الأرشيفوقفة عز

صديقي الفرا عبد الرؤوف – نضال حمد

صديقي الفرا عبد الرؤوف

صديقي عبد الرؤوف الفرا يعي تماماً ماذا يعني أن يتخذ الانسان قراراً تاريخياً قد يكلفه حياته؟

يعني أنه انسان مبدئي يؤمن بما يقول وبما يفعل… وأنا هكذا عرفت صديقي عبد الرؤوف الفرا  وزميلي واخي الفلسطيني – البولندي منذ عشرات السنين.

منذا أصبحنا صديقين قبل نحو أربعون سنة  هكذا كان وهكذا عرفته كما هو الآن ولم يتبدل تبديلاً.

شخص عملي، فلاح فلسطيني عشق الأرض والزراعة ونخيل غزة حيث قبر جده وخاله الشهيدان. عبد الرؤوف الفرا فلسطيني كحد السيف، انسان متواضع وخلوق ومضحي ولا ينافق ولا يهادن في قول الحقيقة واعلاء صوت الحق.

عندما شاهدت مقابلة منشورة معه وكلمات مكتوبة عنه سواء كانت ايجابية أو سلبية هتفت فرحاً وفخوراً على مسامع من كانوا يجلسون بقربي: “هذا صديقي الحميم وزميلي في النضال التحرري والانساني والتضامن بين الشعوب، ونصرة الأمم الطامحة الى العدالة والحرية والتقدم”.

إنه المناضل الوطني الكبير عبد الرؤوف الفرا، فخر الوطنية والعقلية الديمقراطية التقدمية النضالية الفلسطينية.

هذا الانسان الفلسطيني، الغزيّ، الصابر الصامد، المثابر، المثال، الذي عمل ويعمل في جمعية ” خلص لم نعد نحلم”، الجمعية الانسانية التعليمية والتوعووية، التي انشأت كي تساعد الأطفال والنساء في غزة واتخذت مقراً لها قرب منزل عبد الرؤوف في مدينة خان يونس.

بالمناسبة بعد تعرفها على الجمعية وعملها قامت ابنتي (سيليستينا) وزميلاتها في أوسلو بانشاء حملة تبرعات لمساعدة الجميعة التي تضرر مقرها بفعل قصف صهيوني استهدف جوارها.

 قامت ابنتي وزميلاتها  في النرويج بداية العدوان الصهيوني على غزة بالترويج على الانترنت لحملة مساعدات مالية للجمعية، لاتزال الحملة قائمة وأتمنى أن تشهد تطوراً وربما تعميمها في بولندا، لأنها لغاية الآن مقتصرة على عدد قليل من الشباب النرويجيين. شخصياً لا أفهم كثيراً بهذه الأمور ولا أعرف كيف هي القوانين في بولندا بالنسبة لهذا الأمر. لكن عبد الرؤوف الفرا ومواطنين فلسطينيين بولنديين آخرين يعيشون في غزة هم وأطفالهم وعائلاتهم أعضاء في تلك الجمعية.

في تعقيب لي على كا كتبه الأخ والصديق الفلسطيني صلاح أبو لبن من وارسو وهو أصلاً من بيت لحم المحتلة. قلت:

 “كنت سوف اعتبرها مفاجأة العصر لو أن عبد الرؤوف تفوه بكلمات مغايرة لما سمعناه منه في المقابلة الصحفية المنشورة… فقد علمت منها في اتصالات هاتفية عديدة جرت خلال المعركة أنه لن يغادر غزة. أبلغني منذ البداية أنه لن يغادر غزة وسيبقى فيها مع عائلته وشعبه، يموت أو يعيش معهم وبرفقتهم، حاله من حالهم ومصيره من مصيرهم.

 شخصياً لي أصدقاء عديدين لازالوا هناك في غزة مع عائلاتهم صامدون صابرون مضحون… أصدقاء غير عبد الرؤوف الفرا أيضاً يحملون جنسيات أوروبية وغربيوة ومنها الجنسية النرويجية، فعلوا الشيء نفسه ولم يغادروا غزة حين سنحت لهم الفرصة المغادرة. هذا طبعاً قرار يخص كل انسان على حدة ويعود له ولما يراه مناسباً.. ولكنه بنفس الوقت يعتبر تضخية عظيمة فهذه برأيي هي أسمى آيات العطاء والوفاء والانتماء لقضيتنا الفلسطينية ولشعبنا الفلسطيني المضحي والصامد منذ 100 سنة.

أمس خلال مقابلة مباشرة ومصورة تكلمت عن عبد الرؤوف وجمعية بطلنا نحلم وعن صموده في غزة وثباته هناك مع عائلته الكبيرة.

ملاحظة: بداية الهجوم الصهيوني الوحشي على غزة الشهر الفائت كنت كتبت شيئاً عن عبد الرؤوف الفرا ونشرته في حينه بمجموعة فلسطين بالبولندية.

نضال حمد

https://www.facebook.com/reel/286949167047700