة بالغبية. ومعيداً تكرار الاسطوانة البريطانية والأوروبية الغربية المملة بأن (اسرائيل) هي “الديمقراطية الوحيدة شرق المتوسط”. أضاف مجنون أو معتوه بريطانيا: “ينبغي أن يكون الشخص مجنوناً حتى يشارك في مقاطعة (إسرائيل) الدولة الوحيدة في المنطقة التي تشهد تعددية وتمتاز بمجتمع مفتوح”.

كلام جونسون لا يختلف عن كلام كثيرين من السياسيين والقادة الأوروبيين المتصهينين. فقد سمعناه من آخرين ليسوا أقل تصهيناً منه. فهذه الشعارات والتصريحات المنحازة والكاذبة والمنافقة تعتبر من عدة الشغل والترشح للمناصب الهامة والرئيسية والمفصلية في عدد كبير من الدول الأوروبية. فرضا الصهاينة من رضا الولايات المتحدة الامريكية. ورضا ترامب من رضا نتنياهو. كما كان رضا بوش الابن من رضا الجزار شارون ورضا بلفور من رضا روشفيلد. وبين رضا هؤلاء ورضا أولائك يبقى الشعب الفلسطيني هو الضحية.

جونسون هو المعادي للمهاجرين وللاجئين والمتشدد في سن قوانين ضدهم والداعي الى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

جونسون هو أيضاً النرجسي والعنجهي…

وهو نسخة أوروبية عن “ترامب” الولايات المتحدة الأمريكية. فكلاهما يملكان من العنجهية والنرجسية والغباء والعداء للمهاجرين ما يفوق ما تملكه الحركات العنصرية في كلٍ من بلديهما.

أثار صعود جونسون وهو السياسي الداعي لطرد المهاجرين والمعادي للعرب وللمسلمين غضب الجاليات العربية والاسلامية في بريطانيا. فهؤلاء مع تولي جونسون لرئاسة الوزراء شعروا بالقلق إزاء سياسات الرجل تجاههم وتجاه قضاياهم، خاصة القضية الفلسطينية. فقد سبق له وأعلن في وقت سابق أنه “صهيوني حتى النخاع”. وأكد في تصريحات كان نقلها عنه موقع “هافنغتون بوست” أنه “تطوع قبل ثلاثة عقود مع شقيقه للعمل في كيبوتس صهيوني”. طبعاً هذا الكيبوتس أي المستعمرة أو المستوطنة اليهودية الصهيونية مقام على الأرض الفلسطينية المحتلة في احدى مدن الجليل.

وأكد جونسون أنه خلال ذلك “تطوع كعامل غسالة لتنظيف الملابس”. هذا يعني أنه كان يقوم بتنظيف وغسل ملابس الصهاينة الذين يغتصبون ويحتلون أرض الشعب الفلسطيني. وهؤلاء الصهاينة المجرمون احتلوا فلسطين بفضل بريطانيا الاستعمارية الانتدابية، التي كانت في زمن احتلالها واستعمارها لفلسطين العربية باسم الانتداب قد ساعدتهم وسهلت لهم الهجرة والاستطيان ومن ثم احتلال فلسطين.

بدلاً من أن يعتذر جونسون للعرب الفلسطينيين عن جرائم بلاده في بلادنا من وعد بلفور واحتلال فلسطين واستعمارها ونهب ثرواتها وقتل ابناءها. هو يؤكد من جديد على تواصل الجريمة البريطانية وعلى نية واضحة في عدم توقف بلاده عن ممارسة الجريمة… وفي رغبة بريطانيا بتقديم كل دعم ممكن للكيان الصهيوني الذي يعيد لبريطانيا زمن الصليبيين واحتلالهم لفلسطين وبيت المقدس. لكن عليه تذكر صلاح الدين ومعركة حطين وكسر هيبة بريطاينا والصليبيين من خلال هزيمتهم وأسر قائدهم البريطاني ريكاردوس قلب الأسد. فجيل حطين وأحفاد صلاح الدين وكل الأمة العربية وفي الطليعة منها شعب فلسطين  لن يتنازلوا عن حقهم في فلسطين.

في تصريحاته تلك أضاف جونسون:

” (تلك الفترة تركت أثراً كبيراً على شخصيته، إذ أصبح صهيونيا متحمسا ويدعم (إسرائيل) ويؤمن بـ”حقها الطبيعي في الوجود”.

يؤمن بحق اليان الصهيوني الطبيعي في الوجود ولا يعترف بحق الفلسطينيين في الوجود. هكذا  كانت وهكذا هي بريطانيا متصهينة منذ القدم. فمن رؤوساء ووزراء عملوا غاسلي ألبسة للصهاينة المحتلين الى سياسيين ووزراء يعملون لغاية الآن محامي دفاع عن الصهاينة وجرائمهم في فلسطين.

نضال حمد 21-09-2020