وقفة عز

جين فوندا وجون نيغروبونتي

نضال حمد

جين فوندا على الطريق الصحيح وتتظاهر رغم المطر والعواصف ضد الاحتلال الصهيوني للمناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

وقفت الممثلة الشهيرة وهي تحمل يافطة كتب عليها لا للاحتلال ووقف معها مجموعة من مناصري السلام (الإسرائيليين). وهتفوا  أمام منزل الإرهابي شارون لا للاحتلال ونعم للسلام..

 لم يزعجها المطر الغزير والرياح العاصفة، كانت جين فوندا واثقة من أن الهدف السليم يكمن في وضع الناس على الطريق الصحيح، طريق المحبة والمساواة والاحترام والسلام وحرية الآخرين.

وقفت الممثلة الحسناء التي دوخت الملايين أيام عزها وشبابها وقفة الصقر على تلال جبال هوليود وهو يصارع الريح العاصفة وبنادق الصيادين والفارين من العدالة. وقفت فوندا بشموخ الواثقة من رسالتها بالرغم من نظرات الجنود القتلة الحاقدة. نتمنى على فوندا أن لا تتراجع مستقبلا عن مواقفها بفعل الاتهامات الجاهزة واللصقات المعدة سلفا لكل من يقول لا لتجاوزات (إسرائيل) ومخالفاتها غير القانونية وغير إنسانية في فلسطين المحتلة.

نقول ونردد مع محبي السلام نعم لعيد ميلاد حر وسعيد ومنير ومجيد، بلا دبابات وجنود قتلة وقناصة وطيور معدنية تقتل الناس وتغتال البشر. ونعم لكل أعياد الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين بدون ارهاب واحتلال صهيوني…

نعم لعيد ميلاد حر هو الشعار الحالي للذين تظاهروا في القدس المحتلة وعلى بعد أمتار من الأماكن المقدسة. حيث شاركت الممثلة الحسناء بالمسيرة الرمزية وانضمت لنحو خمسين ناشطة من حركة نساء بالسواد (الإسرائيلية) المناهضة للاحتلال والمؤيدة للسلام.

معروف أن هذه المنظمة (الإسرائيلية) الصغيرة فعالة ونشطة وتقوم بالتظاهر كل يوم جمعة في القدس من أجل السلام  وانسحاب (إسرائيل) من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967.

هذا من جهة الفن الملتزم بالسلام وبحقوق الإنسان والشعوب أما من الجهة المعادية لحريات الشعوب وحقوق البشر والأمم، قامت الولايات المتحدة الأمريكية عبر مندوبها في مجلس الأمن الدولي السيد جون نيغروبونتي باستعمال حق النقض الفيتو من أجل إنقاذ (إسرائيل) من قرار أممي يدين أعمالها الإجرامية في الضفة والقطاع المحتلين.

 برر سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة استعماله لحق النقض الفيتو كممثل لبلاده في مجلس الأمن الدولي بقوله أنه قام بتوزيع اقتراح بديل ولكن سوريا رفضت هذا الاقتراح الأمريكي. ومعلوم أن أمريكا لكي تتجنب الإحراج واستعمال حق النقض الفيتو لصالح (إسرائيل) كما عرفناها وعودتنا دائما، لجأت في الآونة الأخيرة إلى اعتماد سياسة جديدة تقوم على تقديم اقتراح مضاد للاقتراح المقدم ضد (إسرائيل) وعادة ما يكون الاقتراح الأمريكي تفريغ للاقتراح الأول من مضمونه ولتهيئة الأجواء لاتخاذ قرار التبرئة لكيان الاحتلال (إسرائيل) من التهم الموجهة إليه. وهذه سياسة أمريكية رسمية تعمل من أجل منع المجلس الدولي من إدانة ومحاسبة (إسرائيل) و إجبارها على الامتثال للمطالب والقوانين والقرارات الدولية كما في حالتي العراق و يوغسلافيا.

 أما القرار الذي تم التصويت عليه يوم أمس كان على اقتراح ومشروع قرار تقدمت به سوريا ويدين (إسرائيل) على قيامها بقتل عدد من موظفي الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. صوتت مع القرار 12 دولة أهمها بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والنرويج وأمتنع عن التصويت كل من بلغاريا والكاميرون, الأولى لأنها أصبحت وكأنها محمية تجارية وأمنية واقتصادية أمريكية صهيونية منذ ركوبها موجة مكافحة الإرهاب والدول المارقة ومحور الشر. أما الثانية فلا يعرف عنها سوى أنها بطل إفريقيا في كرة القدم وتملك تاريخ كروي عريق، جعل العالم العربي والأفريقي من أهم مشجعيها.

 رحم الله أيام أفريقيا وجمال عبد الناصر…. نتذكر تلك الأيام بحسرة… هذا وعارض القرار وصوت ضده بالفيتو كما العادة مندوب الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يتباك  المندوب الأمريكي على حقوق الناس في فلسطين ولا على الجرائم التي ترتكب بحق موظفي الأمم المتحدة الذين قتلتهم قوات الاحتلال الصهيوني بدماء باردة وعن قصد ومع سبق الإصرار. تصوروا لو أن أحد موظفي الأمم المتحدة قتل برصاص شرطي أو جندي عراقي ماذا كانت ستفعل أمريكا بالعراقيين؟ حتما كانت سترد بقصف العراق وقتل العراقيين أبرياء وغير أبرياء بحسب التصنيف العالمي للمحاصرين في بلد العشرين مليون معتقل. ففي العراق حيث كل شيء مسموح لأمريكا من قصف المدنيين وقتلهم بقنابل التحالف مع بريطانيا “الصغرى”، إلى تجويع الملايين بقرار دولي عدواني ولا انساني، قرار غير مسؤول وغير متوازن وغير منطقي ولا يوجد ما يبرره. شتان ما بين جين وجون مع أنهما كلاهما من بلد العم سام

 

 2002 / 12 / 23  

See the source image